فيسك: مستشارة "الأسد" تكشف أسراراً من رئاسة "والده" فى كتاب جديد
المدينة نيوز- تحدثت الكاتب البريطانى روبرت فيسك فى مقاله الاثنين بصحيفة "الإندبندنت" عن كتاب جديد لبثينة شعبان مستشارة الرئيس السورى بشار الأسد، والتى أمضت عشر سنوات كمترجمة لوالده الرئيس لسابق حافظ الأسد، وتكشف شعبان فى هذا الكتاب عن وثائق سرية تخص الرئاسة السورية ووزارة الخارجية.
ويقول فيسك فى البداية، إن هناك تساؤلات تدور عن الذى كان سيفعله حافظ الأسد لو واجهته الانتفاضة السورية التى يواجهها ابنه الآن، وهل كان سيسمح لسوريا بالانزلاق إلى الحرب الأهلية سريعاً، أما أنه كان سيستخدم نفس القسوة التى استخدمها من قبل أمام انتفاضة الإخوان المسلمين فى حماة عام 1982 عندما قتل 20 ألف شخص، أما كان سيعترف الأسد بمظاهرات الشارع الأصلية كفرصة للابتعاد عن الاستبداد؟.
وأضاف "فيسك"، أن الموتى لا يتحدثون، إلا من معلومات لم تعرف من قبل ظهرت من الأرشيف السرى للرئاسة السورية ووزارة الخارجية منشورة فى كتاب شعبان، حيث تبدأ بثينة شعبان من بعد عملية تحرير الكويت من غزو صدام حسين عام 1991، عندما وصل وزير الخارجية الأمريكية فى هذا الوقت جيمس بيكر إلى دمشق لإقناع الأسد لإرسال وفد لإجراء محادثات "سلام" مع الإسرائيليين والدول العربية الأخرى فى مدريد، وطالب الأسد بعودة مرتفعات الجولان التى احتلتها إسرائيل منذ عام 1967، وكل شبر من الأراضى السورية مقابل السلام الكامل، وتراجع إسرائيلى قبل أى تبادل للسفراء، كما طلب الأسد أن ترعى روسيا والأمم المتحدة اتفاق مدريد، وحينها قال بيكر إنه وافق على مشاركة الأمم المتحدة، وزعم غاضبا أنه قال دائما "نعم" للأسد، لكن الأخير رد قائلا: "لكنك فى الحقيقية لا تقول نعم سيد بيكر، بل تقول لا، لقد طلبت منك رعاية الأمم المتحدة وأنت قلت لا".
ومن ضمن ما تحدثت عنه شعبان فى كتابها، قولها أن انطباع الأسد عن الرئيس الأمريكى الأسبق بل كلينتون كان أنه رجل شاب يبدو أنه يريد أن يكون محايدا فى حل الصراع العربى الإسرائيلى، وهو وهم بالتأكيد، لكن هذا ما اعتقده الأسد، وقد سمع الأسد من كريستوفر وارين قوله له أن سلام الشرق الأوسط هو الأولوية الأولى لكلينتنون، إلا أن الأسد سمع من قبل هذا الكلام من نيكسون وكارتر وبوش.
وختم فيسك مقاله قائلا: "إذا ما الذى كان ليفعله حافظ الأسد الآن.. هل كان سيتحمل إدانة أوباما مثلما فعل بشار؟ هل سيقاتل مرة أخرى.. أما كان ليفسح المجال أمام التاريخ والتقاعد؟".
" اليوم السابع "