خرج ولم يعد..!

تم نشره الخميس 16 أيّار / مايو 2013 03:50 صباحاً
خرج ولم يعد..!
حسين الرواشدة

مذكرة طرد السفير الاسرائيلي انتهت امس بتصريحات لوزير الاعلام مفادها ان “الرجل خرج ولم يعد” والتفاصيل - طبعا - معروفة، فقد تلقى السفير يوم الخميس الماضي “احتجاجا” من الحكومة، ثم سارع على الفور الى “حمل رسالة شديدة اللهجة الى حكومته”.

ازمة “السفير” اذن انتهت، والمذكرة “النيابية” التي تم “تعليقها” فقد صلاحيتها، وبوسعنا ان نعود الى ممارسة اعمالنا كالمعتاد، وبوسع اخواننا النواب ان يبحثوا عن ملفات اخرى تشغلهم في الايام القادمة.

هذه - بالطبع - مناسبة للتذكير بعدة مسائل، اولاها ان مشكلتنا ليست - فقط - في النوايا والافكار، وانما في حالة “الضعف” التي تجعلنا عاجزين عن مقاربة الاحداث وفهمها وصولا الى اتخاذ القرار المناسب، وحالة الضعف هذه ليست عيبا بحد ذاتها، وانما العيب ان “نتواطأ” على قبولها والسكوت عليها، بل واعتبارها أحيانا دليلا على الصحة والقوة والعافية.

والمسألة الثانية ان “الحماس” وحده لا يكفي، فقد جربناه على مدى اكثر من عامين في حراكات ملأت شوارعنا لكن ماذا كانت النتيجة؟ انها - بالطبع - متواضعة جدا، والسبب واضح وهو اننا اندفعنا بفعل الحماس الى تجاوز بديهات اساسية، اهمها ان اية حركة نحو التغيير تحتاج الى اقناع الناس بها، ثم ايجاد حاضنات اجتماعية تحملها، ثم انتاج “حالة” عامة لديها ما يلزم من “قابلية” للاحساس بالخطر والاجتماع على مواجهته، وكل ذلك يحتاج الى “نخب” قائدة لا مجرد “رؤوس” تمشي في الشارع.

اما المسألة الثالثة فهي ان الحكم على النواب والاسراع، الى ادانتهم واتهامهم وتحميلهم مسؤولية “خيبة الامل” قضية تحتاج الى اعادة نظر، صحيح انهم اصبحوا جزءا من المشكلة، لكن الصحيح ايضا انهم “ضحايا” لمناخات مجتمعية وسياسية مليئة بالغبار، ولقانون لم يفرز من المجتمع افضل ما فيه، ولتجربة حزبية سياسية فاشلة، وبالتالي فنحن “اقصد المجتمع” شركاء معهم في التهمة.. ومسؤولون مثلهم عن النتيجة.

المسألة الرابعة: كل ما نشكو منه، سواء على الصعيد السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي، ونقصد - اليوم - مواجهته ببعض الحلول، هو نتاج لعقود من “نكران” الامراض والاخطاء، وبالتالي لا يمكن ان نضع اقدامنا على طريق السلامة الا اذا توجهنا الى العنوان الصحيح “للاصلاح” ابتداء من “المجتمع” وبنيته الاخلاقية والتعليمية والدينية وصولا الى “الدولة” ومعادلاتها السياسية.

المسألة الخامسة هي اننا اصبحنا نخشى من تولد قناعات لدى البعض بان “مرحلة” التحولات الشعبية التي اجتاحت عالمنا العربي انتهت الى غير رجعة، وان بمقدورنا ان نتصرف وكأننا “نجونا” من تسونامي “التغيير” او كأن “الاصلاح” اصبح وراء ظهورنا وهذا التصور غير الصحيح الذي يحاول البعض “ترسيخه” عبر المقاربة بين ما آلت اليها مشاهد الثورات في بعض الدول من “دمار” ودم، وبين ما كانت عليه قبل ذلك، ربما يفيد مرحليا لكنه لن ينفع في المدى البعيد.

اخر هذه المسائل هي ان ما نتابعه من حملات “للتعبئة” والتحشيد سواء على صعيد العلاقة مع الكيان الصهيوني تحت عنوان “طرد السفير” او على صعيد ملفات الداخل الساخنة، ستفضي - بالتأكيد- الى حقن الشارع في اتجاهات معروفة، وربما تكون مطلوبة، لكن ماذا لو اكتشف الناس بان هذه “التعبئة” توظف لأمور غير مفهومة، او انها غالبا ما تنفس بقرارات غير صحيحة، الا ندفعه عندئذ الى البحث عن “قنوات” للتصريف وفق ما يجتهد..؟ اليس من الممكن ان تكون ممارسات “العنف” التي نرفضها جزءا من الردود والاقنية التصرفية؟ ثم الا نحتاج لمزيد من العقلانية سواء في الخطاب او في السلوك او حتى في صناعة الازمات؟ ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات