"بترا" تسجل بالصوت والصورة إنجازات حققتها على مدى أربعين عاما
المدينة نيوز- تضيء وكالة الأنباء الأردنية "بترا" اليوم شمعتها الأربعين، مسجلة بـ "الصوت والصورة"، إنجازات تحققت لوطن سعى إلى "التميز، والتطوير"، المسنود بحرية الرأي، والتعبير، وصدق الكلمة.
قبل أربعين عاما، بدأت الوكالة بث أخبارها، لتكون المزود الرئيسي للصحف، ثم واكبت التطور باستخدام أحدث التقنيات في نشر الأخبار عبر الانترنت، والأقمار الصناعية، فيما عمدت إلى "تعيين" مراسلين صحافيين لها في الدول العربية والأجنبية.
ولأن المحافظة على البقاء في القمة أصعب من الوصول إليها، تزداد وتيرة العمل في الوكالة يوما بعد يوم ويشحذ همة العاملين فيها الاهتمام الملكي المتواصل بها.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني أجرى سبع مقابلات خاصة مع "بترا"، كان آخرها تلك التي اجراها مع جلالته في تموز (يوليو) الماضي مدير عام الوكالة الزميل رمضان الرواشدة وتناولت العديد من القضايا التي كانت تشغل الرأي العام.
وليس هذا فحسب، بل حققت الوكالة عدة جوائز على المستويين العربي والدولي، فضلا عن حصولها على جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز العام الحالي.
يقول الرواشدة، لـ"الغد"، إن نجاح الوكالة هو نجاح لكل العاملين فيها، فبدونهم لما استطاعت هذه المؤسسة أن تحقق ما حققته من إنجازات، على الصعيد الوطني.
مدير عام الوكالة السابق الزميل عمر عبنده يقول "لن اكون حيادياً عندما اتحدث عن وكالة الأنباء الأردنيه لأن 31 عاماً قضيتها من عمري بالعمل ضمن كادرها كفيلة بان تربطني بها وبأسرتها العزيزة بوثائق لا فكاك منها".
يستذكر عبنده "عملت فيها العام 1976 وكانت ما تزال في البدايات ولا يتجاوز كادرها الخمسين موظفاً وموظفة، في وقت تأسست فيه الوكالة عندما كان عدد الصحافيين في المملكة لا يتجاوز الثلاثين صحافياً".
ووفق عبنده المدير الثالث عشر للوكالة، فقد سجلت الأخيرة "علامات بارزة في تاريخ الصحافة المحلية" على الصعيدين المهني والتقني حتى أصبحت بيت خبرة ورافداً رئيساً لكل المؤسسات الصحافية اليومية والأسبوعية فضلا عن المؤسسات الاعلامية داخل وخارج المملكة.
و"بترا" كانت "أول وكالة أنباء عربية" استخدمت الكمبيوتر منذ اوائل التسعينيات وأول وكالة عربية عرفت خدمة الانترنت، وفق عبنده.
ويشير إلى أن المدير العام السابق للوكالة الزميل عبدالله العتوم، عندما تسلمها تبنى فكرة جعلها مؤسسة مستقلة مالياً وإدارياً وفق قانون خاص بالتشاور مع خبراء من وكالة رويترز العالمية.
كما حرص القائمون عليها على رفد كادرها بكفاءات مهنية وجامعية ورفع هامش الحرية فيها، وفق عبنده الذي أشار إلى أنه تم تأسيس مركز التدريب وكذلك تحويلها الى مؤسسة مستقلةاضافة الى عملها بالتنسيق مع ديوان الخدمة المدنية على اعادة تصنيف الوظائف وخصوصاً الصحافية وفقاً لاحكام ومسميات المهنة في قانوني
المطبوعات والنشر ونقابة الصحفيين.
كما أطلقت الوكالة أول صحيفة إلكترونية بـ"المعنى الفني على مستوى المملكة وعلى مستوى وكالات الانباء العربية والمنطقة باسم "petranet.jo"، وكانت الثانية باللغة العربية بعد صحيفة "إيلاف" الإلكترونية التي كانت تصدر من العاصمة البريطانية لندن".
وقال عبنده إن "هذا الموقع استقطب خلال الاربعة أشهر الاولى من اطلاقه 11 مليون زائر".
وتبنت الوكالة استضافة اجتماعات اتحاد وكالات الانباء العربية وإرساء قاعدة ان تكون الرئاسة في الاتحاد للدولة المضيفة على عكس ما كان سائداً حيث كانت بعض الوكالات العربية تحتكر رئاسته طوال السنوات الـ37 الماضية.
