العبادي يكتب : ردا على ما كتبه حسين الرواشدة

المدينة نيوز – خاص -: رد وزير الأوقاف السابق الدكتور عبدالسلام العبادي على ما كتبه الكاتب حسين الرواشدة (دفاعا عن «الأوقاف» وعن علمائنا أيضا!) بتاريخ 9/6/2013 في موقعنا عملا بحق الرد :

اسمحوا لي ان أبدا مخالفتي للأخ الاستاذ حسين الرواشدة بالتعبير عن شكري وتقديري لغيرته على وزارة الأوقاف ، وحرصه على معالجة التجاوزات في اطار المعالجات الداخلية ، وهذا ما حرصت على عمله سنين طويلة اثناء عملي اميناً عاماً للوزارة ، ووزيراً عدة مرات ، ولفترات طالت أو قصرت ، وأستطيع وفي جلسة خاصة ان اذكر له عشرات الامثلة ، لان المؤسسات و الدوائر العامة قد تقع فيها بعض الاخطاء فالأصل أن تعالج وفق القوانين و الانظمة ، وبأقل خسارة للدائرة و المؤسسة سمعة ورأي عام .. وهذا لا يعني دائماً ان تكون المعالجة خفيه ؛ فالتحويل للقضاء و انهاء الخدمات وتشكيل لجان التحقيق لا يمكن اخفاؤها وبخاصة مع وجود اعلام مترقب حريص على أن يكون سلطة رابعة فلا يمكن الاخفاء و التغطية عنه والا اتهمت بالتقصير في اداء الامانة و الاساءة لواجبات الوظيفة ، فلابد أن تعالج الامور بحزم وحكمة حسب كل حالة على حده .. وقد استغربت يا أخ حسين من المنطق الذي استخدمته تطلب منى ان ارد دون بيان الوقائع والحقائق وتعتبر ان هذا ما فعلته اجتهاد ولكنه خطأ بقولك الغريب قاصداً تصرفي ( اعتقد ان الرجل اجتهد واخطأ ، وان الحكمة كانت تقتضي ان ينأى من التعرض لزملائه حتى لو كان يريد المقارنة بين ما التزم به وبين ما فعله الآخرون)

يا اخ حسين هذه وجهة نظرك وحقك ، ولكنك لو كنت مكاني وشعرت بظلم الحملة المتجنية التي شنت علي لا لشيء الا لانني طبقت القوانين والأنظمة التي تلزمني بتحويل المتلاعب في المسؤوليات المناطة به إلى درجة بيع تأشيرات الحج التي ثبتت ثبوتا قاطعاً فانا ملزم بالنص القانوني الذي يوجب علي احالتهم للقضاء ما دام قد ثبت التلاعب و المتاجرة بتأشيرات الحج ، فيغضب المسؤولون عن ذلك ، ويشنون حملة اساءة و تشويه علي .. فقاموا بنقل معلومات غير صحيحة لبعض النواب ومن المؤسف ان اسلوب اسئلة بعض النواب كان اتهامياً وعنيفا ، ولا اريد ان اعرض لنماذج من ذلك ، فقد نشرت بعضها فما رددت به على ما نشر في المواقع ، وبكل ادب، ووضحت ان ما انتقدوا علي عرف مستقر في الوزارة منذ ا كثر من ثلاثين سنه ، لبيان الظلم والتجني علي ، فيأتي الأخ حسين حرصاً على سمعة الأوقاف و العلماء الذين قادوها فيقول بأعلى صوته لا تذكر هذا العرف ولا ما فعله غيرك وواجه هذه الحملة بالسكوت عن الذي شاركوا في هذه الحملة وغطوا على مخالفات كبيبرة ، فذكرت بعض المخالفات التي سكتوا عليها وجاءوا ليفرغون سمهم وإساءاتهم في الدكتور العبادي ظلماً وعدوانا .

