ممرات جوية نحو طهران

خبر خجول على عمودين في صفحة داخلية في جريدة الدستور أمس، جاء فيه أنّ مصدرا حكوميا نفى لها ما أوردته الصحيفة الفرنسية حول منح الأردن الطيران الحربي الإسرائيلي مسارين جويين في الجنوب وجنوب عمان بهدف جمع المعلومات عن الأوضاع في سوريا. علما أنّ الخبر لكثرة ما توبع من قبل أوساط عديدة أخذ اهتمامات واسعة ونشر على صدر العديد من الصحف كخبر رئيسي, ونفيه أردنيا بمستوى مصدر رسمي، وليس تصريحا حكوميا واضح المعالم يظلّ مهمّاً وبمستوى الصفحة الأولى، فما الذي جعله هامشيا؟
لنضع النفي الرسمي جانبا, ولنتمعّن بموقع الأردن الجغرافي، وفيما إذا كان المسارين المذكورين هما الأقرب أو الأنسب للمرور إلى سوريا طالما أنّ شمال الأردن هو المحاذي إليها والأقرب إلى دمشق نفسها, ولو أنّ بنيّة الطيران الإسرائيلي حقاً اختراق الأجواء السورية فإنّ الأسهل له العبور من الجولان المحتل أو عبر البحر الأبيض المتوسط، ودون إذنٍ من أحد.
وعليه, يكون السؤال لم الممرات من الجنوب وجنوب عمان حصرا؟ وبالعودة إلى خارطة المنطقة، فإنّ المسارين يمكّنان الطيران الإسرائيلي من الوصول عبر العراق إلى إيران، إذ ليس أمامه أيّ طريق آخر للوصول إلى إيران إلاّ عبر الأردن والعراق فقط.
تفاقم الأوضاع في سوريا وفّر فرصة ذهبية لأميركا والعدو الإسرائيلي لمنع طهران أن تكون قوة نووية، وليس من سبيل لذلك سوى ضرب إيران وتدمير كل منشآتها النووية والإستراتيجية, وبإنهاك سوريا تتعاظم الفرصة للنيل من حزب الله وطهران معا, ويبدو أنّ هذا ما يجري التحضير له, ويبدو أيضا أنّ الكلف من ردّ إيران وحزب الله بحسابات أميركا لن تكون كبيرة, خصوصا أنّ أكثرها سيكون في دول الخليج ومن صواريخ حزب الله التي يعني تحملها الآن سيكون أقل وطأة من لاحقا, وربما هذا يفسر دخول قوات منه إلى دائرة القتال مباشرة، طالما تحوّل الأمر بالنسبة إليه إلى حياة أو موت. ( السبيل )