نرحب بالحماية والأصدقاء

يعتقد البعض أن الأردن دولة عظمى وأنه أقوى دولة في الشرق الأوسط ، ولذلك فإنه لا يحتاج للحماية والدعم الخارجي ، فهو قادر على صد العدوان والارهاب دون الاستعانة بأحد. هذا ما تقول به مجموعة من ذوي الرؤوس الساخنة ممن يسمون أنفسهم معارضة ، وهم في الواقع معارضون لمصلحة البلد وأمنه واستقراره.
سوريا أكبر وأقوى من الأردن ومع ذلك تحتاج للأصدقاء والحلفاء لحمايتها ، وفي المقدمة روسيا وإيران وحزب الله ، ومع ذلك لم تستطع حسم المعركة بعد 26 شهراً من الصراع. وتركيا طلبت الحماية من حلف الاطلسي الذي نصب على حدودها صواريخ باتريوت ، فلماذا يعتقد عاقل ان الأردن ليس بحاجة للحماية والحلفاء لدرء الأخطار إذا وقعت.
يعترضون على وجود 200 جندي أميركي ، ويعتبرون ذلك استباحه لأرض الوطن من قبل قوات أجنبية ، وكأن هذا العدد من الفنيين يستطيع احتلال سوريا وفرض وجوده على المنطقة ، فهل هناك سوء فهم أسوأ من هذا؟.
في هذه الظروف الحرجة والحبلى بالمخاطر من جميع الأشـكال والأنواع والمصادر ، يخطر ببال البعض أن يستفزوا إسرائيل ويبرروا عدوانها ويطالبوا بإلغاء المعاهدة مما يعتبر عودة لحالة الحرب. صحيح أننا كنا في حالة حرب باردة قبل المعاهدة ، ولكن كانت هناك هدنة مستقرة لم تعد موجودة اليوم.
أصحاب الرؤوس الساخنة والحناجر القوية نمور من ورق ، وسيكونون أول من يهرب أو ينزوي في بيته إذا وقعت الأخطار.
للأسف فإن بعض من يسمون أنفسهم نشطاء ، لمجرد أنهم يملكون ألسـنة طويلة ، ليسوا ضد الحكومة أو النظام فقط بل ضد الدولة أيضاً ، وليس سراً أن بعضهم يكره الأردن ويتمنى له الخراب. وعلى استعداد لطعنه في صدره وظهره ، سواء خلال المسيرات والاعتصامات أو على أثير المحطات الفضائية التي تقوم بأدوار مبرمجة تطبيقاً لعملية الفوضى الخلاقة.
وهناك جماعة منظمة تريد أن تفعل في الأردن كما فعلت في سوريا ، من أجل اشباع شهوتها إلى الحكم.
بالرغم من حسن النوايا ، فإن الربيع العربي والحراك الذي أنتجه دمرا عدة دول عربية آخرها سوريا ، فهل يريد هؤلاء للاردن نفس المصير؟.
هناك أخطار محدقة ، والأردن بحاجة للحماية الدولية ، سواء جاءت من أميركا أو الاتحاد الأوروبي أو الصين أو روسيا أو أية جهة لا تضمر لنا الشر. ويجب أن نطلب هذه الحماية ونرحب بها ، خاصة وأن الأردن ليس موضوعأً لمطامع استعمارية ، فليس لديه بترول أو ذهب بل عجز ومديونية ، الأردن مركز استراتيجي. والأردنيون لا يخافون من 200 جندي أميركي ، ولا يعتبرون وجودهـم احتلالاً أجنبياً ، اللهم إلا الفئة المسكونة بكراهية البلد ، والاستعداد للتضحية بحاضره ومستقبله وأمنه واستقراره ، وهي بالمناسبة ليست قليلة. ( الرأي )