كارثة الانقسام السياسي

تم نشره الخميس 09 أيّار / مايو 2013 04:43 صباحاً
كارثة الانقسام السياسي
جمال الشواهين

المجتمع السياسي الأردني منقسم بحدّة على نفسه ولم يعد أمره حكومة ومعارضة كما هو الوضع سابقا، وإنّما حكومة وحدها، معارضة من أطراف الموالاة بحسابات خاصة, معارضة الحركة الإسلامية, معارضة الأحزاب الأخرى، الوسطية واليسارية، وكلٌّ من منظاره الخاص به, تجمعات المستقلين والشخصيات السياسية، الحراك، الحركة السلفية بأنواعها. ومع هؤلاء مجاميع الغاضبين من المتعطلين عن العمل، الطلاب, أصحاب الحقوق من العمال والموظفين باعتصاماتهم واحتجاجاتهم، عمال المياومة، عمال وأصحاب قطاعات الزراعة والصحة والتجارة وغيرها.

أمّا مجلس النواب فإنّه الأكثر تعبيرا عن الانقسام السياسي، إذ كل من فيه لا تربطهم ببعضهم جوامع سياسية، وإنّما مصالح يتعاونون أو يتنافسون عليها, في حين تتركّز علاقاتهم مع الحكومة وباقي مكونات الأطياف السياسية انطلاقا من رؤى حسابية ليكون مرة بجانب وفي أخرى بجانب آخر. أمّا الأجهزة الأمنية فإنّها الأكثر تماسكا في المشهد، وذلك لجهة المسؤوليات والتعاون الأمني وتنفيذ المهام, غير أنّ ذلك لا ينفي التنافسية والحسد السياسي والمواقعي.

وعليه، فإنّ الحكومة كسلطة، والنواب كسلطة أيضا، يبحران وسط أمواج عاتية لن تمكّنهما من تحقيق منجزات وبدلا منها عمليات ترقيع بالمستويات كافة، وهذا حال سيعمِّق بالمحصلة حالة الانقسام التي في لحظة لن ينفع معها الترقيع، وإنّما البدائل.

في أجواء يلفّها لهيب الأوضاع الإقليمية والتربُّص المتبادل ينبغي الالتفات السريع لتحديد المرض وأماكن الأوجاع واختيار الأدوية المناسبة, فإذا الحكومة تقرّ بالأزمة المالية, وتعهّدت لقانون انتخابات جديد, وتخشى على الوحدة الوطنية، بذات الوقت الذي تعرف أنّها محل رفض واسع, ولا تمانع الإصلاح. في حين أنّ المعارضين والمخالفين لها محددون من جهتهم لما يرونه ويريدونه، وأبرزه حكومة إنقاذ وطني، وتعديلات دستورية وإصلاحات جديّة. ومن جهتهم أيضا، يقرّ النواب بما في مجلسهم من نواقص, ويدركون هشاشة التمثيل وما يلزم لإصلاح الأمور.

أمّا مقابل هؤلاء تقع الأجهزة الإستراتيجية للدولة, وهذه هي التي أكثر من يدرك كل ما يدور، وعليه يكون أمام الجميع خيار واحد وحيد كي يخرجوا سالمين, والأمر محدد بإنهاء الانقسام السياسي عبر الحل الديمقراطي لاختيار السلطات وذلك بالسرعة وفورا والآن. ( السبيل )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات