للتذكير فقط، كفى لعباً بالدم العراقي...
تذابح المحاصصة الطائفية الذي يبدو أن العراق على وشك أن يشهده هو ثمرة تدمير الدولة الوطنية ومؤسساتها من قبل الاحتلال... وقد وُضع النظام العراقي "الجديد"، ابتداء من مجلس الحكم الانتقالي الذي أسسه بريمر عام 2003، بالضبط ليفرز إشكالاتٍ طائفيةٍ من النوع الذي نراه اليوم تفوح منها رائحة الدم والدمار، وهو ما سبق أن رأيناه في الأعوام 2005-2006...
نوري المالكي وحزب الدعوة يمثلان نهجاً طائفياً دموياً طائشاً بكل تأكيد، ولكن "الحراك السني" ليس أقل طائفية، ولا أقل خطراً وطيشاً، خاصة أن عبق البترودولار يفوح في أجواء كل الإقليم، وفي الوسط السني في العراق بالذات.
ضد نوري المالكي وكل النظام الذي أسسه الاحتلال، نعم، ولكن من منطلق قومي ووطني فقط، وليس من منطلق طائفي. ومن يتحدث اليوم عن تقسيم العراق، كمن تحدث سابقاً عن الفدرالية، هو ببساطة مجرم بحق العراق.
باختصار، أي حراك لا يطرح قضية وطنية، بدلاً من التفاهات والشعارات الطائفية والتقسيمية، ولا يقوده رجالٌ ونساءٌ شرفاء وطنيون وقوميون من السنة والشيعة والمسلمين والمسيحيين، هو حراك مشبوه. و"حراك" مجالس الصحوة الذي زعم الأمريكيون أنهم أسسوه لمواجهة القاعدة بات اليوم رديفاً للقاعدة.
والمطلوب الآن تفجير الوضع طائفياً في العراق لإحكام الحصار على سورية من الشرق والتمهيد لتقسيمها، لأن المتفجرات اليومية لم تعد تكفي، ولكن المطلوب أيضاً تفكيك العراق.
وليتذكر السنة العراقيون أن من يزعمون تبني "قضيتهم" اليوم هم أنفسهم من دمروا العراق، وهم أنفسهم من انطلقت القوات الأجنبية من اراضيهم لغزو العراق.
فكفى لعباً بالدم العراقي.