أنت يا سيدي حقا ملك القضية
كثيرون هم الخيرين في عالمنا العربي والإسلامي اللذين يقدمون كل دعم وتضحية للقضية الفلسطينية ، التي هي بحاجة لتضافر كل الجهود لنصرتها ولتحرير القدس والأقصى وكل الأرض المباركة من مخالب الاحتلال ، فالخير لن يعدم بأمة عربية واحدة ، نبيها وقائدها محمد عليه الصلاة والسلام ، ودينها رسالة الإسلام الخالدة ، وقادتها بنو هاشم الأطهار اللذين حملوا الرسالة بأمانة ، وفجروا الثورة العربية الكبرى من أجل إقامة خلافة إسلامية حديثة راشدة بعد أن جنح التركي للظلم والظلام وسكن إلى الأرض ، ومن أجل تحرير فلسطين واجتثاث الخطر الصهيوني على الوطن والأمة العربية ، ما دامت السموات والأرض ، وما دام فيها نبض حب لفلسطين ، وقلب كبير من نجد إلى يمن ومن مصر فتطوان ، يضخ دما طاهرا لرفد شلال الدم الفلسطيني الطاهر .
وما يسعدنا نحن أبناء الأمة العربية عامة وأبناء شعب فلسطين بخاصة هو ، أن نبراس الأمة ووهجها وناموسها وعنوان خيرها ووجهها المضيء هم الهاشميين الأنقياء الأتقياء أحفاد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أعمدة آل البت الأطهار الأخيار ، واللذين ما انفكوا خير داعمين ومعينين لقضيتنا الفلسطينية وخير سفراء لها ، وجيشهم العربي ( الأردني ) المصطفوي جيش العرب جميعا ، من خيرة الجيوش العربية الذي ومن أول يوم أسس فيه رفض الهاشميين أن يكون إلا جيشا عربيا لا إقليميا من أجل عزة العرب ونصرة قضاياهم المصيرية وبمقدمتها القضية الفلسطينية العادلة .
فما زالت بالذاكرة التي لن تمحوها حركشات أخوة رفضوا مسيرة قطار مجلس التعاون العربي يوما ، ولا خزعبلات أصدقاء حاولوا تعطيل خط سيره الذي كانت وجهته كما جاء بمذكرات الشهيد صدام حسين : فلسطين ، ولا إجرام أعداء بذلوا كل طاقاتهم واستخدموا كل قوتهم لتدمير عرباته الواحدة تلو الأخرى بركاب اندسوا إليه ومن داخله ، فما زال بالذاكرة المطلب الوحيد الذي أرادة جلالة الملك المرحوم الحسين بن طلال طيب الله ثراه من مجلس التعاون العربي ، وهو بتشكيل فيلق القدس العربي من أجل إنقاذ القدس وتحرير فلسطين ، وأيده المهيب الشهيد صدام حسين الذي طالب وضع كل الإمكانات العربية من أجل إعادة بناء الأردن بعد الحرب والتدمير الذي سيحدثه الاحتلال الصهيوني المزروع أصلا في قلب الأمة العربية بهدف تدمير إمكاناتها ومنع وحدتها وتعطيل نهضتها ، وهو السبب المباشر والمطلب الحق الذي كان وراء انفراط عقد التعاون العربي بعد خروج مصر مبارك منه بطلب من الغرب ، ووراء حشد العالم بتأليب من أمريكا لتدمير العراق ولإخراجه من معادلة الصمود العربي والذي كان اسماه جلالة المغفور له بإذن الله الملك حسين ( البوابة الشرقية ) ، الحصن المنيع للدفاع عن الأمة العربية ودينها الإسلامي الحنيف ، والرافد القوي والصادق لمعركة الفصل لتحرير فلسطين .
إلا أن مسيرة الهاشميين الأطهار ودورهم الوطني والقومي تجاه القضية الفلسطينية لخدمتها والدفاع عنها لم تتوقف رغم الظروف المحيطة غير المنسجمة ، ورغم التداخلات والموانع القاهرة ، فلم تخبوا شعلة الحرية والتحرير والعودة برحيل الحسين بن طلال والشهيد ياسر عرفات بوقت متقارب نسبيا ، ظن بغيابهم الأعداء أنه فأل اندثار القضية وحتمية دفنها بيد أصحابها ، وخروجها من معادلة الصراع كما رغبوا وتمنوا ، فأنعم الله على فلسطين بالملك الشاب أبن الحسين العظيم جلالة الملك عبد الله الثاني الذي أحب فلسطين ونذر عمره من أجلها ، من أجل عزة شعبها وعودته عزيزا ظافرا مكوما إلى وطنه وأرضه ، من أجل تحرير أقصاها ومقدساتها لتعود القدس كما كانت عربية إسلامية زهوة الشرق وزهرة المدائن ، فكان بكل جولاته خير سفير لفلسطين حمل همها ونقل ملفها بصدق وعكس مطالب وهموم شعبها ، مطالبا وبثبات دائما بإيجاد حل عادل لقضية فلسطين إذا أريد للأجيال أن تعيش بهدوء وسلام ، وللعالم أن يظفر بالأمن والأمان ، وهو القائل منذ توليه العرش مخاطبا العالم والإسرائيليين بكل قوة وثبات ( إنّ القضية الفلسطينية هي الشغل الشاغل لنا ، وأنّ السلام هو مطلب لكل الشعوب العربية ، ولكن إذا لم يتحقق ، فإن الشعب اليهودي سيدفع ثمن تطرف قيادته ، فنحن العرب لن نتخلى عن حقوقنا وثوابتنا ) ، فحقا يا سيدي يا نبض الأمة الصدوق ، أنت كما وصفك شعب فلسطين العظيم وقادته الأوفياء الصادقين ( أنت ملك القضية الصادق ) .