زوربا

تابعت ( مساء السبت 8/6/20013 ) على قناة سما الفضائية السورية الموالية لنظام بشار الأسد ، والمحسوبة عليه ، مقاطع فيديو مصورة في أعقاب العمليات الاخيرة للجيش السوري النظامي "وحلفائه " في منطقة القصير وما حولها . الملفت في هذه المقاطع التي توثق جانبا من الأهوال التي مرت بها هذه البلدة المنكوبة ليست المشاهد المرعبة التي يشيب لرؤيتها الولدان لمئات الجثث والأشلاء الممزقة لمن يدعي النظام السوري انهم جميعهم من " الارهابيين " والمرتزقة المدسوسين ، ( رغم اننا نجزم ان القسم الأكبر من هؤلاء المنكوبين لا ناقة له ولا جمل في هذه الحرب برمتها ) بل كان الصادم والمقذع في نظري والمؤسف أن تلك المناظر المهولة بثت على القناة العتيدة على وقع أنغام ( زوربا ) !!!! نعم ، زوربا !!

وللذين لا يعلمون فان " زوربا " يا سادة تعتبر من أشهر المقطوعات الموسيقية الراقصة التي يعود أصلها للتراث الشعبي اليوناني ، وأشهر من أداها بالطبع كان الممثل الأشهر " انطوني كوين " في الفيلم الذي حمل نفس الاسم ( زوربا ) .

ونعود الى قناة سما التي تعتبر من منظومة الاعلام السوري الرسمي أو على الأقل " شبه الرسمي " . فلم يكف قيام المحطة ببث مشاهد كفيلة بأن تروع الكبار والبالغين ممن يشاهدون البث ، ناهيك عن الصغار والأطفال ، وذلك بغرض توجيه رسالة للمعارضين بأن هذا سيكون مصيركم ان لم تستسلمو ، بل زادت على ذلك بالرقص والاحتفال في حضرة الموت وفوق جثث الضحايا والموتى ، وعلى عينك يا تاجر !!!!!؟؟؟
شخصيا ... لم أجد أي فارق بين رقص قناة سما فوق الجثث على أنغام " زوربا " وبين مشهد ( آكل القلوب والأكباد ) الذي كانت نفس القناة وما زالت تملأ الدنيا صراخا وعويلا وادانة له .