مطالبات بادخال مطعوم الروتا فيروس ضمن برنامج التطعيم الوطني
المدينة نيوز- لم يدر بخلد ام يوسف ان طفلها يعاني من (الروتا فيروس ) الا بعد مكوثه في المستشفى عشرة أيام لتطمئن بعدها على سلامته .
تقول ام يوسف ان طفلها عانى من حالة استفراغ متكرر واسهال شديد على مدار يومين متتالين ما اضطرها الى نقله الى المستشفى كونه فقد سوائل من جسمه وبدت عليه علامات الاعياء الشديد مشيرة الى المصروفات المادية التي اثقلت كاهلها جراء اصابة طفلها بهذا الفيروس .
يطالب اطباء متخصصون بادخال مطعوم الروتا فيروس الى برنامج التطعيم الوطني للاطفال نظرا لاهميته وكون الاصابة الشديدة به تؤدي الى الوفاة .
ويشيرون الى ان مخصصات وزارة الصحة والظروف الاقتصادية التي تمر بها المملكة يقفان عائقا امام ادخاله اضافة الى ثلاثة مطاعيم اخرى هي جدري الماء والمكورات التنفسية والتهاب الكبد الفيروسي ألف ضمن البرنامج .
مدير عام الرعاية الصحية الاولية في وزارة الصحة الدكتور بسام الحجاوي يقول ان برنامج التطعيم الوطني يقدم حوالي عشرة مطاعيم لمسببات امراض تعتبر من امراض الطفولة القاتلة , وان الاردن وصل الى مستويات رفيعة بهذا الشأن مشيرا الى ان البرنامج يكلف سنويا بين 12 الى 15 مليون دينار.
ويبين جهود الوزارة منذ عامين لادخال مطعومي الروتا فيروس (امراض الاسهال ) والمكورات الرئوية ضمن البرنامج , لكن الظروف الاقتصادية وموازنة الوزارة وتكلفة المطعومين المرتفعة التي تبلغ 15 مليون دينار سنويا حالت دون ذلك موضحا ان الروتا فيروس يهدد الاطفال دون سن الخامسة .
ويشير الى ان حوالي 131 الف طفل سنويا يصابون بحالات الاسهال الشديد من بينهم 46 بالمئة سببها فيروس الروتا , وهذه النسبة مؤشر حافز لادخال المطعوم .
ويقول انه ومنذ العام 1995 صنف الاردن من الدول متوسطة الدخل العالي , ما ادى الى خروجه من القوانين والانظمة المساعدة للحصول على المطاعيم بالمجان مبينا ان المنظمات الدولية المعنية بالصحة وشركات التطعيم يبيعان حاليا المطعوم بسعر السوق ودون خصومات .
ويضيف الدكتور الحجاوي ان مديرية الرعاية الصحية تصر على ادخال هذا المطعوم للمحافظة على معدل الوفيات للاطفال الرضع دون السنة من العمر وهو 17 حالة وفاة لكل الف طفل يولد حيا , وهذا مؤشر متقدم يجب المحافظة عليه ضمن برنامج التنمية الالفية .
ويقول ان كلفة مطعوم الروتا تبلغ اربعة ملايين دينار سنويا والعلاج يصل الى حوالي ستة ملايين دينار سنويا دون حساب الوقت والجهد واشغال النظام الصحي والوالدين بالطفل المصاب ناهيك عن كلفة علاج الحالة الواحدة التي تصل الى حوالي 150 دولارا باليوم.
ويبين ان منظمة الصحة العالمية اوصت بادخال مطعوم الروتا فيروس ضمن برامج التطعيم في دول المنطقة , وتبين من دراسة الجدوى الاقتصادية لهذا المطعوم في الاردن التي اجرتها وزارة الصحة مؤخرا ان ادخاله ضمن برنامج التطعيم الوطني اثبت تلك الجدوى .
ويؤكد ان البرنامج الوطني للمطاعيم قدم دراسة الى الوزارة توصي بادخال اربعة انواع جديدة من المطاعيم الى البرنامج هي المكورات الرئوية والروتا فيروس والكبد الوبائي الف وجدري الماء .
مدير الامراض السارية في وزارة الصحة الدكتور محمد العبداللات يقول ان منظمة الصحة العالمية توصي بادخال مطاعيم جديدة , وان الوزارة تسعى الى ادخالها لمواكبة التقدم والتطور الطبي وحسب تسلسلها وتوصيات اللجنة الوطنية الاستشارية للتطعيم .
ويوضح ان المعطيات الوبائية ومعدلات انتشار وشدة المرض وحدوث وفيات هي من تتحكم بادخال المطاعيم .
