جودة: اقامة الدولة الفلسطينية على الارض الفلسطينية وليس على غيرها
المدينة نيوز- قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة إن إقامة الدولة الفلسطينية يجب أن تكون على الأرض الفلسطينية وليس في أي مكان آخر.
وأضاف في الكلمة التي ألقاها في اجتماع اللجنة الاستشارية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) الاثنين إن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لن يألو جهدا لعمل ما هو مطلوب منه في سبيل تعزيز العمل الدولي متعدد الأطراف لتحقيق حل الدولتين وإحلال السلام الشامل في الشرق الأوسط وعمل ما من شأنه تعزيز وتنمية التعاون الدولي وتعميق أواصر العلاقات بين الحضارات والثقافات المتنوعة التي تثري حياة مجتمعاتنا على هذا الكوكب.
واضاف إننا نحرص على مواصلة الجهود الحثيثة على الصعيدين الإقليمي والدولي من أجل تحقيق هذه الغاية وتجاوز العقبات التي تواجه استئناف مفاوضات سلام جادة وفاعلة تبني على ما أنجز وتعالج جميع قضايا الوضع النهائي وصولا إلى حل الدولتين بأسرع وقت ممكن.
وتضم اللجنة الاستشارية لوكالة الغوث 25 دولة مانحة ومضيفة للاجئين الفلسطينيين بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء بصفة مراقبين، ويقتصر دورها على تقديم النصح والمشورة للمفوض العام للاونروا فيليبو غراندي حول البرامج التي تنفذها الاونروا والتحديات والصعوبات المالية التي تواجهها في سبيل تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والإغاثة الاجتماعية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يقيمون في مناطق العمليات الخمس وهي الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.
ودعا جودة الدول المانحة والمضيفة للاجئين الفلسطينيين لمساندة ودعم هذه الجهود من خلال الالتزام القوي بتوفير البيئة البناءة والملائمة لإطلاق مفاوضات جادة وفاعلة للوصول إلى هذا الهدف النبيل وإن غياب حل القضية الفلسطينية على أساس الدولتين أمر غير مقبول وانه لا مجال لإضاعة المزيد من الوقت لأن بديل السلام هو تفاقم الصراعات التي سندفع ثمنها جميعا، مشددا على أن معاناة الشعب الفلسطيني لأكثر من ستة عقود يجب أن تنتهي.
وقال ان الاردن يطالب إسرائيل بوقف جميع الإجراءات احادية الجانب والنشاطات الاستيطانية بكافة أشكالها ومصادرة الأراضي ويدعو المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف هذه الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام، "ونجدد إدانتنا لكافة الإجراءات غير القانونية وغير الشرعية في مدينة القدس الشرقية التي تمثل قلب الأراضي العربية المحتلة"، فالقدس بالنسبة للأردن (خط احمر) وتظل القدس ومقدساتها لدى الهاشميين عقيدة ثابتة وأمانة غالية نحافظ عليها لنؤكد أواصر الحب والإخلاص والفداء الأبدي الذي ارتضيناه من اجل زهرة المدائن ودرتها المسجد الأقصى المبارك لتبقى رمز وعنوان السلام لأتباع الأديان السماوية الثلاث.
وقال "واليوم وفي ظل كل التحولات والأزمات الإقليمية والاحتمالات المفتوحة نشدد على أهمية دعم الحقوق الوطنية الفلسطينية وآمال وتطلعات الشعب الفلسطيني الذي اكتسبت قضيته قوتها من شرعيتها ومن قوة التضامن الدولي الداعم لها والمؤمن بعدالتها".
ولفت الى ان هذا الاجتماع الذي يأتي بعد مضي أكثر من (65) عاما على إنشاء الاونروا والتي تمتعت بالكفاءة والنزاهة على مدار السنين الطويلة من عملها وقيامها بالواجب الإنساني النبيل في خدمة مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وفي نفس الوقت تحمل رسالة سياسية واضحة لأحفاد اللاجئين الأوائل بأن أكثر من ستة عقود من التشرد والمعاناة يجب ان تنتهي.
واضاف لقد تمكنت الوكالة على مدى العقود الماضية من عمرها، وبالتعاون معنا جميعا من الإبقاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين حية على الساحة الدولية على المستويين السياسي والإنساني كما واصلت دورها في وضع المجتمع الدولي أمام التزاماته القانونية والأخلاقية تجاه اللاجئين الفلسطينيين ونجحت رغم محدودية الإمكانات من الاضطلاع بمهامها الهادفة إلى إغاثة وتشغيل وخدمة اللاجئين الفلسطينيين وقيامها بالدور الحيوي في المساهمة في الاستقرار الإقليمي لحين التوصل الى حل عادل ونهائي.
وأكد جودة ان الأردن يعتبر من أهم مناطق عمليات وكالة الاونروا، حيث اننا نستضيف أكثر من 42 بالمئة من مجموع اللاجئين في مناطق عمليات الوكالة الخمس، وقد قام الأردن وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني، بتقديم كامل الدعم المتاح للوكالة والتعاون معها في كافة المجالات، كما قام وبشكل موصول على مدى (65) عاماً بتقديم خدمات مباشرة وغير مباشرة للاجئين الفلسطينيين في الأردن بالرغم من محدودية الموارد المتاحة، وذلك من اجل ضمان العيش الكريم لهم، حيث تتجاوز المبالغ التي ينفقها الأردن سنوياً لهذه الغاية مجموع موازنة الوكالة، وهو ما حملنا اعباء اقتصادية إضافية.
واكد أهمية عدم وجوب اعتبار تقديم هذه الخدمات كموافقة ضمنية من جانب الاردن على تقليص خدمات الوكالة او عدم رفع مستواها او الوصول بها الى تجمعات اللاجئين خارج المخيمات ، او الاخذ بذلك كمبرر لعدم رفع موازنة منطقة عمليات الاردن التي لا تتجاوز 20 بالمئة من موازنة الوكالة، مشددا على ضرورة انصاف منطقة عمليات الاردن ورفع موازنتها لتتناسب مع عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين على اراضيه.
واضاف ان حكومة المملكة الاردنية الهاشمية تتابع بقلق عميق ما آل اليه حال وكالة الغوث الدولية واستمرار الفجوة الكبيرة بين الاحتياجات المالية اللازمة لتحقيق اهدافها وبين مواردها المالية وان موازنة هذا العام لا تفي بمتطلبات البرامج الاساسية التي تقدمها الوكالة ، مبينا ان هذا الوضع يتزامن مع وقت اصبح فيه اللاجئون احوج ما يكونون الى خدمات الاونروا بسبب عوامل سياسية واقتصادية تركت اثارها السلبية على عموم المجتمعات وبخاصة على اللاجئين الفلسطينيين وهو يضع الدول المانحة والمجتمع الدولي امام مسؤولياتهم لدعم الوكالة لتوفير الامكانات الضرورية التي تكفل استمرار خدمات الاونروا وتعزيز قدرتها على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة للاجئين، كما ان الضعف الذي اصاب برامج الوكالة عبر سنوات الازمة يجب معالجته بما يتواءم مع الازدياد المطرد في اعداد اللاجئين واحتياجاتهم، كما يجب معالجة التآكل الذي اصاب البنية التحتية لهذه البرامج.
وناقش المشاركون في الاجتماع في جلسة مغلقة الاوضاع المالية الصعبة التي تواجهها الاونروا في سبيل الحفاظ على المستويات المقبولة للخدمات التي تقدمها لفئات اللاجئين حيث طالبوا الدول العربية برفع مساهمتها لدعم موازنة الوكالة التي تعاني من عجز للعام الحالي يقدر بنحو 65 مليون دولار.
كما تركزت المناقشات على وجه الخصوص على الاوضاع المأساوية للاجئين الفلسطينيين في سوريا وضرورة الاستجابة للمناشدة الطارئة التي اطلقتها الوكالة للنهوض بمستوى الخدمات التي تقدمها لهم وقيمتها 200 مليون دولار.
(بترا)