ظل حائط ولا ظل " حكومة ظل "

لا أظن أن هناك ما يمنع من ممارسة قدر من "السّرَحان" في الوضع الداخلي:
يوجد في اللغة العربية الفصحى معنيان لكلمة (حاجِب): الأول يشير إلى الشعر الذي ينبت فوق عظم حجرة العين، وفي هذه الحالة تجمع الكلمة (حَواجِب)، والثاني يشير الى معاني الستر والمنع، وفي هذه الحالة يكون الجمع (حَجَبَة وحُجّاب)، والى هذا المعنى الأخير ينتمي حَجَبة أو حُجّاب الثقة عن الحكومة.
هذا يعني أن صيغة الجمع "حاجبون" غير صحيحة، ولكنها أكثر قبولاً لأنها أكثر جاذبية، ومن المتوقع أن استعمال التسمية الفصحى، سوف يقلل من نسبة الحجب، إذ سيتردد عدد من "الحاجبين" عن أن يتحولوا إلى "حَجَبَة ثقة" أو "حُجّاب ثقة"، وذلك نظراً إلى الوقع غير المناسب لهاتين العبارتين.
هذا من حيث الشكل،أما من حيث المضمون فإن التفسير والتصنيف يزدادان صعوبة، ومن المستبعد أن يتم العثور على عنصر رئيسي يصلح لشرح التقاء "الحجبة" على موقفهم، وبالطبع هذا لا يعني أن زملائهم "الـمَنَحة والـمُنّاح" لديهم مثل هذا العنصر الجامع. ففي الواقع، انهارت عند التصويت كل المشتركات المعلنة بين النواب. لكن الكلام هنا يقتصر على "الحجبة والحجاب" لأن بعضهم يحاول الآن أن يوحي بوجود معنى ما للموقف.
اقترحت قبل أيام مدخل "الدقارة" لتفسير مواقف الحجب والمنح، ونسيت الإشارة إلى أنها، لغوياً، قد تكون "جكارة" أو "جآرة"، تبعاً لتعدد اللهجات. ولكنها بكل الأحوال تبقى غير كافية.
وللإحاطة الجيدة بالظاهرة يتعين علينا تنويع زوايا النظر للمواقف، فهناك ببساطة مَنْ "قاله له عقله" امنح أو احجب، فمنح أو حجب على التوالي. وهناك مَنْ "طخّت براسه" ومَن "أخذْها من قصيره" ومَن "صارت طالع منّه"، إلى جانب مَن أرادها "كسفة"، وصولاً إلى من "لعب الفار بعبّه" عندما رأى فلاناً يحجب، فَمَنَحَ، بمقابل من "تْوَغْوَش" عندما رأى فلاناً يمنح، فَحَجَبَ. ( العرب اليوم )