نقاش الموازنة الخاصة

تختلف الموازنة الخاصة عن العامة في أمور جوهرية، منها مثلاً أن الموازنة الخاصة لا يمكن أن تناقش بعد مرور كثير من الوقت كما هو حاصل مع الموزانة العامة لعام 2013 التي تناقش الآن في منتصف السنة، في الموازنة الخاصة نحن دائماً أولاد اليوم.

في الموازنة الخاصة يتم الاعتماد على مفهومي "الفراطة" و"الماسك"، لكن لا تتوقعوا أن الأمور تتم ببساطة، إذ تشهد دلالات المفهومين تبدلات سريعة في كافة التعاملات التي تجري بين الناس، وذلك تحت تأثير عوامل عديدة من بينها تلك التي تتعلق بحالة الموازنة العامة.

في الأصل يوجد قدر من التنوع في استخدامات المفهومين تبعاً لحجم العملية المالية الجارية بين أي فريقين، فمن المعروف مثلاً أنه عند شراء ثلاجة، فإن الفراطة قد تشير الى الدنانير، بينما في العملية الشرائية البسيطة لسلعة يومية فإن الفراطة تتراجع الى البرايز وفي السلع الأقل سعراً تتراجع الفراطة أكثر لتصل الى القروش. ومن هنا يأتي الانتقال في قول أحدنا "دنانير فراطة" في الحالة الأولى ثم قوله "دينار ماسك" في الحالة الثانية، ثم قوله "برايز فراطة" أو "بريزة ماسك"، وهكذا.

في السنوات الأخيرة حصل تغيير جوهري ملحوظ على هذا الصعيد، فقد اندحرت قطع عديدة ولم تعد تذكر حتى كـ"فراطة" في ميادين كانت تعتبر فيها "ماسك"، مثل حالة مصروف الأولاد الذي مر فيه مفهوما الفراطة والماسك بتغيرات ثورية.

اليوم، من الضروري أن يلتفت مناقشو الموازنة العامة الى أن نقاش مسألة مثل الرواتب ينبغي ان يأخذ بالاعتبار أن أغلب هذه الرواتب تحول الى "فراطة". ( العرب اليوم )