المغزى الحقيقي لنشر صواريخ " باتريوت " في الأردن ( فيديو )
المدينة نيوز - اعلنت الحكومة الأردنية ان 200 جندي أمريكي قدموا الى المملكة في مهمة حماية على الحدود الشمالية مع سوريا ، بحيث تكون هذه الدفعة مقدمة لوصول 20 ألف جندي أمريكي ، بالاضافة الى نشر صواريخ باتريوت على الحدود تجنبا لهجمات متوقعة من الجيش السوري .
وتأتي هذه التطورات بعد التهديدات المستمرة التي اطلقها المسؤولون السوريون كان اخرها تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد ، والتي حملت في طياتها تهديدا بضرب الاستقرار والأمن في الأردن والدول المجاورة .
الخبير العسكري والاستراتيجي لموقع " جي بي سي " هشام خريسات رصد مهمات الجنود الأمريكان على الحدود الأردنية - السورية ، ومدى دلالاتها العسكرية والاستراتيجية على امن وحماية الأردن من أي هجوم قد تتعرض له من الجانب السوري .
المهمات الأساسية لعناصر الجيش الأمريكي على الحدود الأردنية - السورية :
1. تدريب الجيش الأردني على التعامل مع الاسلحة الكيماوية المنتشرة في سوريا.
2. الزج بعناصر أمنية في أوساط اللاجئين السوريين وبعض فصائل المقاومة السورية ، بهدف إحداث اختراق لقوى الثورة، ومحاولة التحكم في مسارها بعد سقوط النظام السوري.
3. تدريب بعض الجنود لحماية المقار الكيماوية السورية بعد السقوط.
4. تدريب 5000 عنصر منشق تدريبا امريكيا اردنيا عالي المستوى ليكونوا نواة لجيش نظامي في المستقبل.
5. إقامة مناطق إنسانية تسمح بدخول مساعدات إنسانية للسوريين.
القوات الامريكية القادمة الى الأردن
القوات التي قدمت عددها ليس كبيرا لكنه يحمل مؤشرا خطيرا فالعدد حوالي 200 عسكري صاحب اختصاص وليس جنودا عاديين .
o الجزء الاول منهم من الفرقة المدرعة الامريكية 1 وعدد مرتبها 15 الف جندي وهي تتكون من 3 الوية اثنان دروع والثالث مشاة الية وهي من الفرق العريقة ليس في الجيش الامريكي فقط بل على مستوى العالم كله ، الاستطلاع الميداني للواجهة السورية مع هذه الفرقة 264 دبابة من نوع " ابرامز " وهي الاحدث في العالم ومعهم 132 ناقلة " برادلي "وهي الاقوى والاحدث في العالم.
o الجزء الثاني منهم مدربون وخبراء في الحرب الكيماوية ولهذا الفريق خبرات مشهود بها في العراق والعالم في مجال البحث والتحري .
o الجزء الثالث منهم من رئاسة الاركان البرية في البنتاغون وهم هيئة ركن لتقدير الاحتياجات والاماكن وعمل تقادير موقف لقيادة الجيش الامريكي .
o عناصر من الفرقة الخاصة الامريكية 101 المحمولة جوا.
وحدات الباتريوت المنتظر نشرها في الاردن
اربعة وحدات من المانيا والكويت وقطر ، ويذكر ان سرية واحدة منها فقط قادرة على تغطية 160كم من العمق السوري ، وهو اقصى مدى للصاروخ المحدث جدا فهو يكفي للشمال كاملا .
ويطرح محللون عسكرين سؤالا : " لماذا تقوم الأردن بنشر 3 سرايا اخرى ، في الوقت التي تغطي سرية واحد كل هذه المساحة ؟؟
الجواب : لأن السرايا الأخرى تغطي المنطقة الشرقية مع العراق لان ايران ستكون دولة نووية في شهر حزيران 2014 بتقدير أمريكي ، مما يعني 12 شهر فقط لتكون دولة ايران نووية ، التي يصر الغرب على تدمير المشروع النووي الايراني قبل ولادته .
واسرائيل غير مترددة في الهجوم على ايران لوحدها لولا اغراءات امريكا لها بكل الوسائل ، فقد بلغت قيمة المساعدات الامريكية الى اسرائيل في عام واحد 6 مليار دولار ، فقط لضبط النفس .
واذا قررت امريكا او اسرائيل ضرب ايران ، فانها لن تكون اعتيادية لان النووي الايراني على مسافة 100 - 132 م تحت سطح الارض وهذا يحتاج الى اكثر من قنابل ( جيب ي يو ) التي تخترق ( 30 – 40 م ) ، اذاً السلاح المستخدم في عملية الهجوم لن يكون سلاحا اعتياديا .
ومن المتوقع ان ترد ايران الآف الصواريخ من نوع ( سكد ب او سكد د ) مباشرة اسرائيل .
لذلك سيكون جزء من بطاريات الباتريوت في الأردن لاعتراض الصواريخ المتجهة اليه وإلى اسرائيل.
ماذا بالنسبة الى سوريا والاردن ؟؟
التهديات التي صدرت عن الرئيس السوري بشار الاسد وبعض المسؤولين السوريين الى الاردن بلغت 8 تهديدات من بينها الخلايا النائمة ، وهذا بفضل وجود سفارات ايران وسوريا في الاردن والتي تعرف ما عليها فعله .
وتوعد بعض أركان الجيش السوري بأنه سينقل المعركة الى داخل الاردن عبر الخلايا النائمة ، من تفجيرات واغتيالات تطال جسم الدولة ، ويمكن التفكير باستخدام صواريخ ( سكد ب - د 250 - 900 كغم متفجرات ) .
ومن ناحية أخرى يقول مراقبون انه يوجد إحتمال ان تاتي صواريخ الى الاراضي الاردنية من جنوب لبنان ، بالاضافة الى احتمال توجيه ايران ضربة صاروخية الى الاردن .
السؤال الان : لماذا تحاول امريكا التدخل الان بالثورة ؟
o الجيش الحر يحرز الانتصارات الواضحة على الارض بدون السلاح الامريكي ، وهناك الداعمون السريون والعلنيون الذين دعمواهذه الثورة بالمال والسلاح والصواريخ الفتاكة لذلك وجدت امريكا نفسها خارج هذا الصراع وبالتالي خارج جني الثمار مستقبلا.
o امريكا وجدت ان الصين واليابان تحث الخطا نحو فتح قواعد بحرية وحربية في الجزائر بدلا من ميناء طرطوس واللاذقية لانها ايقنت ان النظام زائل لامحالة فاسرعت لتجد ماينفعها وخاصة ان الرئيس الامريكي قال ان سفراء الولايات المتحدة ملحقون تجاريون واقتصاديون قبل ان يكونوا سياسيين.
o الجيش الحر يضغط على كل المواقع التابعة للنظام ومنها الاسلحة الكيماوية وهم يخافون من وقوع الاسلحة الكيماوية بيد حزب الله وجبهة النصرة والخشية من عدم القدرة على التدخل بالوقت المناسب وتهديد امن اسرائيل .
o النظام يضع مجموعة من الصواريخ من طراز ( سكود ب ) محملة بروؤس كيماوية بقاعدة ط السفيرة " كانت متجهة الى اسرائيل ، وقامت بتوجية 12 منها نحو بعض المدن التركية وكون الاستخبارات التركية تعرف اين يقع كل صاروخ لدى النظام عرفت وابلغت الحلف الاطلسي بالصور الدامغة وطلبت صواريخ باتريوت بسبب هذا الموضوع على الفور.
o بامكان امريكا تدمير جميع الصواريخ الكيماوية وكذلك اسرائيل لكن هناك غازات سامة ويمكن ان تقتل مع الريح عشرات الكيلو مترات المربعة من البشر والطير والحيوان وخاصة أن النظام قام بوضعها في اماكن الازدحام السكاني وهذا ماجعل امريكا تضطر الى التدخل عسكريا ولو بشكل محدود جدا ، عن طريق عمليات قوات خاصة واستخدام طائرات بدون طيار.
o اصبح النظام بوضع حرج وموشك على الانتهاء لذلك يمكن ان يقوم باي عمل طائش باتجاه اسرائيل ودول الجوار.
o هناك ضغط خليجي هائل على امريكا من اجل التدخل ولو بشكل محدود من اجل كسر ارادة ايران قبل النظام السوري .
خلاصة وتحليل
الخبير العسكري والاستراتيجي هشام خريسات خَلُص الى ان النظام السوري لن يقوم بضرب الاردن ، وان التجهيزات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية على الحدود الأردنية السورية ، هي فعليا ليست خوفا من الصواريخ السورية ، وانما تمهيدا كما يبدو لتحرك عسكري أمريكي - اسرائيلي ضد ايران ، بالاضافة الى تأمين الأسلحة الكيماوية السورية .
شاهدوا التحليل العسكري والاستراتيجي بالفيديو :
الخبير العسكري والإستراتيجي هشام خريسات