مسجد مقدسي بتصاريح بناء اردنية مهدد بالهدم
المدينة نيوز - لا تتورع إسرائيل عن المساس بالمقدسات في سبيل تغيير ملامح القدس المحتلة وتهويدها بالمصادرة والهدم، وهو أمر يشهد عليه الواقع وتؤكده تقارير حقوقية بما فيها الإسرائيلية.
وفي هذا الإطار بات مسجد محمد الفاتح بحي راس العامود في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى في دائرة الاستهداف.
وكما في حالات كثيرة تستخدم بلدية القدس ذريعة البناء غير المرخّص للتغطية على الدافع الحقيقي، كما يؤكد سكان الحي البالغ عددهم نحو عشرين ألف نسمة.
وتكثّف بلدية الاحتلال في القدس مساعيها لهدم القسم الجديد من مسجد "محمد الفاتح" الملاصق للمقبرة اليهودية في جبل الزيتون.
ويقوم رجال شرطة القدس -مزودين بأوامر هدم قضائية- بالتوجه إلى المسجد أسبوعيا ويهددون أعضاء لجنة إعمار المسجد بالملاحقة القضائية في حال استنكفوا عن هدم القسم الجديد بأنفسهم.
وكانت لجنة المسجد قد بادرت قبل ثلاث سنوات لتوسيع المسجد لعدم اتساعه لكافة المصلين ممن يضطر بعضهم للصلاة أحيانا خارجه في الصيف والشتاء.
ويوضح عضو لجنة إعمار المسجد محمد ناصر أن أهالي الحي اضطروا قبل سنوات لبناء القسم الجديد بدون تراخيص بعدما يئسوا من محاولات استصدارها.
ومنذ عامين دأبت الشرطة على استدعاء كافة أعضاء لجنة إعمار المسجد والتحقيق معهم حول "تورطهم" بمخالفة إدارية لكنهم يرفضون طلبها بهدم المسجد بأيديهم.
الأسباب حقيقية
ويشير ناصر للجزيرة نت أن لجنة إعمار المسجد مدعومة من أهالي راس العامود يبدون استعدادهم لترخيص القسم الجديد ومن غير الوارد أن يسمحوا بالمساس به.
ويتابع "بالأمس كررنا رفضنا لضغوط البلدية والشرطة، وحذرّنا من أي محاولة للتصعيد".
من جهته يؤكد إمام المسجد الشيخ صبري دياب للجزيرة نت أن الملاحقة تتم تحت عنوان عدم الترخيص، لكن السبب الحقيقي يندرج ضمن سياسات السيطرة على القدس وتغيير معالمها.
ويشير الشيخ صبري إلى أن مسجد محمد الفاتح المشرف على الحرم القدسي يقع في نقطة إستراتيجية وسط الموقع الذي يعتبر البوابة الجنوبية للبلدة القديمة علاوة على كونه ملاصقا لمقبرة عين الزيتون اليهودية.
ويستذكر أن المقبرة اليهودية تقوم على أرض إسلامية وقفية تعرف بأرض الصلاحية وفق حجج المحكمة الشرعية. ويتابع "تم منح قطعة أرض بمساحة دونم واحد لبناء مقبرة يهودية في عهد الدولة العثمانية بموجب عقد إيجار كانت تمدد صلاحيته مرة تلو المرة لكن ظلت تتمدد وتتسع على مساحة كبيرة من كنيسة الجسمانية حتى مسجد بلال في حي عويس".
ويتنبه الشيخ صبري لما تتضمنه تقارير منظمات فلسطينية وإسرائيلية حول التهويد الزاحف بكل مناطق القدس بهدم أبنية الفلسطينيين وبالاستيطان وتغيير ملامح المدينة. ويضيف "المسجد يحد من تمدد استيطانهم ويقف حجر عثرة أمام رغباتهم بالربط بين المقابر اليهودية في محيط البلدة القديمة".
الهيكل الثالث
كما يشير إمام المسجد إلى أن "محمد الفاتح" مستهدف لأنه يقوم أيضا على حافة الشارع الرئيسي المؤدي لمستوطنة جديدة يخططون لها في قلب حي راس العامود تتسع لـ 450 شقة سكنية.
وردا على سؤال الجزيرة نت، يؤكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس الشيخ د. عكرمة صبري رؤية الشيخ صبري دياب، مؤكدا أن القدس تشهد محاولات إسرائيلية مستميتة لحسم أمرها وإخضاعها وجعلها حارات فيما يسمى "مخطط القدس الكبرى" اليهودية وسط انشغال العالم بقضايا مختلفة.
ويستذكر الشيخ عكرمة صبري عمل 27 جمعية استيطانية لبناء الهيكل الثالث يالحرم القدسي الشريف وبتمويل وزارات ودوائر حكومية إسرائيلية، ويشير إلى أن تضييق الخناق حول المقدسات الإسلامية يصب بنفس الهدف خاصة تلك القائمة بمواقع حساسة.
يُذكر أن مسجد خالد بن الوليد في حي الطور يواجه هو الآخر أوامر هدم على الخلفية ذاتها المتعلقة بتراخيص البناء.
ومسجد الفاتح الذي بني عام 1965 على أرض وقفية، وبتصاريح بناء أردنية، أصبحت تسميته من مسجد راس العامود إلى "مسجد محمد الفاتح" ضمن قرار هيئة الأوقاف بخلع تسميات تاريخية على مساجد القدس.
وفي البلدة القديمة وحدها ينتشر 36 مسجدا، وفي بقية أحياء القدس الكبرى هناك نحو 75 مسجدا كافتها تحمل أسماء مشحونة برموز تاريخية ودينية.