استعادة هيبة الدولة

تم نشره الأحد 02nd حزيران / يونيو 2013 04:00 صباحاً
استعادة هيبة الدولة
د. فهد الفانك

الدعوات المتواصلة لتأكيد واستعادة هيبة الدولة عن طريق تطبيق القوانين وعـدم التساهل مع المخالفات والتجاوزات هذه الدعوات أعطت ثمارها أخيراً ، بعد أن اقتنعت السلطة أن الرأي العام معها في فرض حكم القانون وحماية حقوق الناس ، فلا نمو اقتصاديا ولا ديمقراطية سياسية في غياب الاستقرار والأمن والنظام.

الضوء الأخضر أعطي للأمن العام وقوات الدرك لتمارس واجباتها بمنتهى الحزم وعلى قدم المساواة ، وقد بدأت التحرك فعلاً ، وتم خلال أسبوع ضبط مئات السيارات المسروقة ، وتوقيف أكثر من ألف من الزعـران والأشقياء المطلوبين ، الذين ظنوا أن الدولة ضعيفة ، وعاجزة عن وضعهم وراء القضبان حماية للمجتمع من شرورهم.

فرض هيبة الدولة لا يقتصر على سارقي السيارات والكهرباء والماء ، بل يجب أن يتجاوز ذلك إلى كل ما له علاقة بحماية المصلحة العامة ، فما معنى الاعتصامات التي يقوم بها موظفو الدولة لتعطيل المدارس أو المستشفيات أو الصيدليات أو المحاكم أو غيرها من المصالح العامة ، وبأي حق يعتدي البعض على المجتمع فيجد من يصفق له. وبأي حق يقوم البعض بقطع الطرق دون أن يتوقع استعمال القوة ضده.

هيبة الدولة ليست مسؤولية الأمن والدرك فقط ، بل تصل إلى السلطة القضائية فما معنى سكوت المدعين العامين عن المخالفات التي ترتكب علناً وتعطل مصالح الناس ، ولماذا لا يقدم المخالفون إلى العدالة حتى لو كانوا من موظفي الدولة.

هيبة الدولة تضع حدأً للابتزاز ، وتمنع التعامل مع الناس كرهائن ، أو التهديد بأسوأ الأضرار إذا لم يستجب لمطالبهم غير المحقة ، التي يمكن اعتبارها أحد أساليب الفساد العلني من حيث الاستيلاء على المال العام دون وجه حق.

يتميز الأردن بأنه بلد الأمن والاستقرار والقانون ، فماذا يبقى له إذا فقد هذه المزايا؟ ليس في الأردن بترول أو موارد طبيعية هائلة ولكن لديه الامن والحرية.

بعد أن بلغ السيل الزبى ، تحركت الحكومة وأجهزتها أخيراً لإثبات موجوديتها والقيام بدورها في خدمة المجتمع وتوفير الأمن والأمان والاستقرار بقوة القانون ، فالديقمراطية لها عضلات وأسنان وليست ميوعة ورخاوة وترك الحبل على الغارب .

الحملة الحالية لاسترداد كرامة المواطنين وهيبة الدولة وسلطة القانون لا يجوز أن تكون مجرد فزعة مؤقتة تعود بعدها الامور إلى ما كانت عليه ، فنحن أمام نقطة تحول ومرحلة جديدة تستحق تعاون المواطن ودعمه. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات