تمديد اجتماع المعارضة السورية بإسطنبول
قال معارضون سوريون إن اجتماعات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ستتواصل في إسطنبول بتركيا اليوم الأحد -بعد أن كان مقررا انتهاؤها أمس- للوصول إلى قرار حول المشاركة في المؤتمر الدولي بشأن سوريا (جنيف 2) المزمع عقده الشهر القادم، وفي الأثناء جددت المملكة العربية السعودية رفضها لأي دور للرئيس بشار الأسد في سوريا المستقبل.
وتتواصل اجتماعات الجمعية العامة للائتلاف لليوم الثالث على التوالي، حيث لم يتوصل المجتمعون بعد إلى قرار نهائي بخصوص توسيع الائتلاف، إضافة إلى تحديد موقف واضح من المشاركة في مؤتمر جنيف 2. كما يتضمن جدول الأعمال انتخاب رئيس جديد للائتلاف خلفا لـأحمد معاذ الخطيب المستقيل.
وقال مشاركون في الاجتماع -الذي بدأ الخميس- لوكالة الصحافة الفرنسية إن المجتمعين لا يزالون يبحثون في مسألة توسيع الائتلاف الذي طلبته دول أجنبية، وإن هذا الطلب يثير انقساما واسعا بين أعضاء الائتلاف ويعرقل الانتقال إلى مواضيع أخرى مدرجة على جدول الأعمال.
ويفترض أن تناقش اجتماعات إسطنبول مسألة المشاركة في المؤتمر الدولي المقترح من موسكو وواشنطن لإيجاد حل سياسي للنزاع، والذي اصطلح على تسميته بجنيف 2، وذلك بعد أن أعلنت روسيا الجمعة أن النظام السوري موافق "مبدئيا" على المشاركة في المؤتمر.
وبعد إعلان موسكو، أبدى الائتلاف شكوكا تجاه موافقة النظام على المشاركة بالمؤتمر. وانتقد المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي طريقة الإعلان عن مشاركة دمشق في المؤتمر والتي جاءت على لسان مسؤول روسي.
وقال مدير المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري خالد الصالح للجزيرة إن الائتلاف سيسعى للحصول على إيضاحات بخصوص مكانة الرئيس الأسد في سوريا المستقبل، قبل المشاركة في جنيف 2.
ويذكر أن مؤتمر جنيف 1 الذي عقد في يونيو/حزيران العام الماضي قد دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا بصلاحيات كاملة، والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، لكن لم يطبق هذا الاتفاق بسبب خلافات حول دور الأسد في الحكومة الجديدة، وعدم اتخاذ أي طرف قرارا بإلقاء السلاح.
وفي الأثناء جددت المملكة العربية السعودية السبت رفضها لأي دور للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية التي يفترض أن تتبلور معالمها في مؤتمر جنيف 2. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إنه لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا.
وأضاف الفيصل، في مؤتمر صحفي مع نظيره الهندي سلمان خورشيد في جدة، إن بلاده -التي تعتبر من أبرز أعضاء ما يعرف بـ"أصدقاء سوريا"- تؤيد إرادة الشعب السوري في ألا يكون لمن تلطخت أيديهم بالدماء دور في مستقبل البلاد.
وأعرب الوزير السعودي عن أمله في أن يحقق مؤتمر جنيف 2 الوقف الفوري لإطلاق النار، ويستجيب لتطلعات الشعب السوري في انتقال سلمي للسلطة.
وأكد الفيصل أن بلاده تدعم المعارضة، وترى أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هو الممثل الشرعي للشعب السوري، ودعا لمنح الحكومة الانتقالية صلاحيات واسعة، تمكنها من إدارة البلاد واستعادة الاستقرار.
ونقلت رويترز عن مصادر دبلوماسية وأعضاء في الائتلاف المعارض أن السعودية تود وضع رحيل الأسد على رأس جدول أعمال المؤتمر الدولي. بينما أكدت ذات المصادر أن روسيا تريد أن يركز المؤتمر على وقف إطلاق النار فقط.
على الصعيد الدولي، يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيريه الروسي سيرغي لافروف والفرنسي لوران فابيوس في باريس الاثنين المقبل لبحث ترتيبات عقد المؤتمر الدولي بشأن سوريا.
وفي سياق مواز، حذر السيناتور الجمهوري الأميركي جون ماكين الرئيس الأسد من أنه لن ينجو إذا ما فشل مؤتمر جنيف 2، وأبدى تشاؤمه حيال فرص نجاح ذلك المؤتمر.
ونقل مراسل الجزيرة نت في الأردن محمد النجار عن ماكين قوله -على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت- إن الأسد لن يأتي للتفاوض بجدية إذا ما شعر أنه يمكنه البقاء على قيد الحياة إذا فشل المؤتمر.
وطالب ماكين الإدارة الأميركية بتسليح المعارضة السورية، والعمل على إنشاء منطقة للحظر الجوي فوق سوريا، وشل قدرات سلاح الجو السوري في حال فشل مؤتمر جنيف 2 في تنحية الأسد عن السلطة.
( وكالات )