ثقة ونص
بث التلفزيون الأردني مشكورا ليلة الأمس مناقشات النواب للبيان الوزاري الذي تقدمت به الحكومة وعلى الرغم من عدم شمولية البيان لقضايا تمس المواطن مباشرة الا ان خطابات النواب كانت اضعف من البيان بكثير فمن النواب من حجب الثقة سلفا باسم قاعدته الانتخابية دون ان يبدي الاسباب للحجب وبعضهم اعطى الثقة ايضا دون ان يبدي اسبابها وبعضهم قد ربط ثقته بالحكومة بما ستقدمه من مكتسبات لدائرته الانتخابية والملفت للنظر ان أي من النواب المتحدثين لم يوسع افقه ويتكلم عن الوطن الوطن بل اقتصر على مطالب ضيقة تحتاج الى ميزانية الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لتطبيقها .
لو كنت صاحب قرار لطلبت من الناخبين ان يطرحوا الثقة بنوابهم من جديد قبل ان يطرحوا هم الثقة بالحكومة لان ما جاء بطروحات النواب اثبت ان النواب يأتون فقط لحضور الجلسات من كوب آخر ثم يعودون بمركباتهم الفضائية بعد انتهائها.
الحكومة عندما تقدمت ببيانها وان كان لا يرقى لمستوى الطموح كان على السادة النواب ان يتشبثوا به ويصبوا تركيزهم على تنفيذه ومحاسبة الحكومة ان قصرت في أي جزئية منه ولكنهم صبوا جام غضبهم على عد توزير النواب وكيف ان الحكومة اغفلت مطلب الحكومات البرلمانية وهذا ظهر جليا في كل الردود التي تقدم بها النواب وكأنهم يقولون للحكومة لو انها حققت هذا المطلب لنالت ثقة ونص.
ماذا تعني لكم الحكومة البرلمانية ايها السادة وما الذي ستأتي به غير نمرة حمراء اضافية وهل كل هذا الغضب مرده كرسي بالدوار الرابع، اليوم ودون ان تعلموا ظهرتم على حقيقتكم واخاب امل من انتخبكم فانفعالكم لهذا المطلب اثبتم انكم مستعدون ان تضحوا بكل الوطن واهله مقابل كلمة معالي.
اغفلتم وطنا يئن اهله من جراح الجوع والفقر وتسابقتم الى منبر الخطابة لتلوموا الحكومة على اغفالها (للوزرنه) التي تخصكم وحدكم ولن تأتي للوطن بجديد فماذا ان كانت حكومة برلمانية هل سيسد عجز الموازنة بمجرد الاعلان عنها او هل سيتنازل احد السادة النواب عن سيارته الشبح لمواطن من ناعور ينتظر على موقف الباصات وهل بتوزريكم ستتوقف الحجة مزنه عن استلام راتبها من صندوق المعونة الوطنية وهل بلقب المعالي سيجلس طالب الجامعة بمقعده دون ان يدفع الرسوم.
فشلتم ايها السادة قبل ان تفشلوا الحكومة وظهر ان الحكومة التي نصب جام غضبنا عليها هي اقرب لنا منكم وانها تفكر بنا اكثر منكم بكثير فدعوا الحكومة تنفذ ماجاء ببيانها واتركوه كما هو فقليلها افضل من كثيركم فقد اصبحت لديكم خبرة واسعة (بالهربدة) وفقع البيانات واصبحت مسرحيتكم مكشوفة وبلا طعم فلا بداية لها ولا نهاية.
الوطن ومايدور بداخله وخارجه ومايحاك له من مؤامرات اكبر من توزيركم فلا تكونوا جزءا من هذه المؤامرات واوقفوا التمثيل الذي اصبح مكشوفا ومملا وهذا الفلم الذي يلتقي ابطاله دائما بالحلقة الاخيرة.
نعم ثقة ونص للحكومة فماعاد الوطن يحتمل اكثر من ذلك فلا نضيع الوقت في المهاترات وتسديد الفواتير وتوزيع المكتسبات الضيقة فما عاد لدينا وقت لنضيعه.