العشائرية ومدنية الدولة
عدت مرة أخرى للكتابة عن موضوع اذا لم يؤرق السواد الاعظم من المجتمع الاردني فهو مؤشر خطير برأيي على أن تركيبة المجتمع لدينا تفتقد للكثير من الوعي باحداثيات المرحلة القادمة ,فما يحدث من ارتباك شبة كامل في عملية الاندماج الفكري والعملي بين عشارية الفكر ومدنية الدولة يعطي انطباعا غير ايجابي عن أفراد ومؤسسات لا تستطيع أن تفصل الحقوق عن الواجبات , واذا ما عبرنا بلمحة سريعة الى الناحية الاخرى من الصورة وذكرنا أن المخاجلة الاجتماعية والسياسية بين النظام والعشائر تتمثل في أن الاول يسعى الى جعلها مدنية بالحرف والمعنى وتريدها الثانية مدنية تتبع لما تحبه أهواء برجها العاجي من عادات وتقاليد وأسبار , ستفرض علينا جميعا طقوسا عشائرية حرمتنا التفكير في تطوير واقع قد يصطدم سريعا في ضرورة تغير سياسة البيت الذي نعيش قبل تغير سياسة مجتمع او عشيرة أو دولة ,وتناسي فكرة أن التغير منقوص عندم يبدأ من الحافة الاخرى ونحن نقف على الجهة المقابلة وعلمنا أن الجسر مدمر ,اذن هي جسور مدمرة قطعت وسيلة التواصل الفكري الذي يقود الى تنفيذ واقع ممنهج دون خوف او توتر من عتب اجتماعي او عشائري يقودنا الى تصفيط الاوراق والعودة الى نقطة البداية , والعمل على اعطاء ابر التخدير والتي بدورها ستنهي حياة اوردة التواصل المتبقية بين المدنية وفكر العشيرة .
ففي مكنوننا العاطفي تعيش العشيرة وفي مكوننا الواقعي وما تراه العين ويستشعره العقل تعيش مدنية بحتة تُجبرنا على التقيد بقانونها وبمنطقها الذي اذا ما عاش سيحمي الضعيف ويلزم القوي ولكن أن يبقى الميزان القانوني والمنطقي والمدني متوقف امام فكر العشيرة ""الذي لن يعيش دون ايمان وانتماء مُغذى بمنطق ومصلحة لاصحابه ""فستكون النتائج الوخيمة على المجتمع العشائري في كونه سينغلق حتى ينفجر ليتكون حصيلة الانفجار بقاء مجسمات متهيجة ومتحسسة من مدنية تصعد الى فكر الفرد بغض النظر عن انتمائه العشائري او غيره , وبالتالي القُصر الذاتي في الاستمرار و الذي ستعاني منه العشيرة قريبا بسبب الانفصال بين نواة الفكر ومحيط التطبيق وعالم خارجي يتغير سيكون عنوان المرحلة القادمة على المجتمع الاردني .
وأكررها مرة أخرى ,فمن سيتهمني ويتهم المتفقين معي بأننا ليبراليون عشائريون أقول فل تكن كذلك ,ولمن يكرر كالببغاء أن هناك على العشيرة هجمة تشوية يُراد بها التقليل والاساءة واقتناص الفرص والاخطاء , أقول لتكن ثورة بيضاء وتحركا استباقيا وقائيا على أي هجمة تشوية قد تضر بعشائرنا وبمجتمعنا الذي نحبه ونعتز به ,ولنؤمن بفكرة التغير وبفكرة أن المدنية هي الزوجة الغريبة ولكنها الخيرة والتي على زوجها أن يكون القائد والقدوة والمفكر والملهم ,فما هي عشائرنا الا منارات لتطبيق عدل الاسلام ومنطقه السمح ولكن هي عثرات الزمان وقصص الماضي الكثيرة وصعوبة الحياة فعلت فعلها لتكون عشائرنا نوعا ما حادة التفكير متكابرة النظرة للغير ,ولنقولها بصوت عالي بأن عباءة العشيرة أُلبست لأفراد نافقو أنفسهم قبل أن ينافقوا العشيرة أو الدولة ,فأملي في نفسي وفي شبابنا ومجتمعنا الخير المتعلم على أن يفهم أين هو الصواب والمنطق وأنه علينا فهم أن اصحاب العباءات الرخيصة كُثر وأصحاب العباءات الغالية السامية في عنفوانها وأصالتها قلة قليلة ,فالعباءات الرخيصة تريدها عشائرية متسمرة الوجود لا التواجد وشتان بين المعنيين ,و المدنية الحقيقة هي التي تريد الاستقرار قبل فكرة الاستمرار وشتان بين المعنيين .