همسة في أُذن الأخ أبو العبد هنية "ارحل"

تم نشره الجمعة 19 نيسان / أبريل 2013 12:17 صباحاً
همسة في أُذن الأخ أبو العبد هنية "ارحل"
ماجد هديب

اعترف بأنني أحببت هذا الرجل يوما ,ولم يكن حبي له على المستوى الشخصي فقط ,وإنما كان على الصعيد الوطني أيضا, كما اعترف بأنني كنت من الداعين إلى ضرورة الالتفاف حول هذا الرجل وضرورة تعزيز صمود حكومته وذلك عندما ألقى خطاب الزيت والزعتر ردا على سياسة حصار تلك الحكومة ,ولكني اعترف اليوم أيضا بان احترامي للأخ أبو العبد هنية لم يسقط بعد ,وان كان حبي له قد سقط مع سقوط دعوتي بضرورة الالتفاف حوله .

صحيح بان الحب في ميزان السياسة امرا لا قيمة له ولا نفعا منه, وصحيح ايضا أن الاحترام لا يعني الحب ,لكن الحب يعني كل الاحترام , إلا أن الحب عاطفة في حين أن الاحترام موقف والعبرة بالمواقف لا بالعاطفة ,ومن هنا يمكن القول بان حبي لهذا الرجل أمر لا قيمة له ما لم يُقترن باحترام مواقفه ,وعليه وبعيدا عن جدلية رفضه لقرار الإقالة , ووقوفه صامتا أمام مرحلة الاقتتال المشئوم, إلا إن احترامي له ما زال باق لأنه سعى وما زال يسعى لتغليب مصلحة حركته على مصلحته الشخصية , مع إقدامه على التمسك بحكم افقده حب من التف حوله يوما ,كما فقد معه فرص تعزيز حظوظه بان يكون ذات يوم رئيسا لدولة فلسطين وان كنت اعتقد بان فرصته في ذلك ما زالت سانحة له اذا ما تقدم الآن باستقالته ليفتح الباب واسعا أمام مصالحة حقيقية ,فهل يفعلها الآن ليخرج من باب حكومة مقالة ليعود إلينا من باب أوسع وهو باب الرئاسة ؟.

لقد ساءني ما شاهدت من رد على ما جاء في دعوة الأخ طلعت الصفدي أثناء القاءئه كلمة القوى والفصائل الوطنية في يوم الأسير وذلك عندما سيطر بضعة أشخاص على المنصة وانزلوه عنوة عنها مجرد أن المح إلى ضرورة استقالة حكومة هنية كخطوة مماثلة لما قام به الدكتور سلام فياض تحقيقا للوحدة وإنجاحا للمصالحة ,فكيف لو أن هذا الرجل نطق ما تمنى بشكل مباشر , فجيد انه لم يفعل ,وجيد أيضا انه ليس بأيدي هؤلاء أية سلاح وإلا لكنا قد شاهدنا وشاهد العالم اجمع معنا جريمة وعلى الهواء مباشرة , فلماذا لا يتقبل هؤلاء إقالة هنية؟, ولماذا لا يتقبل هؤلاء أيضا فكرة أن يقدم السيد هنية استقالة حكومته بنفسه فهي لم تتجاوز القانون فحسب , بل باتت تقف عائقا أمام مصالحة فقد الشعب الإحساس بمصداقية العمل على تحقيقها؟.

إن دعوة السيد إسماعيل هنية للرحيل من على رأس الحكومة في غزة باتت مطلبا وطنيا ولا يمكن اعتبار هذه الدعوة إنقاصا بحق هذا الرجل , كما أن الرحيل لا يعني إنهاءا لدوره الوطني ووجوده السياسي ,وإنما هي أمرا ملحا لما جاء في تلك الدعوة من توافق مع طبيعته ,ولما فيها أيضا من تعزيز لأوراقه السياسية وكسبا لحب وود هذا الشعب وعاطفته واحترامه الذي لم يعتبره مجرد خطيب ألهب حماستهم فقط ,بل اعتبره شخصية وطنية امتلك بعضا مما امتلكه الزعيم الراحل من كاريزما إلغاء الذات والانخراط في بوتقة نحن وان كان هذا الرجل حتى الآن قد ألغى ذاته من اجل أن تبقى حماس لا أن تبقى فلسطين, فهل يرحل هنية الذي أحببناه لتبقى حماس وفلسطين ؟.

لأننا أحببناه ونريد له أن يُبقي ما تبقى من بقايا بذور حب له في قلوبنا نقترب منه لنهمس في أذنه ونقول له ما لم يقله السيد طلعت الصفدي بشكل مباشر " من اجل حماس وفلسطين ارحل يا أخ أبو العبد".

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات