الملك يواصل لقاءاته بالمسؤولين الأمريكيين
المدينة نيوز - واصل جلالة الملك عبدالله الثاني الخميس، لقاءاته مع قيادات ولجان الكونجرس الأميركي، بشقيه الشيوخ والنواب، وبحث معهم العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات، إلى جانب تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، لاسيما الأزمة السورية وتداعياتها، وسبل إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
فقد التقى جلالته، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، رئيسة لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ الأميركي باربرا ميكولسكي وأعضاء اللجنة، وقيادات مجلس الشيوخ برئاسة زعيم الاغلبية في المجلس السيناتور هاري ريد وزعيم الاقلية ميتش ماك كونيل، وأعضاء تجمع أصدقاء الأردن في مجلس النواب الأميركي بقيادة تشارلز بستاني، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مينانديز وأعضاء اللجنة.
وركزت لقاءات جلالة الملك على أهمية إيجاد حل سياسي انتقالي شامل للأزمة السورية المتفاقمة، يضمن وقف سفك الدماء وينهي حالة العنف، ويحافظ على وحدة سوريا وشعبها.
ولفت جلالته إلى ان اتساع دائرة العنف في سوريا أدى إلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى دول الجوار، ومن بينها الأردن الذي استقبل منذ بدء الأزمة هناك أكثر من نصف مليون لاجئ، الأمر الذي شكل ضغطا هائلا على الموارد المحدودة في المملكة.
وقال ان هذه التطورات على الساحة السورية وما يتبعها من تدفق اللاجئين الى المملكة يتطلب من المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته لمساعدة الأردن في جهود الإغاثة والخدمات التي يقدمها الى اللاجئين السوريين الذين تتزايد أعدادهم بشكل كبير يوما بعد يوم.
وشدد جلالة الملك، خلال اللقاءات، على الدور القيادي الأميركي في دعم جهود تحقيق السلام واستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني على حدود عام 1967، وفقا لحل الدولتين، الذي يعد السبيل الوحيد لتحقيق السلام، وضمان الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.
ولفت جلالة الملك إلى مسيرة الإصلاح المستمرة في المملكة التي تعزز النهج الديمقراطي وتوسع قاعدة المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار، وإلى الانتخابات البرلمانية التي تمت أخيرا في الأردن، ونجاحها بإشادة المراقبين، وما تبعها من مشاورات مع مجلس النواب لتسمية رئيس الوزراء والبدء بتجربة الحكومات البرلمانية.
وأشار جلالته إلى سعي الأردن لتقديم نموذج إصلاحي متقدم نابع من الداخل، يلبي تطلعات المواطنين في غد أفضل ويوفر فرص متساوية للجميع.
وأعربت رئيسة لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ الأميركي عن تقديرها للدور الذي تقوم به المملكة بقيادة جلالة الملك في السعي لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وترسيخ الاستقرار في الشرق الاوسط والجهود المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية لأكثر من نصف مليون لاجئ سوري على الأرض الأردنية.
وأكدت ميكولسكي أهمية دعم الأردن في مواجهة التحديات الاقتصادية وتمكينه من مواصلة برامجه الاصلاحية، وتعزيز قدراته لتقديم خدمات الإغاثة الى اللاجئين السوريين.
وأكد قادة مجلس الشيوخ أهمية دعم الأردن لمواجهة التحديات المتزايدة التي يفرضها التدفق المستمر للاجئين السوريين الى المملكة، وضرورة توفير الموارد التي تمكنه من تقديم المساعدات الإغاثية لهم.
وعبروا عن تفهمهم للصعوبات الاقتصادية التي تواجه المملكة وضرورات تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، مؤكدين الحرص على العمل مع الأردن وتعزيز الشراكة الاستراتيجية معه في مختلف المجالات.
وثمنوا الجهود الحثيثة التي يبذلها جلالة الملك لتحقيق الإصلاح في الأردن الذي شكل نموذجا على مستوى المنطقة، وأشادوا بقيادة جلالته ودعمه لجهود السلام والتعامل مع التحديات التي تواجه الشرق الأوسط.
وأكد أعضاء تجمع أصدقاء الأردن في مجلس النواب الأميركي بقيادة تشارلز بستاني، دعمهم الكامل لتطوير العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة التي وصفوها بأنها " شريك إستراتيجي مهم للولايات المتحدة في المنطقة".
وقالوا ان اللجنة تعمل بشكل حثيث على نقل التحديات التي يعاني منها الأردن إلى الإدارة الأميركية والعمل مع شركائهم الأردنيين لما فيه خير ومصلحة الشعبين الصديقين، مؤكدين دعم الكونغرس الأميركي لقضايا ومصالح الأردن في دوائر صنع القرار الأميركي.
كما أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مينانديز وأعضاء اللجنة التفهم الكامل لاحتياجات الأردن للمساعدات الاقتصادية سواء بسبب الظروف التي تعيشها المملكة من ارتفاع تكاليف الطاقة والحاجة الى الاصلاحات الاقتصادية، أو بسبب الضغوطات التي ولدتها الازمة السورية وما تبعها من تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الى الاردن.
وشددوا على أهمية تحرك المجتمع الدولي لدعم المملكة وتمكينها من مواجهة الاعباء المتزايدة وتقديم الخدمات الانسانية الى اللاجئين السوريين.
وقدروا الجهود التي يبذلها الأردن بقيادة جلالة الملك لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وإنهاء حالة الجمود في عملية السلام، مشددين على ضرورة عودة الطرفين في أقرب وقت لإستئناف المفاوضات والسير في عملية السلام التي تضمن الحقوق المشروعة للفلسطينيين والأمن والاستقرار لإسرائيل.
وحضر اللقاءات رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والسفيرة الاردنية في واشنطن الدكتورة علياء بوران.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) قال السيناتور جون ماكين، ان الاردن يواجه تحديات أهمها تدفق اللاجئين السوريين الذين يحتاجون الخدمات الممكنة مثل الطعام والمأوى والرعاية الصحية، مؤكدا ان ذلك يجب ان لا يكون مشكلة الاردن وحده بل مشكلة العالم، ما يتطلب "وقوف المجتمع الدولي بقوة وحزم لمساعدة الأردن في هذه الجهود".
وأضاف "نقدر عاليا قيادة جلالة الملك ودور الأردن الحيوي والمهم بالنسبة الى الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، مثلما نقدر المساعدات والتضحيات التي قدمها الاردنيون في استضافة اكثر من نصف مليون لاجئ سوري".
وقال رئيس تجمع أصدقاء الأردن في مجلس النواب الأميركي تشارلز بستاني، في تصريحات مماثلة، "إننا في مجلس النواب نعي تماما التحديات التي يواجهها الاردن، وسعيدون بوجود جلالة الملك هنا لمناقشة هذه التحديات بشكل مباشر مع الكونجرس".
وأكد ان الازمة السورية وحالة انعدام الأمن الذي تسببه، تشكل مصدر قلق كبير للولايات المتحدة "واعلم انها كذلك بالنسبة الى الأردن، لاسيما وإننا نرى عددا كبيرا من اللاجئين يعبرون الحدود باعداد كبيرة يوميا الى الأردن" وهذا يضع ضغوطا على الحكومة الأردنية في تقديم الخدمات لهم.
وقال في هذا الصدد ان الولايات المتحدة ستقف مع الأردن في مواجهة هذه التحديات، وسنعمل على ضمان أمن المملكة ومساعدتها في التصدي للصعوبات الاقتصادية أيضا.
شاهدوا الصور :
(بترا)