ناديا : فتاة عشرينية في الزرقاء وزنها 350 كيلو غراما
المدينة نيوز - : تكتم كثير من المنازل بين جدرانها أسرارا لم يفصح عنها ، على الرغم من قسوتها وفظاعتها ليتجلى المثل القائل «البيوت اسرار » ،
فعائلة أبو أحمد التي تقطن منطقة عوجان الشعبية بمحافظة الزرقاء المتميزة بكثافتها السكانية العالية إحدى العوائل التي لا يعلم عن حالها الا القليل من الناس ليحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف.
الان وبعد ان بلغت بهم المعاناة اقصى درجاتها قررت عائلة ابو احمد مكاشفة «الدستور» وإطلاعها على احوال هذه الاسرة التي تعيش في بيت صغير جدا ومتهاو ، تحاصره الرطوبة من كل ناحية ، فالمرض العضال النادر والفقر المدقع يعشش بين أفراد الاسرة البالغ عددهم سبعة افراد ، حيث ان جميعهم دون استثناء في خطر محدق ولاسيما الابنة الكبرى يأبى جسدها أن يتوقف عند حجم معين فهو في انتفاخ مستمر .
تتنهد ناديه عفانة (26 عاما) وتحكي جزءا يسيرا من معاناتها الطويلة ورحلاتها العلاجية في أروقة مستشفيات الأمير فيصل و الجامعة الأردنية والأشرفية والمدينة الطبية ، إضافة إلى مراكز خاصة باحثة عن علاج غدا كسراب لمرضها الذي بدأ معها منذ نعومة أظفارها ويتمثل في وزن زائد يزداد تباعا دون توقف كلما تقدمت في العمر.
في عام 2002م كانت نقطة تحول سلبية بالنسبة لنادية ولوضعها الصحي فقد انفجر وزنها بشكل كبير عقب ما وصفته بخطأ طبي من قبل احد الاطباء « على حد قولها « ، وتبين نادية التي حصلت «الدستور» على نسخة كاملة من ملفها الطبي أن الخطأ الطبي الذي ارتكب في حقها يكمن في إصرار الطبيب على إجراء عملية ربط معدة لها، رغم أن عمرها لا يسمح لها بإجراء مثل العمليات تلك ، فبدل من أن ينخفض وزنها تضاعف كثيرا لتتضاعف التحديات والويلات عليها وعلى ذويها الذين يشاركونها الألم والحسرة والمصاب بعد ان أصبح وزن نادية 350 كيلوغراما، حتى باتت غير قادرة على الوقوف على قدميها او حتى مغادرة غرفتها منذ ست سنوات ، وبطبيعة الحال اصيبت بتقرحات وفطريات شديدة والتهابات جلدية خطيرة ، إضافة إلى ما أصابها من هبوط في القلب وهشاشة في العظام وتلف في الأعصاب وترسبات في الكلية وضيق شديد في التنفس يجبرها كل يوم على النوم وهي جالسة إذ أن الاختناق مصير محتم يواجهها إذا ما لامس ظهرها السرير.
المفارقة الغريبة أن وزارة التنمية الاجتماعية رفضت صرف راتب للعائلة تلك بحجة أنهم ليسوا بحاجة له على الرغم من الفقر المدقع والأمراض التي تكالبت على جسد نادية التي بدأت أعراض مرضها تظهر على ثلاث من شقيقاتها المصابات أصلا بجلطات وانعكاس في جميع أعضاء أجسامهم الداخلية، ولاسيما القلب والرئتين والكلية وضعف شديد في السمع، الأمر الذي أثر على نفسية رب الأسرة أبو أحمد (60 عاما) الذي راح يصارع مرضا نفسيا متأزما أفقده عمله وخاصة بعد ان اصيبت زوجته ايضا بكسر في قفصها الصدري ، وكذلك مرض ابنه الوحيد أحمد ( 18 عاما ) المصاب بالتصاق في الحبال الصوتية .
وزارة التنمية الاجتماعية ضاقت بناديه وأسرتها تماما كسريرها الصغير الذي ضاق بحجمها المهول ، فغياب راتب التنمية الاجتماعية وقلة ذات اليد حرم نايه من شراء سرير جديد أكبر حجما من سريرها القابعة عليه منذ 6 أعوام والذي بات صغيرا على جسدها الذي ينتفخ تباعا.
السبب ذاته حرم ناديه من تغيير»فرشتها» الطبية الخاصة بها إذ يستدعي وزنها الضخم تغيير «الفرشة» تلك التي يتجاوز ثمنها 300 دينار مرة واحدة كل 6 أشهر بسبب تلف خصائصها الطبية نتيجة الوزن الزائد.
كل هذه الأمراض اجتمعت في بيت نخره الفقر اصلا , الا ان ثقتهم بالله عز وجل والرضا بقضائه وتقبل قدره بكل صبر هي كل ما يملكون , واستمطار الفرج الذي يجزمون أنه قريب جدا. وتناشد عائلة أبو أحمد عبر وعقب عشرات السنوات من تحمل المرض المزمن والفقر المدقع وقلة ذات اليد وكتمان المصاب والصبر على المصيبة الجهات المسؤولة واصحاب الخير لتعود البسمة الى وجهوه عائلة حاصرها مرض عضال وفقر قاس.