ثم يا أخ حسين انت في طلبك لا تتفق مع الشرع والقانون ، فالستر و المعالجة المخفية تكون في القضايا الشخصية ، اما عندما يكون الامر متعلقاً بالعمل العام لابد أن تكون النزاهة و الشفافية و الامانة و الصدق هي اساس العمل ، فهل يغضب المخالف اذا قيل له انت مخالف ؟ أم هو فلا يجد حرجاً في المخالفة ؟ .. انسيت ما ورد في خطبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما تولى مسؤولية الأمة ( من رأى منكم فيا اعوجاجاً فليقومه فيقول اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا ، فيقول عمر : الحمد لله الذي جعل في المسلمين من يقوم عمر بسيفه اذ اعوج . و يقول : رحم الله أمرءا اهدى إلي عيوبي ؛ ليصحح ، وليس ليعاند و يستكبر .

اما من الناحية القانونية فكل من يكتشف اعتداء على المال العام فيجب عليه أن يبلغ المدعى العام عنه فكيف 0اذا كان مسؤولا .. هل تعلم يا أخ حسين ان كتب ديوان المحاسبة كانت تترى على وزارة الأوقاف تشير للمخالفات التي ذكرت بعضها وقد ورد في بعضها بقول ديوان المحاسبة : لاحقاً لكتابي رقم 19 وكتابي رقم 22 ، فهل يعقل هذه المساءلة الضعيفة ، وهذا التطنيش وعدم المتابعة للردود ثم لابد من ان اوضح ان ردودي على اسئلة النواب و التي نشرت في المواقع هى قد ارسلت إلى النواب ، ولابد من الشفافية في مخاطبة مجلس النواب ، وهي جهة الرقابة على سلوك الدولة وأجهزتها فيها ، فهل يجوز اخفاء المعلومات عنها ، اما النشر في وسائل الاعلام فلم يكن بمبادرة مني بل نقلت وسائل الاعلام هذه التعليقات مما دار في مجلس النواب فكتبت الرد على ذلك يا أخ حسين لان بعض ما نشر لم دقيقا ، بل فيه تزيد او أ ساءة

لقد قلت يا أستاذ حسين عن بعض المخالفات التي ذكرتها : ( والأمثلة هنا صادمة حقاً ) كنت اتوقع ان تطلب محاسبة من فعل ، ما دام انك صدمت ، وهذا المطلوب شرعاً وقانوناً ، فأنت بطلبك المعالجة الخفية كأنك تبرر الاختباء وراء الدين ؛ الجريمة يا أخ حسين في ارتكابها ، كأنا من كان المرتكب لها ، ولا يجوز ان نكيل عبرات الثناء وحسن العلاقات ، فلا احد فوق المحاسبه ، والعلماء الذين كررت الاشادة بهم و الدفاع عنهم اولى الناس بالالتزام وتقديم القدوة ، وبخاصة اذا بينت هذه المخالفات في معرض الدفاع عن النفس ، فقد فعل معظمهم ما فعلت وهذا فعل سليم لا مخالفة فيه كما اوضحت في ردي المشار اليه .. وان كان بعضهم قد جاوز ذلك فلماذا يشهر بى ويوجه لي اكثر من سبعة اسئلة من السادة النواب ، بل واحد منهم يعلن تحويله السؤال إلى استجواب ، ويزعم انني اعترفت بالتجاوزات ، وانطلقت بعض المواقع بتحميل ردي اكثر مما يحتمل ، ومطلوب منى ان أخفي المخالفات و التجاوزات والدفاع بضعف والذين حركوا هذه الحمله ما هم الا من الأشخاص الذين خانو ا الأمانة واثروا من التجارة في تأشيرات الحج ،و الذين ننتظر أن يقول القضاء فيهم كلمته العادلة .

يقول الله تعالى : ( ان الله لا يحب الجهر بالسوء الا من ظلم ) ..ارجو من الجميع التدبر بمعاني هذه الآية ، وبما نقلته عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه والتأكيد على ان وزارة الأوقاف بخاصة و المؤسسة الدينية الرسمية بعامة يجب أن تكون في في قمة الاستقامة و الامانة. قدوة في كل تصرف او سلوك .........

وهذا ما حرصت عليه في كل مواقع عملي بفضل الله تعالى وتوفيقه قال تعالى : ( والله يعلم المصلح من المفسد ) وقال سبحانه ( يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا ) . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .