جودة يدعو لدعم جهود استئناف المفاوضات وتحقيق السلام على اساس حل الدولتين
المدينة نيوز - اكد وزير الخارجية ناصر جودة ان الجهود الاردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني تتواصل ضمن اطار الجهد العربي المنسق لتحقيق السلام في المنطقة استنادا الى حل الدولتين الذي يكفل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والمتواصلة جغرافيا وعاصمتها القدس الشرقية وضمن اطار احلال السلام العادل والشامل وفقا لقواعد ومقررات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام .
وقال وزير الخارجية في كلمة القاها صباح اليوم الثلاثاء في الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة حركة عدم الانحياز في شرم الشيخ ان الاردن يشيد باجماع المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص التزام الرئيس الاميركي باراك اوباما والادارة الاميركية بتحقيق السلام في المنطقة مؤكدا الدور الهام والحيوي للولايات المتحدة في سياق الجهد الدولي الهادف الى تجسيد حل الدولتين والوصول الى تسوية عادلة وشاملة للصراع العربي الاسرائيلي .
واضاف جودة " نشهد اليوم ملامح فرصة حقيقية لتحقيق السلام"، داعيا الى ضرورة تكثيف العمل في الفترة المقبلة لدعم الجهود الرامية الى استئناف مفاوضات السلام على جميع المسارات من حيث توقفت من خلال اطلاق مفاوضات جادة تتضمن اليات رقابة وتضمن ايفاء جميع الاطراف بالتزاماتها بموجب الاتفاقيات والتفاهمات السابقة تؤدي الى تجسيد حل الدولتين واحلال السلام الشامل وفقا للرؤية المتكاملة التي تطرحها مبادرة السلام العربية .
واكد ان ايجاد البيئة المناسبة لاطلاق هذه المفاوضات يستوجب الوقف الكامل للاستيطان الاسرائيلي والاجراءات الاسرائيلية احادية الجانب في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية .
وقال وزير الخارجية "اننا في الاردن نؤمن بان المنطلق السليم نحو تحقيق التعاون الدولي والتضامن المنتج من اجل السلام والتنمية يكمن بعد توفر الارادة السياسية بتجديد الثقة بالدبلوماسية المتعددة الاطراف واعادة الاعتبار لها وبتفعيل وتطوير منظمة الامم المتحدة واصلاحها بشكل يضمن ان تؤدي دورها المطلوب في القرن الواحد والعشرين"، منوها بالمضامين الهامة والعميقة للشعار الذي اختارته الرئاسة المصرية للحركة للقمة الحالية " التضامن من اجل السلام والتنمية " .
واكد ضرورة العمل على تنشيط دور حركة عدم الانحياز في اطار منظمة الامم المتحدة لضمان قيامها بدور فاعل وحيوي في اعادة تفعيل العمل الدولي المتعدد الاطراف وهيئاته ومنظماته المختلفة لا سيما الامم المتحدة وتعزيز وتطوير دورها في حفظ الامن والسلم الدوليين وتحقيق التنمية والاستقرار على اساس القواعد الراسخة للشرعية الدولية ومبادئ العدالة وبشكل يؤدي الى افول السمة الاحادية التي سادت على المسرح الدولي حتى فترة قريبة وافرزت حالة التباس في القيادة الدولية ادت بدورها الى ظروف وتوترات ترتبت عليها نتائج وتداعيات وخيمة عانت منها كل دولنا وشعوبنا بلا استثناء.
ونوه بهذا الصدد بالبوادر الايجابية من اكثر من جهة وفي مقدمها توجهات ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما ومبادراته سواء على صعيد اعادة الاعتبار للدبلوماسية متعددة الاطراف او الاهتمام بدور المنظمة الدولية والتحرك بجدية لحل النزاعات الدولية التي تهدد الاستقرار العالمي وتستنزف جهود التنمية وتعطل قنوات التضامن والتعاون وفي مقدمتها الصراع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينة .
واكد جوده ان تحقيق حل عادل وشامل ودائم للصراع العربي الاسرائيلي بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى راسها حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني يشكل اولوية اساسية بالنسبة للاردن وهو ذات الموقف بالنسبة لانسحاب اسرائيل من كامل الاراضي السورية واللبنانية المحتلة وتحقيق الامن لشعوب منطقتنا وبلدانها.
واعرب وزير الخارجية عن تطلع الاردن الى العمل مع القوى الدولية المؤثرة لتحقيق حل الدولتين وضمن اطر زمنية واضحة مؤكدا ضرورة عدم اضاعة الفرصة السانحة للتوصل الى السلام المنشود .
وحذر من ان الاخفاق في تجسيد حل الدولتين وتحقيق السلام الشامل في الشرق الاوسط قريبا من شانه ان يؤدي الى تداعيات سلبية كبيرة تتجاوز بكثير الحدود الجغرافية لمنطقتنا على اعتبار ان القضية الفلسطينية وغياب السلام الشامل في الشرق الاوسط لم تعد مجرد قضية اقليمية بل تشكل مشكلة دولية بامتياز وان عدم حلها وفقا للاطار السالف الذكر فان العالم بشعوبه ودوله لن ينعم بالامن والاستقرار الذي يريد فضلا عن ان مقدرتنا على مواجهة التحديات الاخرى التي تشهدها المنطقة ستكون بالضرورة مقيدة ومحددة .
وقال جوده " لقد التزم العرب مرة اخرى في القمة العربية الاخيرة في الدوحة بالسلام العادل والشامل وفقا لمبادرة السلام العربية والمرجعيات الدولية باعتباره خيارا استراتيجيا واليوم فاننا ندعو حركة عدم الانحياز والتي كانت على الدوام وعاء حاضنا ومحركا ودافعا لتحقيق طموحات وحقوق الشعب الفلسطيني وكذلك حقوق الدول العربية في استعادة جميع اراضيها التي احتلتها اسرائيل عام 1967 الى ان تسهم بدورها لمساندة الجهود الرامية الى تحقيق حل الدولتين واحلال السلام الشامل في الشرق الاوسط وفقا لقرارات منظمة الامم المتحدة ذات الصلة وبناء على الاتفاقيات والتفاهمات السابقة والمرجعيات الدولية لعملية السلام ووفقا لمبادرة السلام العربية التي تم اقرارها في القمة العربية في بيروت عام 2002 واكدت عليها القمم العربية اللاحقة جميعها وتبنتها منظمة المؤتمر الاسلامي " .