الفستان الأحمر!!

تم نشره السبت 08 حزيران / يونيو 2013 07:20 صباحاً
الفستان الأحمر!!
رياض خلف النوافعه

الكل يعلم أن اللون الأحمر يتميز بالجاذبية الغير العادية، وربما يكون الرداء المحبّب لبعض النساء في المناسبات الاجتماعية المتعددة، وهذا مختلف كلياً عن ذوق الرجال والذين يتحسسون من براقة اللون الطاغية، لذلك يفضّلون الألوان الهادئة نظراً لطبيعة الرجال، وخشونتهم في التعامل مع الكثير من العوائق والتي لا تحتاج للنعومة، والدبلوماسية الناعمة، بل تحتاج لشيء من الخشونة في إدارة الأمور، ولذلك تلجأ العديد من سيدات هذا الزمان المتغيّر، إلى ملاحقة مصمميّ الأزياء أينما يرتحلون للحصول على رداء نادر الوجود وربما يزلزل القلوب. ويعصف الأذهان من الوجود.

لذلك اختارت مفجّرة الحراك في ميدان تقسيم في تركيا تلك الفتاة الجميلة التي ظهرت على المواقع الالكترونية الرداء الأحمر المثير، لتقابل وابل خراطيم المياه الساخنة من قبل الدرك التركي، وشرطة المدينة، والذي من خلالها انبهروا من شدة عصامية تلك الفتاة التي لم تتزحزح من المكان، وبقي، فستانها الساحر سترة واقية من الغازات الخانقة، بينما تسارع العديد من الشبان المتظاهرين هرباً من شدة القوة المفرطة بحقهم.

ما شاهدناه في ميدان تقسيم بالدولة الصديقة تركيا يوحي بأننا أمام ثورة نرجسية ناعمة، وكأننا نصور مسلسل غرامي بين محب، ومحبوبة على غرار قصص العشق القديمة، كجميل وبثنية، وعنترة وعبلة، وأخيراً روميو وجوليت، وغيرها من قصص العشّاق، فتبادل المعتصمين شتى أنواع الوسائل الغرامية كتبادل القبل الساخنة، والتمتع بعطر الورود، والأحاديث الجانبية المليئة بالأشجان، وهوى الشباب الصغار المعطّر بالرّقي والتحضّر.

في الأردن أيضا مارسنا رومانسية خاصة فينا ووفق عاداتنا وتقاليدنا ولم تخرج عن المألوف، فتبادل المعتصمين والدرك الأردني الورود الحمراء كنوع من الودّ، والمحبة، بل بادر دركنا الأردني بتوزيع كاسات الماء، وعلب البيبسي في أجواء حارة أدرك من خلالها الأمن أن حناجر معتصمينا بحاجة ماسة للمرطبات لمقاومة الجفاف من شدة هول الشعارات الصاخبة، ومن هناك أطلق الأمنيون على انتشارهم بين المعتصمين وطريقة التعامل معهم بالأمن الناعم.

إذن اختار حزب الشعب التركي المعارض ثورة ناعمة ضد بناء المسجد في ميدان تقسيم، ففسح المجال أمام شبّانه وشاباته في اختيار ما يرونه مناسباً، في احتجاجاتهم، بدون وضع ضوابط وقواعد سلوك عامة تضبط حراكهم، أمّا في الأردن اختارت أحزاب المعارضة مدونات سلوك عامة تضبط أي خلل في حراكهم ولا سيّما في الاعتداء على الممتلكات أو تعطيل حرية الناس.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات