بهجت سليمان .. بعين واحدة
يعلم الجميع أن الشعب السوري بدأ احتجاجاته سلمياُ .. مدةُ تزيد عن ثمانية أشهر باعتراف الطاغية بشار .. اذ دخل أول رمضان على ربيع الشعب السوري وهم يتظاهرون في الشوارع والحارات مسالمين رغم تعرض بعضهم للاعتقال والشبح والقتل وخاصةُ " الهتّيفة " و الشباب النشطاء البارزين .
ولقد كان ينكر مسؤولون واعلاميون في نظام بشار إنكاراُ قاطعاُ أن هناك متظاهرون محتجون في سوريا.. واستمر هذا الإنكار طويلاُ وأن ما يجري هو فقط مظاهرات مؤيدة للنظام وكانوا يكذبّون أية أخبار ترد " لقناة الجزيرة " ويدّعون أنها مفبركة بصور من شوارع عربية أخرى تتم دبلجتها مع أصوات .. ترافق هذا مع منع الصحافة ومراسليها من دخول سوريا .. مما اضطر الشعب السوري المتظاهر لتوثيق تظاهراته السلمية بالصوت والصورة والتاريخ بوسائل أخرى و إرسالها الى فضائيات العالم وخاصةُ الجزيرة .
وما كان من الشعب السوري المظلوم المقهور بعد تعرضه لأكثر من ثمانية أشهر للقتل والإعتقال والتعذيب والتنكيل وهو أعزل تماماُ
ألا أن يلجأ لإقناع بعض أبناءه الجنود في جيش النظام للإنشقاق والدفاع عن بيته وأهله وبلدته .. وهكذا بدأت الإنشقاقات تتوالى وبدأ المنشقون بتشكيل كتائب صغيرة بأسلحة فردية .. لكنً جيش النظام القوي المعزز بالمدفعية والصواريخ والطائرات قتل من الجنود الأحرار المنشقين عدداُ كبيراُ وقام بالطائرات يقصف المواقع التي يتواجدون فيها وأذكّر هنا "بحيّ بابا عمرو" المشهور .
عندها استنجد الشعب السوري بإطلاق عدة استغاثات بالعرب والمسلمين لوقف قصف الطيران والصواريخ والمدفعية على المنازل والأحياء .. زيادةُ على الأعمال البشعة الفظيعة التي ارتكبها الشبيحة ضد أهالي الجنود المنشقين .
بعد كل هذه المدة التي قاربت سنة – ضيّع فيها النظام فرصة التفاهم مع شعبة – استمر يقصف هذا الشعب الأعزل بالمدفعية والطائرات لبَّى الشباب العربي المسلم نداءات الإستغاثة الصادرة عن الشعب السوري الأعزل المظلوم .. لنصرته .
قدمنا هذا السرد لحقيقة ما جرى رداُ على سفير النظام السوري في عمان اللواء بهجت سليمان لتذكيره بالبدايات .. ليتوقف عن المغالطات .. وليكف عن محاولاته اليائسة لإخفاء الحقيقة وتزويرها
وكيف أن النظام السوري بجرائمه البشعة ضد شعبه المتظاهر بسلمية تامه طوال سنة .. هو الذي أجبر شعبه على اطلاق نداءات الاستغاثة والاستنجاد بإخوانهم العرب والمسلمين.
لم يكتف ِ اللواء بهجت سليمان بالمغالطة و تزوير الحقيقة .. لكنه تمادى و اطال لسانه على الاردن في الاونة الاخيرة .. و كان هذا التمادي في عدة مرات متواليه مع تصعيد باللهجة و النبرة المبطنة بالتهديد و الوعيد .. وكأنّ له عينا واحدة ينظر بها لما يجري على ارض الاردن اما عينه الثانية فيبدو انها مفقوءه فلا يرى شيئا مما جرى و يجري على يدي الطاغية بشار و طائراته في سوريا .
وكان الاجدر باللواء "سليمان الاعور".. ان يشكر الاردن على ما قدم و يقدم من ايواء و مساعدات لأهل" سليمان الاعور " و عماته و خالاته و ابناء عشيرته و فصيلته التي تأويه .. الذين هربوا من شر بشار و طائراته .. و اجدر" باللواء الاعور " ايضا ان يذهب لزيارة مخيمات اللجوء فقد يجد عمته او خالته او احدا ممن يجب عليه شرعا تقديم المساعدة لهم من ذوي القربى .."يا عيب الشوم ".