وزير واحد فقط قدم استقالته عن قناعة في الاردن .. وحكومتا ( ابراهيم باشا وزيد الرفاعي) الاطول عمرا و( هزاع المجالي) الاقصر

تم نشره الخميس 16 تمّوز / يوليو 2009 03:28 مساءً
وزير واحد فقط قدم استقالته عن قناعة في الاردن .. وحكومتا ( ابراهيم باشا وزيد الرفاعي) الاطول عمرا و( هزاع المجالي) الاقصر

 المدينة نيوزتعتبر حكومة الرئيس إبراهيم هاشم الأولى التي شكـَّـلها في عهد الإمارة ( 18 ـ 10 ـ 1933 - 27 ـ 9 ـ 1938 م ) أطول الحكومات الأردنية في عهدي الإمارة والمملكة عمرا ، إذ استمرت في الحكم لمدة أربع سنوات 11و شهراً و9 أيام ، وكانت تُسمَّى آنذاك بالمجلسً التنفيذي وتتألف من إبراهيم هاشم رئيسا ووزيرا للعدلية وقاضيا للقضاة ، وكان منصب قاضي القضاة جزءا أساسيا من تشكيلة الحكومة الأردنية قبل أن يصار إلى استبعاده من التشكيلات الحكومية في العقود الأخيرة ، وكان وزراء هذه الحكومة شكري شعشاعة وعودة القسوس وسعيد المفتي وهاشم خير وقاسم الهنداوي.

 

وتجدر الإشارة إلى أن الوزير قاسم الهنداوي شارك في الحكومة ممثلا للمجلس التشريعي جريا على التقليد الذي كان مرعيا آنذاك والذي يقضي بضمًّ بعض أعضاء المجلس التشريعي إلى الحكومة ، ولكنه استقال من الحكومة في 30 ـ 7 ـ م1934 ، ويمكنُ اعتبار استقالة الهنداوي من الحالاتً القليلةً النادرة التي تمثــًّـل إستقالةَ حقيقيةَ تستند إلى قناعةً الوزير ويقدمها بمحض إرادته ، ويمكن اكتشاف ذلك من الإطـًّـلاع على نصًّ كتاب الاستقالة التي جاء على النحوالتالي :

 

فخامة رئيس المجلس التنفيذي ( مجلس الوزراء ).

 

لمَّا كانت الخُطـَّـة التي سارت عليها حكومتـُـكم منذ الأسبوع الثاني لتشكيلها تسيرُ مع الأهواء الخاصَّة ، وتبتعدُ عن مصلحةً البلاد الحقيقية كلَّ البعدً ، فإنني أرى الواجبَ يدعوني أن لا أزيدَ في نكبةً الأمَّةً بالسير معكم ، ولهذا أقدًّمُ استقالتي من الحكومة. ( التوقيع : قاسم الهنداوي )

 

ويلي حكومة الرئيس إبراهيم هاشم ( 18 ـ 10 ـ 1933 ــ 27 ـ 9 ـ 1938 م ) في طول العمر حكومة الرئيس زيد الرفاعي ( 4 ـ 4 ـ 1985 - 27 ـ 4 ـ 1989 م ) والتي كانت آخر حكومة يشكـًّـلها حيث استمرت في الحكم مدة ( 4 ) سنوات و( 23 ) يوما.

 

اما أقصرُ الحكوماتُ عمرا في عهدي الإمارة والمملكة بحسب ما اوردته صحيفة الدستور في تقرير لها، كانت الحكومة الأولى التي شكـَّـلها الرئيس هزَّاع المجالي 15( ـ 12 ـ 1955 م - 20 ـ 12 ـ 1955 م ) ، وجاء تشكيل المجالي لحكومته في ظرف كانت فيه الحكومة البريطانية وبدعم من الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطاً شديدة على الأردن لإدخاله في"حلف بغداد"الاستعماري ، وهوحلف كانت بريطانيا وأمريكا تحاولان تشكيله من العراق وتركيا وباكستان والأردن للوقوف في وجه ظاهرة المد الشيوعي في المنطقة العربية في الخمسينيات ، ولكنه كان يهدف إلى جانب ذلك إلى إقناع العرب بأن العدوالوحيد لهم هو" البعبع الشيوعي"الذي يمثله الاتحاد السوفياتي ومنظومة الدول الاشتراكية في أوروبا الشرقية التي كانت خاضعة للاتحاد السوفياتي ، وذلك في محاولة مبكـًّـرة لإقناع العرب بأن الكيان الصهيوني لا يشكل خطرا على الأمة العربية وعلى الوطن العربي تمهيداً لإلحاقه في مراحل متقدمة في منظومة دول المنطقة.

 

وكان الرئيس هزَّاع المجالي عندما قبل مهمة تشكيل الحكومة صادقا مع نفسه ومع المواطنين ، فقد أعلن صراحة أنه يقبل بتشكيل الحكومة وهومقتنع تماما بأن من مصلحة الأردن دخول حلف بغداد ، وأعلن أن حكومته ستبذل جهدها لدخوله ، ولكنه أكدَّ في ذات الوقت أنه لن يتصادم بأي شكل مع مشاعر المواطنين إذا أصرَّت أغلبيتهم على رفض إدخال الأردن في حلف بغداد ، وتعهَّد بأنه سيتخلى عن رئاسة الحكومة إذا صوَّتت الأغلبية في المجلس النيابي ضد دخول الأردن لحلف بغدد.

 

وفي تلك الأثناء ، استمرَّت بعد تشكيل المجالي لحكومته المظاهرات الصاخبة في العاصمة عمان وفي سائر مدن الضفتين مندًّدة بحلف بغداد ، وشاركت جميع القوى والأحزاب الإسلامية والقومية واليسارية في تنظيم وقيادة المظاهرات ، وعندما تفاقمت الأوضاع ، ومارس الضابط الإنجليزي كلوب باشا الذي كان قائدا للجيش والشرطة في حينه ضغوطا على الرئيس هزَّاع المجالي ليطلق يده في قمع المظاهرات بالقوة ، رفض المجالي بشدَّة تلك الضغوطات مؤكدا أنه يرفض تحت أي مبرر أن يكون سببا في إراقـة نقطة دم من مواطن بسبب حلف بغداد ، ولما رأى المجالي أن مشاعر أغلبية المواطنين ضد دخول حلف بغداد ، وأن غالبية أعضاء المجلس النيابي بما فيهم الذين سبق أن أخذ موافقتهم على دخول حلف بغداد سيعارضون دخول الأردن في حلف بغداد توجـَّه إلى إذاعة عمان وألقى كلمة أعلن فيها أنه حرصا منه على سلامة المواطنين يقدم استقالته واستقالة حكومته مع تأكيد قناعته بأن من مصلحة الأردن الدخول في حلف بغداد ، وكان تقديم الإستقالة في 20 ـ 12 ـ 1955 م أي بعد خمسة أيام فقط من تشكيلها لتكون أقصر الحكومات الأردنية عمرا في عهدي الإمارة والمملكة.

 ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى أن كلا الرئيسين إبراهيم هاشم وهزَّاع المجالي قضيا شهيدين بإذن الله في إعتداءين غادرين ، فقد تم إغتيال الرئيس إبراهيم هاشم في مكان إقامته في بغداد في اليوم التالي لإنقلاب عبد الكريم قاسم في العراق في 14 ـ 7 ـ 1958 م ، أما الرئيس هزَّاع المجالي فقد تمَّ إغتياله بانفجار هزَّ دار رئاسة الوزراء على طريق السلط ( مبنى البنك المركزي حاليا ) في الساعة الحادية عشرة والنصف من ظهيرة يوم الإثنين 29 ـ 8 ـ 1960 م.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات