مَغبّات جمع مَغبّة

منذ زمن، توقفت الحكومات عن ممارسة تحذيرها الشهير للتجار من "مغبة التلاعب بالأسعار". وهي ربما اكتشفت أن التحذير لم يعد مجدياً، ومع ذلك يسجل لها أنها لم تتحول الى حالة نقيضة، أي لم تقم بطمأنة التجار الى عدم وجود "مغبة". لقد تركت الأمر مفتوحاً، بل محيراً في بعض الأحيان.
في القواميس، كلمة "مغبة" تعني "العاقبة"، ولكن نظراً لأنه لم يحصل أن كانت هناك عاقبة فعلاً، فإن كلمة "مغبة" اكتسبت مع الزمن معنى جديدا يستند فقط الى وقع الكلمة على الأسماع، وهو وقع ناتج فقط من اجتماع أحرفها، ذلك أن التحذير من "العاقبة" سيكون عادياً مقارنة بالتحذير من "مغبة"، ولعلكم تلاحظون أن المسؤول كان يستخدم كلمة "مغبة" حتى عندما يتحدث بالعامية.
يخشى أن سبب تخلي الحكومة عن تقليد التهديد بالمغبة، هو أنها فقدت السيطرة على كل أنواع "المغبات".
انتهت الفكرة ولا داعي للاستطالة فيها، ولكن بقي هناك متسع في حيز المقال:
يقال في بعض أصناف الجهال أن الواحد منهم "لا يعرف الغَثّ من السمين". والغث في اللغة معناه النحيف أي خلاف السمين وعكسه، والقول هنا يوحي بوضوح بأفضلية الغث على السمين.
هذا التفضيل ليس واقعياً دائماً، وخاصة في دنيا الجمال والرشاقة، فالموضة هذه الأيام للغث، فهو المفضل على السمين، وتتسلسل النساء جمالياً بشكل تنازلي من الغث باتجاه السمين، ويرى الواحد منا شابة حسناء "غث"، فيمط شفتيه قائلاً: ما شاء الله!
من هنا أحذركم من مغبة تفضيل السمين على الغث دوماً. ( العرب اليوم )