حراكي في وطني
لم اكن ارغب بالكتابة حول ما يجري في وطن اصبح يشبه الحسبة المركزية بكل ما فيها من اصناف ولم اكن ارغب بالحديث عن حركات اصلاحية مسمومة ولم اكن ارغب في الحديث عن حراك ينادي بالحرية والتعددية ويرفض الراي الاخر جملة وتفصيلا بل يذهب لابعد من الرفض بتتبع تقسيمة البلد منذ عصور الجاهلية وتوزيع الوطن والوطنية على هواه.
كنت اكتب عن وضع اللاجئين السورين في البلد وعن الاردنين اللذين باتوا لا يجدون مكانا للسكن وذهبت بنعت من يخرج اردنيا من بيته ليسكن مكانه سوريا بعديم الشرف....لاضيف الان بانه عديم الشرف والذمة والضمير.
خرج احدهم مدافعا عن اللاجئين وواصفا الكلام بحقهم بانه اجحاف وبان الاسلام يقول المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ....ونسي ان يقول ان دم المؤمن على المؤمن حرام .
حين توغلنا بالحديث سالني الابله سؤالا..... من أي قرية انت في الاردن....تخيلوا غباء السؤال... وقبل الاجابة ذهبت لصفحته لاجد انه حراكي حينها قلت له انا من مدينة اسمها اربد اسكنها قبل ان تعرفها انت
حين يخرج بعض شباب الحراك الجاهلون بالقيم والاخلاق ولا اعني جميعهم باتهامنا بانا مع بشار الاسد لاننا نطلب حماية المواطن الاردني من تغول اللاجئين فاعتقد ان هذا الحراكي هو مع المنظومة الارهابية في سوريا وبانه يدفع باتجاه ربط شمالنا العزيز بالجنوب السوري لاغراقنا بالفوضى .
اغلب شباب الحراك لا يعرفون لماذا يخرجون وباي شيء ينادون وحين يقع احدهم تحت ايدي القوات الامنية يبدا بالبكاء مثل الاطفال وينكر صلته كامله بالحراك
في الحراك ثمة اتجاه لو عطس الملك لطالبوا باللملكوة الدستورية ولو اصيب الملك بالمغص لطالبوا باللملكة الدستورية وحين تسالهم ماذا تعني المملكة الدستورية يقطون بالاجابة لانهم لا يغرفون غير املاءات تعلموها وتوجيه مبرمج
احدهم قال اني اعمل مع المخابرات وحذر الناس مني ... وكانه يصف العمل مع المخابرات بالتهمة وهي الحامية لعرضة ولامنه وبلده وكل الشرف سيكون لي لو انضممت لجهاز سمعت بانه من اقوى اربعة اجهزة على مستوى العالم
الثاني ...ان خالفت توجهاته يصفني بعدم الوطنية وكان الوطنية لم تخلق ولم تولد الا للحراكين وهتافاتهم وتجمعهم بالاسواق لقطع ارزاق الناس اما الثالث فحدث ولا حرج حين يتكلم عن الفقر والفقراء وهو متخك بالمال فان طلبت منه صدقة لاعمار بيت من بيوت الله اشاح بوجهه ومضى الى سبيله
منذ ان بدا الحراك في الاردن....من منكم راى حراكا سياسيا واحدا يتكلم سياسة ويطالب سياسة ويقف مع الشعب اليس كل من رايناه هو حراك لرفع الرواتب واعتصامات لتعطيل المؤسسات وحين المطالب السياسية لا نسمع غير ردخا بالمايكروفات وشتما وتحديا واستعراضات عسكرية تتحدى البلد بامنه بناسه
في الحراك هناك نظرية ان كل مسؤول فاسد ولص وحرامي ومرتشي ولو جاء عمر ابن الخطاب ليحكم حكومة الاردن لكرروا الاتهام.
لو اقنعني الحراك يوما ولو رايت له برنامجا منظما يخرج من صلب مطالب الناس التي لا تعنيها السياسة لربما خرجت معهم.... والوطنية ليست ان اغلق الشوارع امام دوار وصفي التل في اربد متسترا بالاسم فوصفي للاردن اجمعها.....
والوطنية ليست مجموعة تخرج للصراخ وتعطي نفسها الحق بشتم الناس وتمنع هذا الحق عمن يعارضها....اذن اين الراي والراي الاخر وحرية التعبير...
الحراكيون في الاردن ولا اقصد الجميع انما اقصد الغالبية العظمى منهم منجرون خلف اجندة تخريبية هدفها الحكم ولو على رقاب الناس ودمهم واعراضهم وارزاقهم والمصيبة ان الجهل يغذي هذه الامور... والحراكيون لهم شعار واحد فقط وهو اما ان تكون معنا او تكون معنا فلا حل غير ذلك.
للامانه فكل ما يعنينا هو الاردن بكل نسيجه الوطني بباديته وقراه ومخمياته وكل منظومته وهذه المكونات ليست ملكا للحراكين ففي الاردن ست مليون شخص يؤمنون بان دمهم حرام وعرضهم حرام ومقدرات هذا الوطن حرام