العيساوي لمحكمة إسرائيلية: جسدي يشبه ضحايا المحرقة
المدينة نيوز - خلع الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام منذ نحو ثمانية أشهر سامر العيساوي قسما من ملابسه أثناء جلسة للمحكمة العسكرية الإسرائيلية في مستشفى كابلان بمدينة رحوفوت اليوم الاثنين، وقال للقاضية إن جسده الضعيف جدا يشبه أجساد ضحايا المحرقة النازية.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن العيساوي قرر أثناء جلسة المحكمة الوقوف على رجليه وخلع ملابسه، وأشار إلى أن جسد العيساوي بدا كهيكل عظمي، وقال العيساوي للقاضية والحاضرين في الجلسة "إن هذا المنظر عرضتموه قبل عدة أيام عندما استعرضتم ضحايا المحرقة".
ونشرت وكالة (وفا) الفلسطينية بيانا لنادي الأسير الفلسطيني قال إن رئيس وحدة الأسرى في نادي الأسير المحامي جواد بولس، أفاد بأنه تم نقل العيساوي إلى قاعة قريبة من غرفته في المستشفى برفقة طبيبة حضرت معه، وبحضور شقيقته المحامية شيرين العيساوي التي سمحت لها المحكمة بالدخول، بينما رفضت دخول والدته ليلى، ومنعت من رؤيته حتى عن بعد.
وأضاف المحامي بولس أن الأسير العيساوي أسمع المحكمة موقفه بصوت ضعيف، لكنه واضح، وقال للمحكمة "لقد حُكمت بمحكمة القدس بـ8 أشهر انتهت في مارس/آذار الماضي، ولا أرى سببا لاعتقالي وهو اعتقال كيدي، ولن أعترف بلجنتكم ولا بالإجراءات التي تتخذونها بحقي".
وأوضح بولس أن الطبيبة أكدت للقاضية الإسرائيلية أن العيساوي أوقف المدعمات ويرفض إجراء أي فحوص طبية، وهذا ما يثير قلق الأطباء داخل المستشفى، بينما ردّت القاضية بالقول "لماذا لا تجبرونه على الطعام ولكم الحق القانوني في ذلك"، فأجابت الطبيبة "أن هذا عمل غير إنساني ولا يمكن لنا كأطباء أن نقوم به من ناحية أخلاقية"، الأمر الذي أثار غيظ القاضية.
وقررت القاضية أخيرا أن تستمر اللجنة في إجراءاتها من دون حضور الأسير ومحاميه، وطلبت تزويد المحكمة بتقرير طبي حول الوضع الصحي للأسير العيساوي.
وأكد بولس عدم ورود أي مقترح رسمي إسرائيلي من شأنه أن يؤدي إلى إنهاء الأزمة القائمة في قضية العيساوي، كما رَشَح في الإعلام مؤخرا.
وأشار إلى أن طاقم المفاوضين اجتمع مع العيساوي صباح الاثنين واستعرض عدة إمكانيات ومخارج، "لكن لم يسمع سامر ولا أنا أي موقف إسرائيلي رسمي من شأنه أن يسمى اقتراحا يستوجب موقفا من الأسير".
ووصف بولس المستشفى بأنه تحول إلى حصن يشبه السجن، بعد أن أحاطت قوات من الشرطة الإسرائيلية والأمن بجميع نواحيه.
ولفت بولس إلى تواجد مجموعة من المتضامنين مع الأسير الفلسطيني في منطقة المستشفى، وفي المقابل تجمهر عدد من الإسرائيليين الذين حاولوا الاعتداء على المتضامنين إلا أن الشرطة منعت الاحتكاك.
وكان العيساوي قد اعتقل عام 2002 وحكم عليه بالسجن 26 سنة بعد إدانته بالانتماء لمنظمة محظورة -الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- وإطلاق النار على مركبات إسرائيلية. وأطلق عام 2011 في إطار صفقة تبادل الأسرى التي قادتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وانتهت بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
واعتقل العيساوي مجددا في يوليو/تموز 2012 بتهمة مغادرة القدس الشرقية إلى الضفة الغربية، وفيما يؤكد أنه توجه إلى الضفة لإصلاح سيارته تقول السلطات الإسرائيلية إنه كان يعد لإنشاء "خلايا إرهابية"، مطالبة بجعله يستكمل حكمه السابق بالسجن.
ويعالج العيساوي البالغ من العمر 33 عاما حاليا في أحد المستشفيات قرب تل أبيب. ( الجزيرة )