هل الأردن في الطريق الصحيح؟

في استطلاع للرأي العام أن أكثرية الأردنيين لا تعتقد أن الأردن يسير بالاتجاه الصحيح. ولو سألنا هؤلاء عن الاتجاه الصحيح الذي يرغبون فيه لحصلنا على إجابات متعددة ومتناقضة ، وأكثرها ليس بالاتجاه الصحيح.
المزاج الشعبي العام سلبي ، وهو أقرب إلى الرفض منه إلى القبول ، ووجهات النظر السلبية لها أولوية ، وخاصة فيما يتعلق بالنظرة إلى الحكومة ، ذلك أن كثيرين يرون في الحكومة عدواً: أنت مع الشعب أم مع الحكومة؟.
إذا قال المسؤولون أن الأردن يرفض التدخل العسكري في سوريا لا نصدقهم ، وإذا قالت صحيفة إسرائيلية أن الأردن يستعد للتدخل في سوريا صدقناها ، بل إننا صدقنا أن الأردن فتح أجواءه للطائرات الإسرائيلية لكي تضرب أهدافاً في سوريا ، مع أن الطائرات الإسرائيلية لم تضرب سوريا. ولو أرادت أن تضربها فالأجواء الأردنية لا تلزمها لأن لها حدودأً مباشرة مع سوريا أقرب إلى دمشق من الحدود الأردنية.
في الأسبوع الماضي كان وفد وكالة التصنيف الدولية (موديز) في عمان في مهمة دورية لتقييم الاتجاهات الاقتصادية للأردن ، وكانت النتائج التي خرج بها الوفد إيجابية للغاية ، فالأردن يتلقى منحاً خارجية استثنائية ، ومعدل النمو الاقتصادي المنتظر يزيد عما تحقق في العام الماضي ، واحتياطي البنك المركزي من العملات الاجنبية في ارتفاع ، ومقبوضات السياحـة القادمة وحوالات المغتربين في تحسن ، والأمن الداخلي مستتب ، والأردن يطبق برنامجأً للإصلاح الاقتصادي يوافق عليه صندوق النقد الدولي ، وسعر صرف الدينار مستقر ، والغاز المصري متدفق بكميات أفضل من السنة الماضية ، وعجز الموازنة العامة انخفض بشكل ملموس ، والاستثمارات المحلية والخارجية في ارتفاع.
باختصار فإن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح ، والمنظور المستقبلي للاقتصاد الأردني لم يعد سلبياً ، كما كان في السابق ، بل أصبح مستقراً ، وفي الطريق إلى مرتبة إيجابي.
هذا في الجانب الاقتصادي والسياسي ، ولكنه ينسحب أيضاً على جوانب اخرى ، فالمعارض وطني والموالي بلطجي أو شبيح!.
علماء الاجتماع في بلدنا مطالبون بتشخيص أمراضنا المزمنة وفي مقدمتها السوداوية والعدمية والتشاؤم والرفض ، فهل هناك أسباب قابلة للعلاج.
يقول محمد الجابري –رحمه الله- أن ما يحرك العربي ثلاثة عوامل هي العقيدة (التي نحولها إلى تعصب وكراهية) والقبيلة (التي نحولها إلى عدوان وعنف) والغنيمة (وهنا مربط الفرس) وهي في الأساس نتيجة السطو على ممتلكات الغير ، المال العام في حالتنا. ( الرأي )