حماية الصحفيين : الصحفيون في دائرة الاستهداف والخطر
شبكة المدافعين عن حرية الإعلام "سند" تطلق تقريرها العربي عن الانتهاكات
المدينة نيوز - يحتفل العالم بذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من أيار من كل عام في وقت لا يزال الإعلاميون يعانون من الانتهاكات المتواصلة ضدهم، ومازال الصحفيون تحت دائرة الاستهداف والخطر.
وقال مركز حماية وحرية الصحفيين في بيان صادر عنه بهذه المناسبة "ان الانتهاكات ضد الصحفيين استمرت في عام 2012، ولم يسلم الصحفيون في العالم العربي من القتل والاختفاء والاختطاف والسجن والاعتداءات الجسيمة والمعاملة المهينة واللا إنسانية".
وأضاف المركز "رغم التفاؤل والاستبشار بأن الربيع العربي سيعزز من حالة الحريات الإعلامية، إلا أن الواقع يشي بان القيود على الإعلام مازالت قائمة، وأن حكومات ما بعد الثورات والربيع العربي لم تحسن التعامل مع الإعلام، وترفض القبول باستقلاليته".
وبين المركز "أن الإعلاميين استفادوا من هامش الحريات الذي وفره الربيع، واستطاعوا أن يكسروا حاجز الخوف، وتمردوا على التابوهات والخطوط الحمراء، واستطاعوا ان ينقلوا الحقيقة للناس رغم الثمن الباهظ الذي يدفعوه".
وتابع المركز القول "أن العام الماضي شهد ولادة وسائل إعلام مستقلة في العالم العربي وخاصة في بلدان الثورات، والأهم هو النمو الكبير للإعلام الالكتروني الذي أصبح مصدر قلق للحكومات لأنه يصعب السيطرة عليه أو احتوائه".
وقال الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين الزميل نضال منصور "في ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة نتوقف لنحيي كل الصحفيين الذين يدافعون عن حرية الاعلام وحق الناس بمعرفة الحقيقة، ونذكر بإجلال الإعلاميين الذين سقطوا شهداء على طريق حرية الصحافة، وهؤلاء الذين يقبعون خلف القضبان".
وأكد منصور "أن الانتهاكات ضد الصحفيين مستمرة ومتعددة، وهي لا تتوقف عند حدود الانتهاكات الجسيمة التي تحظى بتسليط الضوء عليها، لكن هناك انتهاكات لا يتحدث عنها الصحفيون مثل حجب المعلومات، والرقابة المسبقة ومحاولات الاحتواء الناعم، وكلها في نهاية المطاف تعصف بحرية الإعلام".
وأعلن منصور أن شبكة المدافعين عن حرية الاعلام في العالم العربي "سند" ستطلق ولاول مرة تقريرها عن رصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على الإعلام في العالم العربي.
وأوضح منصور ان هذا التقرير سيعلن خلال هذا الشهر أيار في ملتقى المدافعين عن حرية الإعلام في العالم والذي ينظمه المركز للمرة الثانية .
وبين أن شبكة "سند" هي محاولة لحشد جهود المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي، وأن مركز حماية وحرية الصحفيين يتولى أعمال الإدارة والتنسيق لهذه الشبكة".
وأكد منصور أن حرية الاعلام شرط أساسي لتحقيق الإصلاح في العالم العربي مشيرا إلى أن ربيع العرب سيصبح خريفا إذا لم تصان حرية الصحافة ويحمى الإعلاميون.
وطالب المركز الحكومات العربية برفع يدها عن الإعلام وتقبل التعايش مع إعلام حر ومستقل إن كانت جادة في مشروع الإصلاح السياسي.
ودعا الحكومات العربية إلى المبادرة إلى اتخاذ إجراءات وتدابير عاجلة أبرزها توفير المناخ والبيئة التي تسهم في إطلاق حرية الإعلام، وسرعة مراجعة التشريعات لإلغاء وتعديل ما يتعارض مع حرية الإعلام وبما يتواءم مع المعايير الدولية، ويأتي على رأس الأولويات إلغاء عقوبة السجن والتوقيف في القضايا المتعلقة بحرية الإعلام والتعبير، وضمان الحق في الوصول للمعلومات بما يمكن الصحافة من القيام بدورها في الرقابة وبما يكفل حق المجتمع في المعرفة، والتوقف عن التدخل في المؤسسات الإعلامية وضمان استقلاليتها وحريتها، والابتعاد عن ممارسة الضغوط والانتهاكات بحق الصحفيين.
ووصف المركز هذه الإجراءات العاجلة بأنها المدخل والأرضية الأساسية لترجمة وتحويل شعاراتها الداعمة لحرية الإعلام إلى أفعال حقيقية.
وأكد أن ذلك لا يتحقق فقط بنوايا الحكومات الحسنة بل بتضامن كل مؤسسات المجتمع المدني دعما لحرية الإعلام.