دوري جديد على كأس الشعب

تعود لعبة عسكر وحرامية مجددا الى الواجهة، وفيها لن يكون سهلا على رئيس الحكومة الاستمرار بالكسب على النواب، وسيجد نفسه بالشوط الثاني الذي بدأ اعتبارا من امس مضطرا إلى تغيير الخطة التي باتت مكشوفة للنواب، فما الذي سيفعله؟
وكما هي لعبة كرة القدم، سيحاول النواب قلب النتيجة في الشوط الثاني بعد خسارتهم التوزير في الشوط الاول، وهم بعد ان خبروا رئيس الوزراء بما يكفي وما نالوه من خبرة مئة يوم عمل نيابي، فإنهم ايضا سيعمدون الى خطط جديدة للعب، والحال يعني ان الشوط الثاني سيكون مليئا بالمفاجآت التي منها "التشويت" العشوائي.
الحكومة أعلنت أنها لن ترفع اسعار الكهرباء الا بعد موافقة النواب، وهي ملزمة بمناقشة اسبابها معهم، فأي نوع من اللعب الذي سنتابعه في هذا المفصل؟ فإذا بات معلوما أن اجماعهم على طرد سفير العدو الاسرائيلي لن تنفذه الحكومة، وانهم محل حرج كبير؛ جراء لحسهم قرارهم، فإن موافقتهم وسكوتهم عن رفع اسعار الكهرباء سيحول الحرج الى نبذ، وربما "لمصخرة" امام الناس والى هوان امام انفسهم، وهم يتجرعون الخيبة تلو الاخرى، فهل سيرضون بذلك ام ان خطتهم برد الصاع صاعين في مرمى الحكومة؟
ستعمد الحكومة الى طرح قانون الانتخابات للنقاش مبكرا؛ أملا في إلهاء النواب، وكذلك الى مسايرتهم في طلباتهم الخدمية، غير انها لن تفلح بامتصاص غضبهم الا بمقايضات وصفقات، وهذه ستخلط لعبة عسكر وحرامية بعضها ببعض، ولن يكون معها سهلا تحديد كل فريق على حدة.
ربما كان الأجدر ترك رئيس الحكومة على راحته مع النواب دون توجيهات، وترك النواب كذلك؛ إذ إن التزام الفريقين الآن بتعليمات مدرب واحد سيدفع بهما الى اللعب الخشن، فكل سيظن انه الفريق الافضل، او صاحب الحظوة ويريد اثبات ذلك، ولطبيعة الحال والمقتضى فلا حَكَم بالملعب وانما مساعدون في الساحة للتأشير، والبحث ما يزال مستمرا عن الصافرة وليس هناك من يوقف اللعبة. ( السبيل )