وأشار إلى أنه "خلال سنة واحدة استفاد من فرص السفر اكثر من 67 زميلاً وزميلة منهم 33 شاركوا في تغطية العدوان الاسرائيلي على لبنان العام 2006".
إلى ذلك، يقول المدير العام السابق للوكالة وعضو مجلس إدارتها الزميل عبدالله العتوم إن الوكالة الآن حققت "استقلالا" جيدا يمكنها من أداء دورها ورسالتها وبث أخبارها بمهنية وموضوعية واحتراف.
وزاد أن الوكالة حققت مجموعة من الانجازات أهمها الربط الإلكتروني وتزويد 20 سفارة أردنية بالخارج بخدمات المعلومات، فضلا عن إدخالها الحاسوب والبث الفضائي، مشيرا إلى أن الوكالة هي "المزود الرئيسي المجاني" للصحف.
وبجانب ذلك، كانت الوكالة أدخلت كاميرات "الديجتال" لالتقاط الصور وأرشفتها خلال العام 1992، حسب العتوم الذي أشار إلى أن عمل الوكالة الآن متقدم جدا ويحقق سبوقات صحافية متميزة.
وكانت "بترا" أسست أقساما للترجمة من اللغات العربية إلى الإنجليزية والألمانية والفرنسية، فضلا عن 21 مراسلا في الدول الأوروبية المختلفة، وفق العتوم.
وللوكالة عدد من المديريات الصحافية التي تسعى إلى بث "كل ما هو جديد ومفيد" وتتمثل في مديرية الأخبار التي تتولى متابعة وتغطية نشاطات الفعاليات الرسمية والشعبية من سياسية واجتماعية وثقافية ورياضية وشبابية في مختلف مناطق المملكة وتغطية الأحداث السياسية والاجتماعية والأحداث التي يشارك فيها الأردن عربياً ودوليا.
وبجانب هذه المديرية تعمل مديرية تحرير الأخبار الواردة إلى الوكالة التي تقوم بالتأكد من عناصر الخبر ووضوح المضمون والصياغة وإجازته فنياً وسياسياً قبل بثه، ومتابعة ما يرد من اخبار على وكالات الأنباء العربية والعالمية واختيار المناسب منها وبثه ومتابعة ما تبثه الإذاعات والمحطات الفضائية من خلال قسم الرصد.
كما تعمل مديرية الاقتصاد على تغطية نشاطات الفاعليات الاقتصادية بما في ذلك المناسبات والندوات والمؤتمرات، وإجراء مسوحات ميدانية للمناطق الصناعية لمعرفة قدرة إنتاجها على المنافسة والترويج لها إخباريا وتكثيف التغطية لأخبار ونشاطات البنوك لإبراز دورها الاستثماري إضافة التركيز على تغطية أخبار البورصة
وإعداد التقارير التحليلية عن مهامها ودورها المالي.
أما مديرية التحقيقات فتقوم بإعداد التحقيقات التي تتناول مختلف القضايا التي تهم الوطن والمواطن وإعداد تقارير موسعة حول المناسبات الوطنية والدينية وإعداد صور إخبارية متنوعة بأسلوب شيق يجذب القارئ.
ومن المديرات الصحافية الأخرى مديرية الدراسات والمعلومات التي تعمل على إعداد الدراسات وأرشفة ما تبثه الوكالة من أخبار وصور والأخبار المهمة مما تبثه الوكالات الأخرى، فضلا عن متابعة ما ينشر على الانترنت والاستفادة منه.
أما مديرية التدريب والتطوير، فتعمل على إعداد قاعدة بيانات لصحافيي الوكالة والعاملين فيها وتحديد احتياجاتهم التدريبية المستقبلية ووضع الخطط وبرامج التدريب اللازمة لتطوير عمل الوكالة وتحسين أداء العاملين فيها وإدارة مكتبة الوكالة وتزويدها بالمراجع اللازمة وبث الأخبار القصيرة SMS لشبكات الهاتف المحمول و الـMMS وتسويق خدمات الوكالة وجلب الاعلانات لوضعها على المواقع الالكترونية.
وبذلك تبقى "بترا" بيت خبرة صحافية ممتدة، أثرى مسيرتها زملاء عملوا بجد واجتهاد وإخلاص من أجل "تطوير" بيئة صحافية مهنية عريقة تسعى إلى "التميز" والانفراد.