ويشير الى ان سلم اولويات الوزارة مواكبة التطور الطبي وان برنامج التطعيم الوطني يعتبر من افضل البرامج الموجودة في الاقليم ويحظى بسمعة عالية ويغطي 95 بالمئة من الاطفال .
ويقول الدكتور العبداللات ان المخصصات التي ترصد للوزارة من الموازنة تتحكم بموضوع المطاعيم مبينا انه تم خلال العام الماضي طرح عطاء لشراء مطعوم روتا فيروس الا ان عدم توفر المخصصات حال دون ذلك .
ويؤكد نائب مدير مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي الدكتور وائل هياجنة ان الطفل المصاب بفيروس الروتا يحتاج الى رعاية سريرية تتراوح مدتها بين يومين وسبعة ايام للتعافي من الالتهابات المعوية الحادة التي يسببها الفيروس وتتمثل اعراضه بالحرارة والقيء والاسهال المائي الذي يستمر من 3 - 9 ايام .
ويقول انه يمكن لهذه الاعراض ان تتطور بسرعة ما يؤدي الى فقدان كبير في سوائل الجسم ما ينتج عنها الجفاف وفي الحالات الحادة التي تصيب الرضع من عمر ستة اشهر وحتى سنتين , وقد يعاني الطفل من 20 حالة اسهال وقيء في اليوم الواحد , واذا اشتدت الحالة فقد تؤدي الى الوفاة.
ويبين الهياجنة استشاري امراض الاطفال والامراض المعدية ان الفيروس العجلي (الروتا ) مسؤول عن وفاة نصف مليون طفل بالعالم سنويا , وله مطاعيم خاصة تعطى عن طريق الجرعات ابتداء من عمر شهرين ولغاية ثمانية اشهر , ولهذه المطاعيم فعالية لحوالي 95 بالمئة من حالات الاصابة الشديدة .
ويستعرض رئيس قسم الامصال والمطاعيم في وزارة الصحة الدكتور علي مهيدات مسببات الاصابة بالروتا فيروس والتي من بينها مصادر المياه الملوثة وعدم غسل الخضروات والفواكه ,كما انه ينتقل حيث الظروف المناسبة له وبواسطة الذباب والتراجع بمستوى النظافة الشخصية ونظافة دورات المياه والمرافق الصحية.
ويقول ان سعر مطعوم الروتا فيروس في القطاع الخاص الذي يؤخذ على ثلاث جرعات يبلغ حوالي 90 دينارا .
ويضيف ان هناك مطاعيم تعطى للاطفال حال دخولهم المدرسة وهي مطاعيم الشلل والكزاز والدفتيريا والثلاثي الفيروسي , وجميعها توفرها وزارة الصحة وبالمجان.
ويؤكد الدكتور مهيدات ان معظم المطاعيم بالمملكة والتي لدى القطاع الخاص مصدرها وزارة الصحة مبينا انها آمنة اذ يتم استيرادها من اجود الانواع والماركات العالمية.
ممثل منظمة الصحة العالمية في الاردن اكرم التوم يقول ان هناك تعاونا مستمرا مع وزارة الصحة فيما يتعلق بتحديد الاحتياجات الطبية والمطاعيم مشيرا الى ان مطعومي الروتا والمكورات التنفسية مهمان لكن كلفتهما مرتفعة نوعا ما , وهذا هو السبب في تأخر ادخالهما ضمن برنامج التطعيم الوطني , وهناك مساع مع المنظمات المعنية لتوفير المطعومين .
وتقول الصيدلانية جيهان بطاينة التي تعمل في احدى شركات المطاعيم ان هناك تعاونا مستمرا ومثمرا مع وزارة الصحة من خلال برنامج التطعيم الوطني للاطفال الذي تأسس العام 1979 ويعتبر من افضل برامج التطعيم العالمية مشيرة الى انه يتم بالتعاون مع الوزارة اعداد دراسات جدوى اقتصادية للمطاعيم وتوريدها اضافة الى عقد ورشات عمل .
وتشير الى ان هذا البرنامج يفتقر الى اربعة مطاعيم اساسية اهمها مطعوم الروتا التي يعاني منها حوالي 131 ألف مولود حديث سنويا من اصل 181 ألفا اي ان نسبة الاصابة في المملكة بين هؤلاء المواليد تشكل 90 بالمئة .
وتقول ان هناك دراسات رصدية اجرتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الوزارة العام 2009 من خلال ثلاث نقاط بحث دراسية هي مستشفى الاميرة رحمة وقسم الاطفال في مستشفى البشير ومؤتة لرصد الفيروس اشارت الى ان حوالي 50 بالمئة من الحالات الواردة لديها سببها فيروس الروتا .
يذكر ان وزارة الصحة اعلنت مؤخرا عن اصابات بالروتا فيروس في بلدة مليح بلواء ذيبان زادت عن 180 حالة .
(بترا)