سعيد : لم نستعرض عسكريا في مسيرة وسط البلد
المدينة نيوز - نفى المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين أن يكون شباب الإسلاميين قد رفعوا لافتات مناهضة لشخص رأس الدولة أو تتهمه برعاية الفساد خلال المسيرة التي نفذتها الجماعة، أمام المسجد الحسيني في عمان الجمعة الماضية.
وقال سعيد للوكالة الألمانية " د ب ا " : ”نحن كررنا أن شعارنا لا يزال إصلاح النظام لا إسقاطه ولذا جميع وسائلنا وآلياتنا متسقة مع هذا الشعار”.
وقال: “مسيرة الحسين لم تكن محاولة للرد على أحد ولا استعراضا عسكريا للقوة.. بل جاءت فقط للتعبير عن الغضب مما حدث للحراك بإربد من اعتداء دام يوم الجمعة قبل الماضي .. لذا فالشباب اجتهد في الخروج وفي تنظيم أنفسهم بالمقدمة دون أن يحملوا أي عصا أو أدوات قتالية”.
كما أكد رفضه وجود أي قوات أجنبية بالأردن ، وشدد على أن وجودها يرتبط بالمقام الأول برصد الأوضاع السورية “من زاوية الحفاظ على المصالح الأمريكية وحماية الكيان الصهيوني” وليس كما تقول الحكومة الأردنية من أن وجودهم يرتبط بإجراء مناورات عسكرية.
وقال سعيد في تصريحات عبر الهاتف لوكالة الأنباء الألمانية : “مجيء الأمريكان ليس لمناورات وإنما لترقب اللحظة التي يقررون فيها التدخل بالشأن السوري ، وتحديدا من أجل ضمان عدم وقوع الأسلحة الكميائية المملوكة للنظام في أيدي المعارضة السورية المسلحة ، وتحديدا ما يرونها جماعات إرهابية كالنصرة أو حتى لا يقوم النظام باستخدامها أو نقلها لحزب الله”.
وأردف: “أي أن تدخلهم بكل الأحوال ليس دفاعا لا عن الأردن وحدوده ولا عن الشعب السوري .. هم أتوا لحماية أنفسهم وإسرائيل فقط .. ولذا نقول إن وجودهم بالأردن مرفوض حتى لو كان تحت ذريعة تدريب الثوار السوريين”.
وطالب المراقب العام بعدم التقليل من شأن “التهديدات المبطنة” التي وجهها الرئيس السوري لعمان مؤخرا ، وقال :”رغبة النظام السوري في الهروب من أزمته المشتعلة عبر محاولة تدويل القضية قد تدفعه للقيام بمناوشات علي الحدود معنا أو بإطلاق صورايخ كميائية أو سكود أو ما شابه حتى يجبر دول أخرى كإيران وروسيا على التدخل أكثر والوقوف بجانبه”.
وقلل سعيد من المخاوف الموجودة بشأن كثرة تدفق اللاجئيين السوريين للأردن وتأثير ذلك على الموارد والحالة الأمنية والتوازن الديموجرافي للبلاد ، وقال :”ما دام لهم عالمهم الخاص ومراكز وأماكن خاصة يصعب جدا الخروج منها، أرى أنهم لا يشكلون تهديدا على التوازن الديموجرافي .. كما أنهم، كلاجئين، يحصلون على دعم دولي وأممي”.
وتابع: “نعم رئيس الوزراء الأردني قال إنه سيتوجه لمجلس الأمن بشأن عدم قدرة الأردن على استيعابهم .. وصحيح أنهم باتوا يشكلون عبئا ولكني لا أتصور أن هذا العبء حتى الآن يشكل خطرا على الأردن”.
وقال: “أما فيما يتعلق بالحالة الأمنية ووجود مشاكل بالمخيمات، فهذه الأحداث موضوعية ويمكن معالجتها في إطار حدودها المحصورة”.
واستبعد سعيد أن يتكرر سيناريو اللاجئين الفلسطينيين الذين جاءوا للأردن كلاجئين ثم استوطنوه بمرور الزمن مع اللاجئين السوريين ، وقال :”هذا يتم إذا طالت القضية أو استطاع النظام السوري حسم الأمر لصالحه في النهاية ، وأظن أن هذين الأمرين مستبعدان ، فالنظام سينهار قريبا وتحل الأزمة ويعود هؤلاء اللاجئون لوطنهم”.
وفيما يتعلق بالاتهامات التي وجهتها دمشق لعمان بسماحها بمرور السلاح والمسلحين عبر الحدود المشتركة إلى أراضيها خاصة العناصر الجهادية ، قال المراقب العام لاخوان الاردن: “الثوار قد يدخلون لسورية عبر الحدود الأردنية أو التركية أو العراقية أو اللبنانية بطرق غير رسمية ..وكل من يدخل سورية الآن ويشارك بالقتال ضد النظام له هدف واحد هو نصرة الشعب السوري وهم في الغالب شباب إسلاميون يريدون أن يكون لهم دور في مساعدة أشقائهم السوريين .. أما أن يوصف هؤلاء بأنهم متطرفون أو موالون للقاعدة وعملاء لها وما شابه ذلك فهو أمر بعيد عن الصواب”.
وقال: “ولا ينبغي التعويل كثيرا على قضية اعتراف جبهة النصرة أو بعض فصائلها بالتبعية لتنظيم القاعدة .. فهذه الاعترافات لا أظنها حقيقية .. فقضية الاعترافات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أمر لا يمكن الاطمئنان إليه”.
واستبعد سعيد أيضا أن يتكرر سيناريو عودة المجاهدين من أفغانستان وما أحدثوه من قلائل واضطرابات في أوطانهم بعد العودة نتيجة لاعتمادهم منطق العنف لا الحوار ، موضحا “أتصور أن الذي جعل تلك الجماعات ترجع لبلادها بأفكار عنيفة بها شيء من التطرف هو تعامل الدول الكبري معها وتحديدا الولايات المتحدة .. لكن الأمر اختلف ، فالشعوب العربية باتت أكثر نضجا ووعيا ولا تتعامل مع من يجنحون إلى التطرف .. كما أنه ثبت للجميع أن القوة والتطرف لا تحققان نفس نتائج القوة السلمية ، فبالأخيرة فقط حققت الثورات العربية نتائج كبيرة”.
أما على صعيد الوضع الداخلي وإمكانية حصول حكومة رئيس الوزراء عبدالله النسور على ثقة البرلمان ، شدد سعيد على أن الجماعة غير معنية بالقضية برمتها من البداية للنهاية ، موضحا :”لا نقيم وزنا كبيرا أو نهتم بالمناقشات التي تتم الآن .. فنحن نرى أن العملية برمتها تمت خارج إطار الإصلاح الذي نطالب به منذ سنوات طويلة”.
وتابع: “لا نعرف نهاية المناقشات ، فقد يحصل النسور على الثقة مجددا .. ولكن نحن لا يهمنا الأشخاص بقدر ما يهمنا النهج العام وتحقيق تطلعات الشعب الأردني عبر آليات لا نراها اليوم موجودة بالساحة”.
وحول مستقبل جماعة الإخوان في العمل السياسي وما يتردد حول أنها أدخلت نفسها في ثلاجة لمدة أربع سنوات كاملة برفضها المشاركة في الانتخابات البرلمانية ، قال سعيد: “لسنا في ثلاجة، نحن ننادي بالإصلاح ويزداد المشاركون لنا في الدعوة ويزداد أيضا تأثيرنا بالشارع ، ونحن جميعا كقوة صاعدة لابد أن نحقق إنجازا ما ولو بعد فترة.. وليس حقيقيا أننا قمنا بلعبة تبادل للأدوار في الاعتماد على كتلة حزب الوسط لتمثيلنا بالبرلمان .. نحن لم نرشح أحدا مكاننا ولدينا ثقة بأن الشعب الأردني سيواصل معنا مسيرة الإصلاح”.