مطلوب «لجنة حكماء» .. ولِمَ لا؟!

تم نشره الأحد 05 أيّار / مايو 2013 01:50 صباحاً
مطلوب «لجنة حكماء» .. ولِمَ لا؟!
حسين الرواشدة

أمامنا مهمتان يجب أن نتحرك باتجاههما في أسرع وقت ممكن، الاولى- اعادة الهيبة للدولة، والثانية- اعادة “العافية” للمجتمع، على صعيد المهمة الاولى، يمكن ان نستطرد في اثبات “الضرورات” الواجبة لتحقيق ذلك، ابتداءً من الاحتكام لموازين العدالة الى ترسيخ استقلالية المؤسسات الى بناء منظومة للنزاهة الوطنية.. وصولاً الى مراجعة “وصفة” الاصلاح والتوافق على “مشروع” سياسي يتناغم مع استحقاقات اللحظة ورغبات وتطلعات الناس، خاصة بعد ان “اختبرنا” الوصفة الاخيرة وثبت لنا بأن افرازاتها لم تكن كما توقع مصمموها..وبأنها – بالتالي – لم تسعفنا في الخروج من الازمة التي يعاني منها بلدنا.

على صعيد اعادة “العافية” للمجتمع ايضاً يمكن التذكير بما تعرضنا له من اصابات في السنوات الاخيرة، وبما يواجهنا من “تحولات” وتحديات، سواءً فيما نتابعه من “عنف” في حقولنا الاجتماعية والتعليمية او فيما نراه من “تصدعات” يخشى ان تعصف بوحدتنا الوطنية، كما يمكن “التذكير بأن هذه المهمة تحتاج اولاً الى الخروج من حالة “الانكار” التي ما تزال نتعامل بها مع امراضنا الاجتماعية، وتحتاج – ثانياً – الى اجراء “مصالحات” داخل مجتمعنا تنهي حالة “الانقسام” والثنائيات واوهام الاشتباك والقطيعة، وتحرر “الناس” من اوهام الصراع والتنابذ، وتجرّم “العبث” في نواميسنا الاجتماعية والوطنية، بحيث يلتزم “الجميع” بعدم التدخل او اللعب في هذه الاوراق لا من جهة التوظيف السياسي ولا من جهة الاستخدام الديني او الفئوي او سواهما.

لانجاز هاتين المهمتين نحتاج الى الخروج من “علبة” الحلول الجاهزة، والذهاب فوراً الى عنوان جديد بعيد عن المألوف “الذي جربناه”، واعني هنا بالمألوف “الفزعات” التي نهرب اليها عند أية مشكلة، او “الوجوه” التي تحاول “تسيّد” الصفوف لطرح مقارباتها، او المؤسسات التي لا تحظى بما يكفي من “ثقة” لدى الناس، او حتى المقررات الاسترضائية والاخرى “الرادعة” التي يتم تجريبها بلا جدوى.

اذا سألتني عن “العنوان” الذي يفترض ان نذهب اليه بلا تردد فهو “الحكمة”، وهذه القيمة تحتاج الى “نخبة” من “الحكماء” الموثوق بنزاهتهم ووطنيتهم ورجاحة رؤيتهم، بحيث يسند اليهم مهمة وضع ما يلزم من تصورات ومقترحات لاعادة هيبة الدولة اولا وتمكين المجتمع من النهوض بدوره ثانياً، وفي التفاصيل يمكن تشكيل لجنة من “الحكماء” من السياسيين والاكاديميين والاعلاميين من ذوي التجربة والخبرة، وممن يحظون باحترام اغلبية المجتمع، للبدء في اعداد “مدونة” اصلاح وطني، تكون بمثابة “خطة” ببرامج واضحة ومحددة زمنياً وبضمانات سياسية للتنفيذ، وتعطى هذه اللجنة مهلة شهر او شهرين لانجاز مهمتهما، وفي اثناء ذلك لا بد من عرضها للنقاش العام والتواصل مع المجتمع بكافة أطيافه لمعرفة توجهاته حولها.. وصولاً الى “اعلانها” عبر مؤتمر تشارك فيه كافة القوى السياسية والاجتماعية.

لجنة “الحكماء” هذه غير رسمية، وعابرة “للاختلافات” السياسية والحزبية ومهمتها الاساسية مناقشة “الملف الداخلي” بعيداً عن المواقف المتعلقة “بملفات” الاقليم، الا من زاوية “تأثيرها” على اوضاعنا الداخلية، ويمكن هنا التوافق على “مشتركات” ذات اولوية ملحة، وتأجيل او جدولة “ملفات” اخرى قد تعيق الوصول الى تفاهمات تحظى بالاجماع. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات