العنف الجامعي
في كل مرة يفتح الحوار على هذا الموضوع , يذهب البعض منا مسرعا الى رفض ربط العشائرية بالعنف وانها سببا مباشرا له ,بل يذهب في احيان كثيرة الى ما ابعد من ذلك ليجعل من نظرية المؤامرة لاضعاف دور العشائر وتهميشها سببا مباشرا لهذا الربط الذي يحاول دائما ترديده على مسامعنا .
ولأن الحديث يجب ان يكون بشكل اكثر موضوعية وقربا من الحقيقة , لابد من الحديث بشكل اساسي عن اسباب العنف ومالذي يدفع مجموعة من الطلاب مشتركين في روابط الدم والقربى لاخذ قرار المشاركة في مشاجرة هنا او هناك , لايمكن ان ننفي دور العشائرية في زيادة حجم العنف بعد حصوله , لكن يبقى السؤال الاهم لماذا يحدث العنف ابتداءا ,,
جاهلا من يظن ان باضعاف العشائرية يمكن انهاء العنف ,, لان العنف له اسباب وعوامل تزيد من تطوره ؟ فاذا كانت العشائرية هي من احدى العوامل التي تزيد من حجم العنف فماهو اذن السبب الرئيسي للعنف الجامعي ؟ إذا كان ولا بد من العلاج فيجب اولا النظر الى الاسباب , وان نستدل على ذلك من محاولة الربط مابين العشائرية والعنف في الجامعات ...
فالعشائرية لها قيمها واخلاقها الحميدة ,قال (ص) : اني بعثت اليكم لاتمم مكارم الاخلاف ,,, وهذه القيم اذا تبدلت واختلفت في مجتمع الجامعات فانه عندها يصبح الخلاف مابين المجتمع العشائري و المجتمع الجامعي فيتولد العنف نتيجة لذلك الخلاف ,,,,حيث يعد الانحراف الاخلاقي والسلوكي في كثير من الحالات هو السبب المباشر لظاهرة العنف الجامعي حيث جاء هذا الانحراف نتيجة الغزو الثقافي والفكري والانفتاح الذي شهدته المجتمعات التقليدية بلا محددات او قيود , لذلك لايمكن ولا بأي حال من الاحوال ان تسكت العشائرية او تتغاضي عن هذا الانحلال و الانحراف الذي اصاب المجتمع مع تحفظي الشديد على بعض الحلول تنتهجها العشائرية و التي يصل البعض منها الى الهمجية وشريعة الغاب ...
لكن ولأن الشيئ بالشيئ يذكر لا اتوقع في ظل الانحراف الاخلاقي والسلوكي المطرد لبعض الجامعين ان يقابله سكوتا عشائريا وكأن شيئا لم يكن , لا اتوقع مها كتبنا المواثيق والاتفاقيات وغسلنا ادمغة الشباب العشائري بضرورة تقبل الثقافات الغربية والسلوكيات التي لاتمت بصلة الى عاداتنا وقيمنا وديننا , لا اتوقع ان ننهي العنف او حتى نستطيع على الاقل ان نبعد اصابع الاتهام عن العشائرية بانها هي المسبب للعنف .
واذا كان لابد من المواثيق التي تضبط سلوك الافراد في الجامعات فلتكن مبنية على القيم السامية للعشائرية والاخلاق الحميدة والتشريعات السماوية, وان تتضمن الحلول المناسبة اذا ماتم تجاوز هذه القيم واختراقها من قبل البعض ,بشكل يحفظ حقوق الافراد وحرياتهم ضمن حدود التشريعات والعرف والمنطق .
واخيرا اذا ما اردنا وصف العلاج لمرض العنف الجامعي فان خياراتنا يجب ان تنحصر في امرين , اولا : اما الاستمرار في تغريب المجتمع وتفريغه من قيمه واخلاقه وهذا ما ينعكس على العشائرية وتذويب هويتها وعاداتها واخلاقها وبالتالي هنا نضمن ان العنف لن يزيد عن مشاجرة بين اثنين او ثلاثة او 10 على ابعد تقدير !!!!
ثانيا : العودة الى التركيز على التربية الصالحة للفرد وتعزيز القيم الفاضلة والاخلاق الحميدة لديه , وتفعيل دور المؤسسات الارشادية والاعلامية في المجتمع , وكذلك تفعيل دور الجهات الرقابية داخل الجامعات للحد من الانحراف والسلوكيات الخاطئة ,
لا يمكن للعشائرية ان تتقبل الثقافة الغربية واذا ما فرضت عليها فالعنف سيكون هو النتيجة الحتمية لها !!!!!
فماذا ستختارون علاجا لهذا المرض ,يا أيها العشائريون !!!!!