"امرح وتعلم" برنامج كرتوني بدوبلاج أردني يرتقي بعقلية الطفل العربي
المدينة نيوز - : كثيرا ما يعبر الأباء والأمهات عن استيائهم من برامج الأطفال، التي تقدم للطفل على شاشات الفضائيات، خاصة المختصة منها في تقديم هذه البرامج؛ فرغم أن الأباء والأمهات يعولون كثيرا على برامج ومسلسلات الكرتون بأن تلعب دورا هاما في مساعدتهم على " إشغال أطفالهم " بأمور مفيدة ومسلية في آن واحد، إلا أنه في كثير من البرامج نرى أن ما يقدم للطفل هو عبارة عن برامج تسلية وترفيه دون أن تلعب دورا يذكر في عملية بناء وتطوير القدرات والمهارات عند الطفل؛ خاصة أن مرحلة الطفولة المبكرة هي المرحلة الأهم في حياة الإنسان كونها مرحلة التلقي والإحتفاظ؛ فالطفل في هذه المرحلة يتلقى المعلومات ويحتفظ بها ويخزنها إلى أن يتقدم به الزمن فيبدأ بالنهل من خزينة الطفولة المبكرة، ويقع الخطر عندما تكون البرامج الموجهة للأطفال لا تقتصر على تقديم تسلية للطفل فحسب، بل تلعب دورا معاكسا في العملية التعليمية فتصبح مجرد أصوات وصور مبتذلة تلفت نظر الطفل لاختلافها عن محيطه، وتجعله في حالة إدمان على هذه البرامج وفي الوقت ذاته لا تقدم له معلومة أو تعمل على مساعدته بأن يكتسب مهارات جديدة بل العكس، تعمل على الحد من أفقه ولا تحفزه للتفكير، والتحرك بالاتجاه الصحيح، وهذا الدور السلبي تلعبه أيضاً وبصورة أقوى " ألعاب الكمبيوتر " التي يحفظها الطفل عن ظهر قلب ويقضي (نهاراته) بأن يعيد الحركات البسيطة للفوز باللعبة دون أن تستثير هذه الألعاب أفكاره ومهاراته الحركية.
من هنا جاء كرتون " امرح وتعلم " ليلعب دورا ايجابيا في حياة الطفل، خاصة في الفترة التي تسبق المرحلة الابتدائية في المدرسة، فتستطيع الأمهات أن تترك أطفالها أمام التلفاز أو الكمبيوتر مطمئنة دون أن تشعر بالاستياء من أن طفلها لا يحرز أي تقدم، وينفق طفولته في التسلية البليدة.
" امرح وتعلم " هو عبارة عن برنامج كرتوني متسلسل تعليمي للأطفال الذين تترواح أعمارهم ما بين ثلاثة وستة أعوام يساعد الطفل على تعلم جميع الأمور التي يحتاجها كي يتهيأ لدخول المدرسة، والانخراط بعالم الدراسة، والتأقلم مع الأطفال الآخرين والبيئة الجديدة.
تقوم مجموعة من الحيوانات اللطيفة التي يحبها الأطفال بمساعدة الطفل على تعلم المهارات، وبناء خبرات وتجارب جديدة بطريقة مرحة وسلسة، حيث تلعب الزرافة دور المعلمة اللطيفة، أما البطريق، و دب الباندا، والفيل، والقط يلعبون دور التلاميذ، الأمر الذي سيشعر الطفل بأنه أحد هذه الكائنات اللطيفة، ويقوم بتخيل نفسه على أنه القط – مثلاً- فيبدأ بالتعلم عن طريق تقليد بطله المفضل في البرنامج مما يجعل الطفل يذهب لتقليد أمور ايجابية مفيدة، ينمو خياله وعقله بها.
هذا البرنامج من المتوقع أن يعيد إلى الأباء والأمهات ثقتهم بالشاشات العربية وما تقدمه من برامج لأطفالهم، خاصة أن الخبير الأعلامي والمخرج والمشرف الفني " موسى عمار " يضع خبرته وتجربته التي امتدت لأكثر من خمسين عاماً لينجز هذا العمل، ولا ننسى أن موسى عمار هو المخرج الذي قدم لنا أجمل أفلام الكرتون التي قدمت على الشاشة العربية في فترة التسعينات، والتي علمتنا الكثير ولا نزال نشعر بالفخر إلى الآن أننا تابعناها في طفولتنا، ولا نقصر في متابعتنا لها حتى بعد أن كبرنا مثل سالي و صاحب الظل الطويل و لبنى السريعة و أمي يا نبع الحنان و نيلز، ونتمنى بالنهاية أن يصل هذا العمل لجميع الأطفال، وأن يكون علامة بارزة في عالم الكرتون ، وننتظر من مؤسسة الإرتقاء الدولية للانتاج الفني بإدارة الاستاذ عبدالله الصفدي أن تستمر على ما عهدناها عليه فترتقي دائما بذوق المشاهد العربي وخاصة الأطفال.
ولا ننسى نجوم الدوبلاج الأردني الذين يبذولون قصارى جهدهم لانجاز هذا العمل المميز وهم وفاء عبدالله، نذير خوالدة، أريج النابلسي، الفنانة سهير عودة، ، علي شاهين، بدر عباسي، أحمد الشبلي، شروق كريشان، فاطمة الشيوخي، نوار عاصم.
كما ياهم في هذا العمل اداريون، وتقنيون مميزون: الإدارة المكتبية أماء منصور، المونتاج والمكاج علاء فرحات، رزان أبو عياش.
لبنى العاجيب
