خطط وزير الدفاع الإسرائيلي حول لبنان وإيران وسوريا ومصر والأردن ( التفاصيل )
المدينة نيوز - ذكر ملف ديفكه أن التصريحات التي يطلقها وزير المالية الإسرائيلي يائير لبيد حول التقليصات في وزارة الدفاع، لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع العملي، لأن وزير الدفاع الجديد موشيه يعلون يعتزم إلغاء بعض المشروعات المركزية في الجيش الإسرائيلي مثل : تصنيع الدبابة الإسرائيلية الحديثة "مركبا -4"، وناقلة الجنود من طراز "نمر" والقيام بإحداث انقلاب في بنية الوحدات العسكرية، وبناء أطر عسكرية جديدة تتطلب مبالغ طائلة. لذا سيتم أولا تنفيذ التقليصات وبعد ذلك سيتم تخصيص الميزانيات الكبيرة المطلوبة لذلك.
ونقل مراسل موقع جي بي سي عن الملف قوله : إن جميع الخطوات السياسية والمالية في إسرائيل تتخذ لأسباب أيديولوجية، وقد أثبت الزمن منذ 65 أن جميع الأيديولوجيات التي انتهجتها إسرائيل كانت أخطاء إستراتيجية كبيرة وفق وصفه ، والأيديولوجية لعام 2013 تقول : أنه وبسبب أحداث الربيع العربي وبشكل خاص الشلل الذي أصاب جيشي مصر وسورية: الأول بسبب انهيار الاقتصاد المصري، والثاني بسبب خوضه حربا مدنية للسنة الثالثة على التوالي، فليس من المتوقع أن تقع حرب كبيرة ضد الجيش الإسرائيلي على المدى المنظور. ولا شك أن هذا الاعتقاد هو وهم شديد الخطورة ولا يوجد له أساس للاستناد عليه.
فالأيديولوجية المذكورة تتجاهل "بصورة مقصودة " إيران النووية، والحرب التي يمكنها أن تندلع في كل لحظة خلال عام 2013، وتتجاهل حزب الله كجيش يمتلك مقدرة تنفيذية وصاروخية كبيرة. كما تتجاهل إمكانية انضمام قسم من الجيش المصري إلى المليشيات التي تشبه حرس الثورة الإيراني والتي يزعم الملف أن الأخوان المسلمين يعملون على تشكيلها في مصر سرا – من أجل محاربة إسرائيل - أو أن يقوم قسم من الجيش السوري باتخاذ قرار بالتمرد على الأسد والالتحاق بمليشيات " المتمردين " التي قد تقوم بمهاجمة إسرائيل ، وكله حسب الملف .
كما ونقل مراسل موقع جي بي سي ما نسبه الملف إلى مصادره الاستخبارية والعسكرية التي تفيد أن الجيش الإسرائيلي يخوض حاليا حربا سرية في شبه جزيرة سيناء وجنوب سورية، وأن تورطه في هذه الحرب يمكنه أن يتطور بسرعة إلى حرب حول السيطرة على شبه جزيرة سيناء وجنوب سورية وأيضا على لبنان. هذا قبل أن نشير أيضا إلى احتمال حدوقث قلاقل في الأردن وهو الامر الذي يمكنه أن يؤدي إلى تدخل الجيش الإسرائيلي في الأردن أيضا.
ولا يمكن لأية جهة أن تقول أو تعرف إلى أين يمكن لمثل هذه الحروب والسيناريوهات أن تقودنا، وإلى ماذا ستفضي نتائجها.ويجب أن ننتبه إزاء ذلك إلى طبيعة تفكير وعمل وزير الدفاع الجديد موشيه يعلون ابن الثالثة والستين. فمنذ توليته منصب الرجل الثاني في الحكومة ووزير القضايا الإستراتيجية عام 2008، وهو يعمل على جمع حوله كبار رجال المخابرات – وغالبيتهم من الاستخبارات العسكرية- ورجال الموساد وليس العسكريين مثلما كان سائدا من قبل وزراء الدفاع السابقين. ويرجع السبب في ذلك إلى رغبته في وضع قيادة الجيش الإسرائيلي في أيدي الضباط المحترفين في الجيش وعلى رأسهم رئيس الأركان بني جنتس، ووضع الصناعات العسكرية المتطورة في أيدي مدراء محترفين، وفي نفس الوقت التركيز في عمله كوزير للدفاع على قضيتين مركزيتين: مواجهة التطوير النووي الإيراني، الميزانية الأمنية وبناء القوة الإسرائيلية من جديد.
ولا شك أن آراء يعلون بالنسبة لإيران واضحة جدا فهو يعتقد أن على إسرائيل والجيش الإسرائيلي أن يسيرا باتجاه إمكانية مهاجمة المشروع النووي الإيراني بالتعاون مع الولايات المتحدة. وحينما يتضح أن الولايات المتحدة لا تعتزم مهاجمة إيران، وأن إيران باتت قريبة جدا من الوصول إلى سلاحها النووي – وهو الأمر الذي من المتوقع أن يحدث خلال العام الحالي- فيتوجب على الجيش الإسرائيلي مهاجمتها دون مساعدة أو مشاركة الجيش الأميركي.
وإزاء المعلومات الغزيرة التي يتلقاها الجيش الإسرائيلي والأميركي كل أسبوع تقريبا حول التقدم السريع في مجال تخصيب اليورانيوم الإيراني وتطوير القنبلة النووية، يبدو أن يعلون بدأ يدرك أنه إذا لم تقم الولايات المتحدة بمهاجمة إيران خلال عام 2013 فلن يكون هناك مناص أمام الجيش الإسرائيلي من فعل ذلك وحده.
وإضافة إلى مهاجمة إيران، فإن يعلون يعتقد أن هناك حربين لم تحسما أمام إسرائيل، وأنها ستضطر في نهاية المطاف لحسمها: الحرب ضد حزب الله في لبنان، الحرب ضد حركة حماس في القطاع، إن دخول الحرب السورية الداخلية لسنتها الثالثة ومشاركة حزب الله فيها إلى جانب نظام الأسد وفق ما ينقل مراسل موقعنا عن الملف يعزز النظرية التي يتبناها يعلون منذ سبع سنوات – أي منذ الحرب اللبنانية الثانية عام 2006- والتي تقول: أنه يتوجب على إسرائيل أن تنهي هذه الحرب التي بقيت دون حسم واضح، وهزيمة حزب الله والعمل على حل وتفكيك قوته العسكرية. لذا يعتقد يعلون أنه يتوجب على الجيش الإسرائيلي أن يحتل خلال هذه الحرب ليس فقط جنوب لبنان كله، بل أيضا مساحات كبيرة وسط لبنان والواقعة شمالي نهر الليطاني. وتفيد مصادر الموقع أن لدى يعلون مخططات واسعة غالبيتها باتت جاهزة، ولا زال قسم منها في طور الإعداد النهائي، والتي إذا تم تنفيذها فسوف تؤدي إلى إحداث تغييرات ثورية في بنية الجيش الإسرائيلي.
وذكر الموقع أن يعلون يعمل على إجراء تقليصات كبيرة في القوات البرية والمدرعات، وهو يعتقد أن من الضروري العمل بصورة تدريجية على وقف تصنيع الدبابة الإسرائيلية الثقيلة مركبا-4 وناقلات الجنود الكبيرة من "نمر"، وأنه آن الأوان لإلغاء عملية تقسيم الجيش الإسرائيلي إلى فرق وألوية ووحدات محترفة مثل المدفعية وغيره، وبدلا من ذلك يسعى يعلون لإقامة عدة جيوش صغيرة كل منها قادر على العمل بصورة مستقلة كقوة عسكرية كاملة لا تحتاج إلى جيوش أو قوات أخرى. ولكل جيش من هذا القبيل سيكون وحدة طائرات عمودية هجومية، دبابات، مدفعية قوات خاصة، ومقدرة لوجستيكية خاصة به. كما يعتزم يعلون العمل على توسيع سلاح البحرية والجو والصواريخ الإسرائيلية، معتبرا المجالين الجوي والبحري الإسرائيليين بمثابة مجالين إستراتيجيين يحتاجان إلى تشكيل قوات عسكرية خاصة من أجل الدفاع عنهما، مثل القوات البحرية التي تعمل إسرائيل على تشكيلها خلال الأشهر القليلة الماضية من أجل الدفاع عن آبار الغاز شرقي البحر المتوسط.
وهناك قيادة جديدة يعتزم يعلون تشكيلها ولا تقل أهمية عن المجالين السابقين، وهي قيادة "سايبر" التحكم الآلي. ويعتزم يعلون إنفاق مبلغ كبير من ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية على هذا المجال، فهل كل هذه الأمور تعتبر بمثابة تقليص في ميزانية الدفاع؟. ( جي بي سي )