حول تقرير ديوان المحاسبة

تم نشره الثلاثاء 04 حزيران / يونيو 2013 04:46 صباحاً
حول تقرير ديوان المحاسبة
د. فهد الفانك

نشرت الصحف صورتين لرئيس ديوان المحاسبة وهو يسلم تقرير الديوان عن سنة 2012 إلى كل من رئيس مجلس الأعيان ورئيس مجلس النواب.

يبدو من الصورة أن التقرير ضخم جداً ولا يقل عن ألف صفحة، وأن وزنه عدة كيلو غرامات، وبالتالي من غير المحتمل لأي عين أو نائب أن يحاول قراءته.

يغطي التقرير سنة مضت وانقضت، وذهبت الحكومة أو الحكومات التي كانت مسؤولة خلالها، ولو كان في التقرير قضايا تبرر التحقيق القضائي لكان رئيس الديوان قد أحال تلك القضايا إلى المدعي العام في حينه، أي أن ما في التقرير إشارة إلى أخطاء ارتكبها المحاسبون أو آراء واقتراحات من شأنها توفير المال وتحسين الضبط الداخلي

والواقع أن رؤساء الديوان المتعاقبين كانوا يؤكدون سنوياً أن أعمال الديوان وفرت كذا مليون دينار، مع أن معظم هذه التوفيرات يعود لإلغاء برامج أو مشاريع أو تأجيلها. وهم في ذلك يظلمون أنفسهم ويظلمون أعمال المراقبة التي يقوم بها الديوان تحت إشرافهم، لأن وجود الديوان بحد ذاته يحول دون هدر المال وأعمال الفساد والاختلاس، ولكن هذا الجزء الهام من الوفر لا يمكن حصره في مبلغ يذكر في تصريح، ولكنه بالتأكيد أكبر بكثير من المبالغ التي يقال أن الديوان وفرها.

في هذا المجال يمكن تشبيه أعمال الديوان الرقابية بوجود جيش قوي، قد تمر السنة أو سنوات دون أن يقوم بعمليات عسكرية تدل على أنه حمى أمن البلد واستقلاله كذا مرة، فانجازات الجيش القوي لا تقاس بعدد المرات التي صد فيها عدوانأً، بل في حقيقة عدم حصول الاعتداءات الخارجية لأن البلد يملك قوة الردع وليس غنيمة للطامعين.

يحسن ديوان المحاسبة صنعأً إذا كان أكثر انتقائية، وأرسل تقارير متعددة عن نتائج التدقيق إلى مجلسي النواب والأعيان في اوقاتها، دون الانتظار عدة أشهر بعد انتهاء السنة، فالتقارير الفرعية يمكن معالجتها في حينها، بتحويلها إلى إحدى لجان المجلسين التي يخصها موضوع التقرير.

يبقى أن بعض القضايا التي يمكن أن يكتشفها ويصححها مدققو الديوان يمكن أن تكون نتيجة اخطاء جرى تصحيحها في حينه ولا داعـي لتوثيقها في التقرير، أو اجتهادات للمسؤول الإداري صاحب القرار لأن المدقق ليس صاحب قرار في موضوع البحث، بل يعمل للتأكد من عدم مخالفة القوانين والأنظمة.

ما يستحق التضمين في القرار هو القضايا الكبيرة التي يقع حولها خلاف مع السلطة التنفيذية ويريد الديوان أن يبت المجلس بها. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات