بيان من مجلس الأعيان حول أحداث جامعة الحسين
المدينة نيوز– دعا مجلس الاعيان الحكومة إلى تقديم مشروع جديد لقانون الأسلحة والذخائر للوصول إلى تنظيم هذا الشأن بطريقة تحول دون الاستخفاف بأرواح الناس.
وطالب بيان صادر الثلاثاء باسم المجلس حول الاحداث الاخيرة التي شهدتها جامعة الحسين بن طلال في معان، جميع الجهات ذات العلاقة، النهوض بمسؤولياتها حماية لركن التعليم العالي بهيبته واستقلاليته وامنه وصورته حتى يظل موقع الرؤية والعقل لمسيرتنا الإصلاحية باعتباره ركنا أساسيا من أركان نهضة هذا الوطن، ولا يجوز ان تطول معاناته وتتحول إلى أزمات .
وتابع "ان ما حدث في جامعة الحسين بن طلال في معان مؤشر مؤلم على تزايد ظاهرة العنف الجامعي بصورة تنذر بعواقب وتداعيات سيئة على السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى تماسك المجتمع وإدامة الأمن والاستقرار والمودة بين سائر مكونات المجتمع الواحد".
واكد البيان وجوب دراسة ظاهرة العنف الجامعي بشكل معمق، وصولاً إلى اجتثاثها، لتعود الجامعـات إلى أداء دورها الطبيعي باعتبـار أنها منارات علم وتعليم، وصون الحرم الجامعي من سائر أشكال التطرف والجهوية والتعصب، باعتبارها أمراضاً فتاكه من شانها الحاق الأذى بالمسيرة الوطنية برمتها .
وتقدم الاعيان في بيانهم، بخالص العزاء لذوي الضحايا والدعاء للمصابين بالشفاء العاجل بإذن الله.
واشار البيان الى ان الوطن يمر بمرحلة خطيرة وهذا يستدعـي الانتباه والوعـي وتراص الصفوف، ولهذا فلا بد من ان تكون الجامعات في مقدمة قوى الإصلاح والقدرة على التنبه إلى الأخطار والتحديات الداخلية والخارجية التي قد تمس امن الأردن واستقراره.
ودعا الأعيان سائر مجالس الجامعات والقيادات ذات الصلة بالعمل الاكاديمي في جميع المؤسسات التعليمية، إلى ادراك ان الأزمة خطيرة وان تكرار وقوع هذه الأحداث أدى إلى تشويه صورة التعليم العالي خارج الوطن الأمر الذي يفرض عليها مراجعة شاملة جدية لعملها الإداري والاكاديمي وغير المنهجي، مذكرين بان ترسيخ التعددية هو الباب الحقيقي للحيلولة دون تقسيم المجتمع إلى قبائل وعشائر سيراً نحو المواطنة الحقيقية التي يريدها القانون .
وشدد البيان على اهمية قيام الحكومة بمهامها الدستورية والقانونية من حيث حفظ الأمن وهيبة الدولة وحماية المواطنين وسيادة القانون على الجميع، دون أن يمس ذلك استقلالية الجامعات وحرمتها بالتنسيق مع إدارات الجامعات التي يجب ان يكون انتقاؤها وفق معايير علمية حقيقية بحيث لا يتولى رئاسة الجامعة إلا الأكفياء.
وقال ان المؤسسات الإعلامية بمختلف صورها مدعوة إلى التلامس مع الهم الوطني والدخول إلى تفاصيله لتكون معبرة عن طموحات الناس وتطلعاتهم وهمومهم وأوجاعهم ضمن سياسة المكاشفة والشفافية والمصارحة والإيجابية .
واكد مسؤولية الجامعات عن بيئتها وضرورة تفاعل الجامعة مع المجتمع المحلي بقياداته على ان لا يكون ذلك دون أي تدخل في الشأن الجامعي بسائر وجوهه وبخاصة في حال قيام الجامعات بإيقاع عقوبات على المخالفين المهددين للعملية الأكاديمية .
ولفت البيان الى اهمية إعادة النظر في صيغة الأمن الجامعي للوصول إلى صورة حقيقية لهذا الأمن بحيث يكون احترافيا يقوم عمله على العلاقة الطيبة مع طلبة الجامعة وموظفيها وصون حرمة الجامعات من أية تدخلات خارجية، اضافة الى توسيع النشاطات غير المنهجية في الجامعات والهادفة إلى توسيع النشاط الاجتماعي والثقافي وعدم الاكتفاء بالمحاضرات المنهجية فقط.
ودعا البيان الى إعادة النظر في التعليم الجامعي ككل بحيث يتم إصلاح التعليم بما في ذلك سياسة القبول وتوزيع الجامعات والتخصصات باعتبار ان ذلك لا ينفصل عن الإصلاح العام للمجتمع .
(بترا)