المقاومون "الرحّل": قادة حماس نموذجاً

قال تعالى في سورة الأنعام: "وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ *فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ". صدق الله العظيم.
لعلها صورة شبيهة بأقدار الشعب الفلسطيني مع قيادات ثورته ومقاومته. إنه شعب معطاء وسريع الثقة بقياداته، ولكن القيادات لا تنتبه كما يجب الى أنه شعب سريع حجب الثقة أيضاً.
لم تحظ قيادة من قيادات المقاومة الفلسطينية بما حظيت به قيادة حماس من ثقة والتفاف على مستوى الأمة كلها وليس عند الفلسطينيين وحدهم. لقد كنا أمام فريق بنى فكرة المقاومة على أساس عميق في ثقافة الأمة. ولقد أعطى الشعب الفلسطيني ثقته لحماس في ظروف صعبة، فحينها كانت الثقة مكلفة كثيراً، وأظهر الشعب مقدرة واستعداداً عاليين على تحمل الكلفة؛ موتاً وحصاراً وقصفاً ودماراً ودماءً.
فرق كبير بين الأداء الباسل لمقاومي حماس في ظروف المواجهة، وبين أداء القيادة وخاصة قيادة الخارج حيث يتم القبض والصرف. في الواقع ينبغي دراسة سلوك القيادة بالاستعانة بأدوات علم النفس الاجتماعي، أو لنقل علم نفس الجماعات، حيث تتكون حياة مختلفة داخل المجموعة، لها شروطها وظروفها ومتطلباتها وأهدافها الخاصة.
هو الترحال بحثاً عن الكلأ والماء، بل الدولارات والريالات والدراهم. غير أننا هنا بصدد نوع خاص حديث من الترحال؛ ففي الترحال التقليدي، يبحث الرعاة عن الكلأ والماء لأنعامهم، بينما في الترحال الجديد يبحث المقاومون "الرّحل" هؤلاء عن مصالحهم الخاصة حتى لو ضحوا بمقاومتهم وبشعبهم وقضيته. ( العرب اليوم )