كل البدائل مطلوبة

تم نشره الجمعة 07 حزيران / يونيو 2013 01:28 صباحاً
كل البدائل مطلوبة
د. فهد الفانك

نقل أحد الصحفيين على لسان النائب محمد السعودي أن اللجنة المالية في مجلس النواب ضد رفع اسعار الكهرباء، ثم استدرك بأن رفع التعرفة ضروري انصياعاً لأوامر صندوق النقد الدولي.

الجزء الأول من هذا التصريح يدخل في باب النفاق السياسي للشارع والمحافظة على شعبية اللجنة المالية وأعضائها، والجزء الثاني يعطي المبرر العملي للرفع ويستعمل أوامر صندوق النقد الدولي كمبرر للحكومة.

صندوق النقد الدولي لا يملك صلاحية إصدار أوامر لدولة مستقلة ذات سيادة، ولكن على من يرغب في مساعدة الصندوق أن يلتزم بشروطه، وهي على كل حال شروط مطلوبة لصالح الاقتصاد الأردني وليس لصالح صندوق النقد الدولي.

تعرف اللجنة المالية أنها عندما تعارض توجه الحكومة لزيادة أسعار الكهرباء فإنها، بصورة غير مباشرة، تدعو الحكومة للتورط في المزيد من المديونية لدرجة تعصف بأمن البلد الاقتصادي واستقراره، فهذا هو الوجه الآخر لهذه المعارضة.

انصافاً للجنة المالية، نذكر أن لديها بدائل مقترحة، ولكنها في الواقع ليست بدائل بل تحسينات مطلوبة لذاتها ويجب الأخـذ بها بصرف النظر عن موضوع الكهرباء، مثل تحصيل الاموال الأميرية.

تحصيل الاموال الأميرية واجب بصرف النظر عـن موضوع الكهرباء، ولا بد أن هناك عقبات تواجه هذا التحصيل، ومع ذلك فإن تحصيل تلك الأموال أو جانب منها يخفض عجز الموازنة، أي أنه مطلوب لذاته وليس لمجرد تأجيل القرار.

أما مشاريع الطاقة البديلة فتسير على قدم وساق، وتتمتع بكل الحوافز، وقد لا تؤدي إلى تخفيض الكلفة، لأن الحكومة ستشتري الكهرباء المولدة بهذه الطريقة بأسعار مجزية لجعل العملية مجدية، ومن يدري فربما كان منتجو الكهرباء من الشمس ( بعد عمر طويل ) بحاجة للدعم. ويبقى أن دعم الإنتاج أحق من دعم الاستهلاك.

أما البديل الثالث فيتعلق بزيادة الضرائب عن طريق المبالغة في التصاعد لدرجة تهرب المستثمرين، وتحسين النظام الضريبي وهو شعار ليس وراءه خطة محددة، والحد من التهرب الضريبي، وهو هدف مكرر كان دائماً على الطاولة.

كل هذه الإجراءات الضريبية حق، ويجب الأخذ بها لخفض عجز الموازنة، وتقليل المديونية، وليس لتمويل استهلاك الكهرباء.

تدرك اللجنة المالية أن عدم رفع سعر الكهرباء يعني زيادة عجز شركة الكهرباء، وزيادة عجز الموازنة العامة، وارتفاع المديونية، وإلغاء قرض صندوق النقد الدولي، وإلغاء الكفالة الأميركية التي تؤمن الاقتراض بشروط أفضل، وتوقف معظم المنح والمساعدات الخارجية. كل ما هنالك أن المجلس يريد أن تتحمل الحكومة وحدها مسؤولية القرار أمام الشارع وهذا حقه. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات