أبو عيد..أول ممثل لقصار القامة في الأردن ..طموحه أن يصبح لاعب كرة سلة !
المدينة نيوز- أتقن حمزة أبو عيد نقل بعض ما رسم من لوحات في مخيلته إلى واقع، متحديا قصر قامته، مستبدلا إياها بـ"عملقة التحدي" الذي صنع في داخله العزيمة والإصرار على أن يخلق من إعاقته تميزا وإبداعا يسير على الأرض.
يكمن تميز ابو عيد - 27عاما - في شعبيته اللافتة بين أترابه وزملائه في العمل.. فروحه المرحة.. وابتسامته الدائمة.. وعشقه لمساعدة الآخرين وإدخال السرور على قلوبهم أهلته ليختاره المجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة، أول ممثل رسمي لقصار القامة في الأردن والمتحدث باسمهم منذ سنتين.
يقول ابو عيد .. "إجمالي عدد قصار القامة في الأردن يبلغ 800 شخصاً على وجه التقريب، لافتا إلى أن المسجلين منهم رسميا في وزارة التنمية الاجتماعية لم يتجاوز عدد الذكور منهم 280 فردا، في حين بلغ عدد الإناث منهم 85 فتاة".
يعمل ابو عيد حاليا محاسبا في دائرة قاضي القضاة في العاصمة عمان بعد أن أنهى دراسته من جامعة الزيتونة في العام 2007، حاصلا على لقب "أقصر طالب جامعي في الأردن".
هناك عداء أزلي بين "حمزة" والفشل، قائلا: "أكره أن أخوض تجربة وتبوء بالفشل، لذا أحاول على الدوام دراسة قراراتي مليا قبل الانتقال بها إلى حيز التنفيذ لأتجنب قدر استطاعتي الإخفاق في أي خطوة أخطوها". لذا فإن أبا عيد يعتبر الزواج مشروعا مصيريا يجب أن لا يتسرع في الإقدام عليه، حتى وإن كانت حاجته للارتباط أمرا ملحا.. متعجبا ممن يظن أن على ذوي الإعاقة عدم الاقتران إلا بنظرائهم من المعاقين، ويعد ذلك من الظلم الذي يتعرض له الأشخاص من هذه الفئة خاصا بالذكر من هم أسوياء صحيا ونفسيا".
لم ينكر "حمزة" أن ملاحقة الناس له بنظراتهم التي كانت تحمل معاني الشفقة أو التعجب، كانت تتسبب بإزعاجه، إلا أنه استطاع تجاوز تلك الأزمة من خلال إيحاءاته الإيجابية التي تعود إرسالها لنفسه لتمده بالثقة التي يفتقدها الكثير من الأصحاء، معترفا أنه كثيرا ما عانى من صعوده للحافلات متعرضا للسقوط منها. ولم تكن البلدان العربية التي سافر إليها "حمزة" كمصر والسعودية ولبنان وسوريا بأفضل حالاً من الأردن، من حيث نظرتها القاصرة للأشخاص ذوي الإعاقة، مطالبا المجتمعات العربية بتغيير ثقافتها السلبية تجاه تلك الفئة.
ويحمل ابو عيد على عاتقه المطالبة بحقوق قصار القامة في عمان، من حيث تأمينهم بوظائف تعينهم للاعتماد على ذواتهم، وتحسين ثقافة المجتمع لتعاملهم بشكل يليق بإنسانيتهم الشفافة، وتسهيل أمور التحاقهم بالجامعات، والعمل على التسهيلات البيئية في الطرقات والحافلات والمباني ليتمكنوا من ممارسة حياتهم دون إعاقات. ممازحا يقول أبو عيد إن من أحد طموحاته التي يوقن باستحالية تحقيقها أن يكون لاعبا ماهرا في كرة السلة، أو أن يكون طيارا ليعتلي بهامته القصيرة هامات كل من يحاول التقزيم من قدراته، مثبتا لهم أنه اختار "صعود الجبال على أن يعيش بين الحفر".