رغم الظلام الحالك لكن المستقبل

تم نشره الجمعة 03rd أيّار / مايو 2013 12:19 صباحاً
رغم الظلام الحالك لكن المستقبل
ظاهر احمد عمرو

عندما أراقب الأحداث في العالم العربي و خاصة منذ منتصف القرن الماضي أي يوم قيام دولة العدو الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين أجد أن الأمور حالكة و سوداوية و لكن هذا المنظور يحدث اليوم في مصر و ليبيا و تونس و اليمن و في سوريا و في العراق و في الصومال و في السودان و في باقي الدول العربية و يضفي انطباعا فيه نوع من اليأس و القنوط .

اعتقد أن كل ما حدث و يحدث و سيحدث خاصة في السنوات العشر القادمة سببه الرئيس و الأول هو وجود هذا الكيان الصهيوني الغاصب في وسط هذا العالم العربي و لو لم يكن هذا الكيان عندنا لما رأينا هذه المذابح في سوريا و لم نشاهد الدمار الذي لحق بالعراق و لا الحرب العراقية -الإيرانية و لم نشاهد الدمار في فلسطين و لم نشاهد ما حدث و يحدث في مصر و كذلك تقسيم السودان و ما حدث في تونس أو ليبيا و عندما نبحث في كل تلك المشاكل نرى أن السبب الرئيس فيها هو الفصل بين الحاكم و المحكوم و وجود أنظمة و قوانيين و سياسات فرضت بشكل مباشر أو غير مباشر على هذه الدول و لا أعتقد أنه يوجد دولة عربية واحدة تستطيع أن تفعل بإرادتها ما يريد شعبها لأنه لا يوجد حاكم لا يريد أن يكون محبوبا عند شعبه إلا إذا أجبر أو هدد و لا يوجد في العالم اسم يطلق على حاكم أنه عميل أو خائن إلا في عالمنا العربي .

لا يمكن أن نرى وحدة فلسطينية أو وحدة عربية أو كيانا عربيا موحدا مطمئنا و هادئا و يعمل لمصلحة شعبه أو أمته أو لمصلحة الإنسانية كباقي شعوب الأرض ما دام هذا الكيان موجودا و السبب أن أي عمل إيجابي نصنعه نحن العرب يصب في انهيار هذا الكيان المغتصب .
فهل نحن بشر جيناتنا تختلف عن جينات كل دول العالم المتطور و الديمقراطي و الحر ؟

لماذا نحن فقط من يعيش في رحاب التخلف و الفقر و البطالة و التفرقة العنصرية و الطائفية و التجزئة ؟ رغم التقدم الحاصل عند كل دول العالم في منظومة حقوق الإنسان و الديمقراطية و تطبيق القانون تحت مظلة العدل و الحرية و المساواة للجميع .

و لماذا نحن مقبلون على تقسيم المقسم و تجزئة المجزأ ؟

اعتقد أننا لن ننتهي من كل ذلك و لن نهدأ و لن تقوم لنا قائمة و لن نتقدم إلا بعد عام واحد فقط من زوال اسرائيل و هذا ما يجعلني متفائلا بمستقبل هذه الأمة الحية العظيمة ذات التاريخ العظيم و ذات الموقع الجغرافي الهامّ و ذات الثروات غير المحدودة و التي هي مفصلية في هذا العالم و هذه الشعوب ذات الرسالة الإسلامية الخالدة و ذات الأخلاق العالية و المستلهمة من هذه الحضارة و الثقافة الإسلامية و التي تقبل جميع من يعيش في هذا الوطن العربي الواحد ... مسلما و مسيحيا .. متدينا و غير متدين .

لهذا ستقوم اسرائيل من الان و حتى نهايتها المحتومة ( في وسط العقد القادم- إن شاء الله- حسب ما أوردت ذلك في مقال سابق لي حمل عنوان " الأربعاء 13/07/2022 زوال دولة اسرائيل " و يمكن للقارىء مراجعته من خلال محرك البحث جوجل أو على رابط صفحتي الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي " الفيسبوك " ) و ذلك بالعديد و الكثير من افتعال المشاكل و المصائب و الكوارث و الحروب الطائفية في هذا العالم العربي و كل ذلك عمل الخائف على وجوده و التفكير بأن ذلك سيحميه و يطيل في عمره , لكن ذلك لا ينفع و لن يقدم أو يؤخر شيئا في بقاء هذا الكيان الغاصب المجرم و هو زائل لا محالة .

و لهذا لا استغرب مما سيقع في السنوات العشر القادمة من مآسٍ و لكن ثمن ذلك أن تعود لأمتنا كرامتها و عزها و مجدها , اعتقد أن الثمن لن يكون غاليا مقابل ذلك .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات