القضاة : يسرنا استقبال الشيعة في مزار الكرك
المدينة نيوز - خاص -: قالت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية إن زيارة الوزير محمد القضاة، للجمهورية العراقية مؤخرا، وقيامة بزيارة أضرحة شيعية، جاءت ضمن الضوابط المشروعة.
وبينت الوزارة في بيان تلقت المدينة نيوز نسخة منه، عصر الأحد، أن مشاركة معالي الوزير في المؤتمر الإسلامي الدولي للحوار والتقريب تلبية للدعوة الموجهة له بصفته الرسمية وزيراً للأوقاف من الجهة الراعية للمؤتمر وهي رئاسة الجمهورية العراقية.
وجاء : " يسرنا استقبال أخوتنا العراقيين الذين يرغبون بالسياحة الدينية بزيارة مسجد سيدنا جعفر رضي الله عنه في الكرك، و لكن بشرط الألتزام بالضوابط الشرعية".
نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان حول زيارة معالي وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية جمهورية العراق.
جاءت مشاركة معالي الوزير في المؤتمر الإسلامي الدولي للحوار والتقريب تلبية للدعوة الموجهة له بصفته الرسمية وزيراً للأوقاف من الجهة الراعية للمؤتمر وهي رئاسة الجمهورية العراقية، حيث تقدّم بكلمة في المؤتمر المذكور، كما اشتملت الزيارة على بعض الفعاليات الجانبية الأخرى وهي زيارة ديوان الوقف السني، وديوان الوقف الشيعي، وزيارة مسجد الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه، و مسجد الإمام موسى بن جعفر الذي دفن فيه رحمه الله مع حفيده الإمام محمد بن علي بن موسى الجواد, وزيارة المرجع الشيعي السيد علي الحسيني السيستاني.
و توضيحاً لهذه النشاطات، تبيّن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ما يلي:
أولاً: إنه مما لا يخفى على أحد أهمية العلاقة التاريخية بين الدولتين الشقيقتين المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية العراق، في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، و تأتي تلبية هذه الدعوة متسقة مع طبيعة هذه العلاقة، و توطيد دعائمها، التي تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
ثانياً: جاءت كلمة معالي الوزير لتؤكد المفاهيم المتفق عليها بين المسلمين بعمومهم، ومنها:
1. إنّ استقرار العراق و نهضته و عودته ليحتل المكانة اللائقة به في وسطه الإسلامي والعربي هو مما يهم جميع المسلمين.
2. حرمة دماء المسلمين، وأنه يجب على علماء المسلمين أن يربؤوا بأنفسهم أن يساهموا في الفتن التي تستباح بها دماء المسلمين.
3. أنّ الدين الإسلامي كان دائماً عاملاً من عوامل الوحدة بين المسلمين، والفرقة فرضت على مجتمعات المسلمين من خارجهم، وأن علماء المسلمين يجب أن يعززوا هذه الوحدة، لتوجيه جهود المسلمين لما فيه مصلحتهم العامّة، بدلاً من أن تكون خلافاتهم سبباً لترك مهمتهم الأساسية وشرخاً يضعفهم في مواجهة أعدائهم المشتركين.
ثانياً: إن زيارة معالي الوزير للمساجد المذكورة جاءت ضمن الضوابط المشروعة، قال تعالى (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) ، و قد نص علماء أهل السنة على جواز زيارة المساجد والقبور بشرط أن لا يكون فيها طواف ولا تمسح بالقبور.
إن مكانة الإمام أبي حنيفة النعمان لا تخفى على أحد من أهل السنة، و لكن الذي يغفل عنه البعض أن علماء أهل البيت هم محل احترام وتقدير عند أهل السنة كما هم محترمون عند الشيعة، ولو رجع الناس إلى ما كتب علماؤنا في فضلهم لعرفوا ذلك، فقد ترجم الإمام الذهبي للأمام موسى الكاظم فقال فيه: الإمام القدوة السيّد، و ذكر من مناقبه وكيف كان يحلم على من يسيء إليه، وينهى تلاميذه عن ردّ الإساءة بمثلها، وهل أمتنا بحاجة إلى غير ذلك اليوم؟
إن مسجد الإمام أبي حنيفة يمثل رمزاً لمدرسة أهل السنة في العراق، كما يمثل مسجد الإمام الكاظم رمزاً لمدرسة الشيعة هناك، وما كان هذان العلمان في يوم من الأيام إلا دعاة وحدة بين المسلمين، وواجب المسلمين أن يقتدوا بمثل هؤلاء، فهم رمز للعصر الذهبي للإسلام، قبل أن يدخل بيننا من يريد استغلالهما للتفرقة بين المسلمين.
ثالثاً: إن زيارة معالي الوزير لديواني الوقف السني والشيعي، وهي التي تمثل نظير وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تأتي ضمن بحث القضايا والاهتمامات المشتركة بين البلدين.
و هذا يقع ضمن الترتيبات البرتوكولية بأن يزور الوزراء والمسؤولون نظراءهم، و الدول – و الأشقاء من باب أولى- يتعاملون مع بعضهم على أساس الأخوة والمصالح المشتركة، لا على أساس الطوائف أو الأحزاب، وإلا كان ذلك من باب تعزير الطائفية و تعميق الخلافات بين المسلمين، وهو ما لا يجوز شرعاً، ولا يقبل في العرف السياسي.
رابعاً: وفي إطار بحثه لقضية الإفراج عن المعتقلين الأردنيين في السجون العراقية، و إيصال رسالة الأردن بالمطالبة بالإفراج العاجل عنهم لإنسانية قضيتهم، و أهمية إنهاء هذا الملف، أُعلم معاليه بأن للمرجع الشيعي السيد السيستاني سطلة أدبية على بعض المسؤولين عن هذا الملف في الحكومة العراقية، حيث أن أهل العراق – باختلاف طوائفهم- يجلون علماءهم، فقام معالي الوزير بزيارة السيد السيستاني - رغم أن هذه الزيارة لم تكن ضمن البرنامج المعدّ سلفاً- و طلب منه التدخل شخصياً لحل هذه المشكلة، وهو ما لاقى استحساناً من مسؤولي الحكومة العراقية، و سيكون له بإذن الله مساهمة في حل هذه القضية في القريب العاجل، فهي قضية تهم كل أردني، ومن الواجب الشرعي والوطني العمل على حله، مهما كان الثمن.
خامساً: و في إطار هذه الزيارة طلب الجانب العراقي من الأردن تسهيل استقبال السائحين من الأخوة العراقيين في الأردن، فبين لهم معالي الوزير أن الأردن يرحب بأشقائه جميعاً و بكل ضيوفه، و أنه يسرنا استقبال أخوتنا العراقيين الذين يرغبون بالسياحة الدينية بزيارة مسجد سيدنا جعفر رضي الله عنه في الكرك، و لكن بشرط الألتزام بالضوابط الشرعية، فلا لطم ولا طواف بالقبر، ولا تمسح، و مع احترام الخصوصية الدينية والثقافية للمجتمع الأردني بعدم الدعوة إلى مذاهب غير أهل السنة، وهو ما تفهمه الإخوة في الجانب العراقي.
سادساً: إن مما يستغرب أن يسيء البعض فهم هذه الزيارة وهذه الإنشطة وإخراجها من سياقها الصحيح، ومحاولة تحميلها ما لا تحتمله، وكأن زيارة بلد مسلم شقيق من أقرب الأشقاء لنا تعدّ مطعناً أو مدخلاً للمز في من يقوم بها، و كأن ذلك يعدّ فتوى بمحرّم، أو دعماً لظلم، يعاني منه إخواننا في سوريا، أو إقراراً لظلم يعاني منه بعض مكونات المجتمع العراقي، ولا نعلم ما هو المنطق الذي وصل إلى مثل هذه النتيجة، متناسياً حقائق الدين، و مصالح الوطن وأبناء الوطن.
مذكرين بوصية الله تعالى لنا (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا) وقوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)