عادات اجتماعية في مناسبات العزاء مكلفة ماديا وتسبب الحرج

تم نشره الأحد 02nd حزيران / يونيو 2013 12:55 مساءً
عادات اجتماعية في مناسبات العزاء مكلفة ماديا وتسبب الحرج
تعبيرية

المدينة نيوز– رغم فاجعته وحزنه على وفاة اخيه , وظروفه المادية الصعبة الا انه اضطر الى استدانة مبلغ من المال من أجل إقامة ترتيبات باذخة للعزاء مجاراة لمن قام بمثل ذلك من الاقارب والاصدقاء .

وما قام به محمد هو حال لكثير من الناس الذين يعانون جراء الضغوطات الاجتماعية حيث وجدت شرائح اجتماعية نفسها تحت وطأتها حتى في أصعب الظروف التي تمر بها .

يقول الشيخ حامد النوايسة من لواء المزار الجنوبي ان هناك الكثير من الاعراف الدخيلة على ثقافتنا والتي اوصلت الامر بذوي المتوفى الى مثل هذه الممارسات السلبية رغم ما يفجعون به من فقدان عزيز عليهم اضافة الى التقاليد الاجتماعية والتشبه باصحاب القدرة المالية , ما يزيد الامر ارباكا , الى جانب تحول العزاء الى مناظرات واحاديث لا تراعي مشاعر اهل الفقيد واحترامها.

ويشير النوايسة الى ان احد اصدقائه استدان مبلغا كبيرا لإحضار افخم انواع "الخيم الهندية وكراسي الكروم والسجاد " وقدم افخر انواع التمور والطعام وغيرها اثناء فترة العزاء الذي ما لبث ان انتهى وجاء صاحب المال لاسترجاع ماله الذي لم يستطع صديقه تسديده .

الاستشاري الاجتماعي الدكتور فيصل الغرايبة يقول انه وفي السنوات العشر الاخيرة اصبحت هنالك ظواهر اجتماعية سلبية ودخيلة على مجتمعنا تتمثل باتباع مراسم واجراءات وترتيبات باهظة التكاليف ماديا ومعنويا واصبحت مرهقة فكريا على ذوي المتوفى والذين زادت فجيعتهم بهذه الضغوط والتقاليد الاجتماعية التي يجب ان نتحرر منها .

ويضيف ان السبب هو ثقافة العيب والمباهاة والرغبة والميل الى المجاراة والشعور بأن الاقلال من هذه الترتيبات يشكل عيبا وانتقادا من قبل الآخرين, الأمر الذي يجبرهم على استدانة المال احيانا وتحميل انفسهم فوق طاقتها لأجل ان تظهر مواكب العزاء وصالوناته بمظهر باذخ ومسرف .

ويشير الى ان هناك ممن هم مقتدرون ماديا ويستطيعون تقديم كل ما هو باهظ الثمن إلا ان ذلك قد يسبب الحرج لآخرين كثر في مجتمعنا فيسبب ذلك النقمة والشعور بالفرقة وايضا إحداث الفجوة بين الناس .

ويبين الدكتور الغرايبة ان المطلوب الآن الجرأة في الاقلاع عن مثل هذه الترتيبات , وايضا عدم إقامة الولائم ومآدب الطعام عالية الثمن والتباهي بها سواء من قبل ذوي المتوفى او من قبل الآخرين الذين يريدون ان يظهروا ذوي المتوفى بالمظهر الافضل بين الآخرين .

وينوه بان ذلك يؤدي الى الاضرار بالوئام الاجتماعي الذي يظهر تمايزا بين العائلات والطبقات , وعلى المدى البعيد يزرع النقمة والتفرقة بين ابناء المجتمع الواحد .

ويطالب بالعودة الى البساطة والسهولة والتلقائية والابتعاد عن المظهرية والاسراف في موضوعات تتطلب منا الرصانة والعقلانية والموضوعية , وألا ننتظر الاسراف والولائم وبالتالي زيادة الضغوط الاجتماعية هذه والتي ترهق ممن لا حيلة لهم , مشيرا الى الحاجة لصياغة مدونة سلوك تجتمع عليها كل عشيرة وكل حي في جميع المحافظات لنبذ هذه المظاهر الاجتماعية .

ومن محافظة اربد يقول الشيخ كامل العمري ان قيام ذوي المتوفى بتقديم الطعام لجموع المعزين مخالف للعادات الطيبة التي حددها ديننا الاسلامي الحنيف حيث روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما نعى جعفر بن ابي طالب قال : اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم أمر شغلهم .

وحاليا كما يضيف ظهرت عادات اجتماعية مرهقة ماديا وتسبب ضغوطات تجبر اهل المتوفى المفجوعين بوفاة فقيدهم بالانشغال في اعداد وتقديم الطعام لجموع المعزين .

ويذكر ان احضار الطعام لبيت العزاء مرهق ماليا لوجود جمع كبير من الناس , ومن هنا يجب إكرام ذوي المتوفى بأخذهم الى مكان يشعرون فيه بالراحة ويتناولون الطعام بعيدا عن عيون الناس وما يسود احيانا من انتقادات الامر الذي يكون مريحا لكلا الطرفين .

ويطالب العمري بان يكون استقبال المعزين بعدد محدود حيث يلاحظ في العديد من الحالات وجود عدد كبير من المستقبلين والذين هم خارج نطاق ذوي المتوفى ,اذ اصبح الامر يتجه نحو المظهرية .

ويشير الى انه تم إبرام معاهدات في العديد من المناطق لتحديد الترتيبات الخاصة بحالات الوفاة وحتى ايضا بحالات الزواج إلا انه لم يتم الالتزام بها .

الشيخ ضيف الله القلاب من محافظة الزرقاء يقول ان الامر اصبح مقلقا جدا ويجب اختصار تقديم الطعام على ذوي المتوفى فقط , وعدم إحضاره لمكان استقبال المعزين , داعيا الى عدم انتظار المعزين للطعام " لأن ذلك يسبب الحرج والتكاليف لمن يهم بإكرام ذوي المتوفى الذي يطبق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويجب الشعور معه".

ويدعو المعنيين الى إبرام معاهدات في جميع المناطق , وتوقيع مواثيق بين الناس من اجل معالجة هذه المظاهر المقلقة والمؤرقة للناس جميعا .

الشيخ عطاالله سعيدات من وادي موسى يقول ان اسعار الذبائح وإقامة الولائم اصبح مرهقا ماليا ويجب علينا أن نشعر مع بعضنا ونتعاون جميعا مع مَن يُقدمْ على إكرام ذوي المتوفى والتخفيف عليه وعدم حضور الوليمة التي يقدمها .

ويرى سعيدات بأن يكون هنالك وليمة واحدة فقط اثناء فترة العزاء لأن ذوي المتوفى قد لا تكون لديهم القدرة على تقديم الولائم خاصة التي تكون عادة في اليوم الاخير من فترة العزاء , وهنا علينا بأن لا نضغط ونحمل الناس فوق طاقتهم , وعدم الدفع نحو الاسراف والبذخ في ترتيبات استقبال المعزين وتحويلها الى مظاهر احتفالية .

ومن القطرانة قال الشيخ علي الحجايا :"يؤسفني ان العزاء هذه الايام وبسبب عادات غريبة فقد الشعور بالحزن والترحم على المتوفى وذكره بالدعاء , وأنه تحول الى عبارة عن اجتماع عام يتبادل فيه الناس القصص والاحاديث الجانبية .

ويشدد ديننا الاسلامي الحنيف على عدم التباهي وعدم الإكثار من مظاهر الترف في العزاء كإقامة الولائم والصيوانات الفاخرة وغيرها مما ينفق أثناء العزاء , لأن ذلك لا يتناسب وحال الموت , كما انه يجوز عمل طعام لإكرام أهل المتوفى من الناس لكن لا يكون فيه إسراف وتبذير ,ولكي يكون عملنا مقبولاً عند الله لا بد من صدق النية لإرضائه سبحانه وتعالى .

 ( بترا )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات