مأزق أميركا في سوريا

تم نشره السبت 25 أيّار / مايو 2013 02:17 صباحاً
مأزق أميركا في سوريا
د. فهد الفانك

الذين يعتقدون أن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة سيكون نهاية الصراع واهمون ، فالأصح أن يكون مثل هذا التنحي ، إذا حصل ، بداية لصراع أكثر عنفاً بين الطوائف والمنظمات الإرهابية.

كانت أميركا قد قامت بتسليح المنظمات الجهادية في أفغانستان لمقارعة السوفييت ، فكانت النتيجة خروج السوفييت ، وقيام طالبان ، وتحويل أفغانستان إلى مركز انطلاق للقاعدة . وما زالت أميركا تدفع ثمن تسليح تلك العصابات المسلحة.

الرئيس الأميركي باراك أوباما ورط نفسه بإعلان الخطوط الحمراء التي تزعم أطراف عديدة أن النظام السـوري اجتازها عندما استعمل السلاح الكيماوي ، كما تدّعي مصادر إسرائيلية لها مصلحة في جر أميركا إلى الحرب الأهلية السورية.

خروج الإدارة الأميركية من المأزق يكون بتكرار شعار إن كل الخيارات مفتوحة ، ولكن يبدو واضحأً أن أفضل خيار من وجهـة نظر أميركية هو عدم التدخل العسكري ، اكتفاء بالنشاطات الإعلامية والاستخبارية سواء كانت مباشرة أو بالوكالة.

لا يريد أحد في الإدارة الأميركية أن يعترف بأن مجاهدي القاعدة وجبهة النصرة يثيرون المخاوف في أميركا أكثر من النظام السوري الذي لم يمس مصالح أميركا في المنطقة ، ولم يهدد أمن إسرائيل كدولة احتلال لأراض سورية ، بل شارك القوات الأميركية في الحرب على العراق مقدماً لها الغطاء العربي الذي كانت بحاجته.

الخيارات الأميركية المفتوحة مجرد لغو ، فهي إقرار بديهية ، السؤال هو ما إذا كانت أميركا تملك خيارات جيدة أم يراد لها أن تختار بين الخيار السيء والأسوأ.

الانتحار السياسي ليس خياراً ، وأخذ موقف يخدم القاعدة والنصرة ليس خياراً ، وتقديم سلاح نوعي لفصائل منتقاة لن يحول دون وصولها للآخرين.

مصالح أميركا في المنطقة ليست مهددة ، ومصالح أميركا في سوريا تكاد تكون معدومة ، وإسرائيل ليست في حالة خطر ، لأن الدولة السورية لن تقوم لها قائمة لسنوات عديدة قادمة.

يقال أن سبعين ألفاً من المدنيين السوريين فقـدوا حياتهم في هذا الصراع الدموي ، وتحاول وسائل الإعلام العالمية أن توحي صراحة أو ضمنأً بأن النظام السوري هو الذي قتلهم ، وأنه يعمل على محاربة شعبه. وقد جاء الوقت لتبويب هذا الرقم من الضحايا بتبيان حصة النظام وحصة الإرهاب ، فماذا عن ضحايا السيارات المفخخة في شوارع دمشق وحلب.

لم يعد الشعب السوري طرفاً في الصراع الجاري ، فهو لا يملك ترف الانضمام إلى هذا الطرف أو ذاك ، ما يهمه الآن هو الأمن الشخصي والبقاء. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات