خلال زيارتي الاخيره الى وطني الأم
خلال زيارتي الاخيره الى وطني الأم، الأردن الحبيب، بكوني صحفي كندي حر ومستقل وأنسان عربي غيورعلى المصلحة العامه وحقوق الأنسان الدوليه، كباقي أخوتي العرب في كل مكان، فسوريا العربيه الأبيه تعزعلينا، ويألمنا ما يحدث يومياً من الاوضاع والحوادث المأسويه والانسانيه، ولذا كان لا بد لي إلا ان اتطلع على الأوضاع الرهانه في الشرق الأوسط، وخاصة الوضع السوري وما يتعلق بالأخوة اللاجئين السوريين في الأردن، ولا أؤكد بنفسي تمام التأكيد والمصداقيه من الادعائات والاتهامات الشرعيه والغير شرعيه تجاه الأخوة السوريين في الأردن (خاصه في مخيم الزعتري) من قبل الإعلام الشرقي والغربي والمتحيزالى جانب او اخر.
وعند وصولي مطارعاليه الدولي الجديد، دهشت بكل الغبطه والسرور، لما وجدته من بناء رائع جديد وفخم، وحسن أستقبال ومعامله وأجراءات سريعه وسهله. وفيما يبدو، فلقد تم بناء المطار الجديد على أحدث وأعلى المعايير الدوليه من جمال وأناقه وامن وسهوله لخدمة وراحه الركاب والمسافرين. ولم تمض علي اكثر من حوالي 20 دقيقه منذ ان حطت طائرة خطوط الجويه الفرنسيه الى بوابة النزول، إلا ان كنت قد أنهيت جميع الأجراءات الامنيه وأستلام الامتعه متوجهاً مع شقيقي الى مقرأقامتي في العاصمه عمان.
وبالحقيقه، كلما ازورعمان، أراها في دوام التقدم والجمال وتبدوا للزائركعروس فتية يانعه بثوبها الجميل الجديد، والتطور الملحوظ بمزيد من الطرق المعبده المليئه بأحدث المركبات الفاهيه، وناطحات السحاب الشاهقه، والعمارات الفخمه الكثيفه والمتلاصقه على جانبي الطرق، وكثرة وتنوع السكان والمواطنين من جميع أنحاء العالم، من الوطن العربي والأوروبي والامريكي والافريقي والاسترالي، وحتى من الهند والصين والفلبيين وبنغلادش، والمتاجر والمولات المزدحمه بالمتسوقيين والكل يعيش في أمن وأمان، وكأنك تسير في إحدى شوارع المدن الكنديه الكبيره الباهيه. ولا يسعك إلا ان تلاحظ العديد من المركبات المرخصه من دول الجوار، من ليبيا، ومصر، ودول الخليج، وخاصه من سوريا والعراق بكثرة لم يسبق لها مثيل.
وعند تجولي في عمان، قابلت العديد من المواطنين الأردنين واللاجئين السوريين والعراقيين وغيرهم، وعلمت أن عدد السوريين الموجودين في المملكه يزيد عن مليون ونصف مليون نسمه، معظمهم مقيمين في العاصمه ويعملون في أعمال حره ومصالح تجاريه مختلفه، ومعظمهم في وضع اقتصادي لا بأس به. والجذير بالذكر أن معظم الشعب السوري مثقف وذو حرف جيده وتعليم عالي وعلى أتم الاستعداد للعمل والخدمة ودعم الأقتصاد الاردني بادنى الاجور والرواتب. ولكن هذا وللأسف "سيف ذو حدين"، فبينما يمكن لبعض الشعب السوري الوارد الى الأردن من إكتفاء ذاته وتقديم الخدمات لأصحاب الأعمال الأردنيين بأجور متدنيه مما يدر بأرباح هائله على اصحاب الاعمال الاردنيين، ولكنه بنفس الوقت يسبب تنافس وبطاله للعامل الأردني... وحتى العامل المغترب سابقاً من دول الجوار، مثل العامل المصري والعراقي وغيرهم يتضمرون ويشكون من ذلك الوضع. وتقدر نسبه البطاله في الاردن خاصه بين الشباب بين 25% الى 30% وهذه النسبه عاليه جداً وتشكل خطراً كبيراً على الاقتصاد الأردني، وعلى أمن وأستقرار الأردن.
وبالرغم من ذلك كله، فلقد وجدت أن معظم الشعب الأردني متعاطف جداً مع الشعب السوري، بغض النظر عن الوجه السياسي. فكيف ولاحسب...؟ فهناك ما يربط الشعب السوري والأردني العديد من حسن الجوار والعلاقه الأخويه العميقة والمحبه المتينه وصلة الرحم والتناسب منذ مئات السنين. وهناك عائلات وجاليات سوريه أردنيه هاجرت الى الأردن منذ زمن طويل وأستوطنت وأخلصت للأردن وأتخذت الأردن وطنها الام الأول وأصبحت من خيرالعوائل الأردنيه المساهمه في بناء الاردن والدفاع عن سيادته وأستلمت مناصب رفيعه في السلك الحكومي وصلت الى رئاسة الوزراء. وأما المتسوليين والعاهه الأقليه في الشوارع الأردنيه العامه، فوجدت أن معظمهم مأجوريين ومستغليين من قبل السماسره ومعدومي الضمير والوجدان، ومن أصل غير سوري مثل التركمان والنور وغيرهم.
وبعد ان مضت عدة أيام من وصولي الى عمان، أخذتني جولتي الى محافظات الشمال في جرش وعجلون باتجاه محافظة المفرق ومخيم الزعتري بالذات. وما وجدته أنه ليس من السهل دخول المخيم بدون تصريح من وزارة الداخليه. والحصول على تصريح من وزارة الداخليه بعمان يتطلب الى أجراءات أمنيه مشدده، قد تدوم الى اكثر من أسبوعين، بينما لا يسنح لي الوقت للانتظار، لقصرمدة أجازتي، ولذا قمت بزيارة المخيم "عن طريق الاجاويد.
تابع المزيد في الحلقات الاخرى