مصير موازنة 2013

تم نشره الأربعاء 19 حزيران / يونيو 2013 05:08 صباحاً
مصير موازنة 2013
د. فهد الفانك

صوّت عدد كبير من النواب لصالح رد القانون المؤقت لموازنة 2013 ، ليس لأن لديهم تصوراً لموازنة أفضل ، بل لمجرد مناكفة الحكومة والظهور بمظهر المجلس المتمرد.

تمثل الموازنة أفضل حالة ممكنة ضمن أسوأ ظروف مالية ، وبالتالي ليس بالإمكان أبدع مما كان ، بل إن واضع الموازنة كان شديد الطموح والتفاؤل عندما التزم بأن النفقات الجارية لهذه السنة لن تزيد عن نفقات السنة الماضية ، وأن نسبة تغطية النفقات الجارية من الإيرادات المحلية سوف ترتفع ، وأن العجز المالي سيهبط إلى مستوى 3ر5 % من الناتج المحلي الإجمالي.

بمثل هذه الموازنة يصبح من واجب جميع السلطات ترجمتها إلى واقع ، وتحقيق أهدافها بدلاً من دس العصي في دواليبها.

الاتجاه نحو رفض الموازنة كان يثير مخاوف مشروعة لدى كثيرين ، فما العمل بدون موازنة ، ومتى يتم وضع موازنة بديلة لسنة 2013 تلبي رغبات المجلس وشروطه وتجتاز جميع المراحل الدستورية ، وهل غاب عن البال أن النصف الاول من السنة قد انتهى وأن الحكومة بدأت بإعداد مشروع الموازنة لعام 2014.

في كل الحالات لن تتحقق هذه المخاوف ، فالموازنة العامة الراهنة سوف تستمر في التطبيق حتى نهاية السنة سواء قبلها النواب أم رفضوها. ذلك أن رد القانون يتطلب قراراً مماثلاً من مجلس الأعيان. وإذا كانت اللجنة المالية لمجلس النواب احتاجت لعدة شهور حتى تقدمت بتوصياتها ، فإن اللجنة المالية لمجلس الأعيان سوف تحتاج لفترة مماثلة ، ومن المؤكد أن قرار الأعيان إذا جاء دوره قبل نهاية السنة سيكون عقلانياً ، هدفه المصلحة العامة وليس رفع منسوب شعبية أعضائه.

إذا اتخذ مجلس الأعيان قراراً بقبول الموازنة خلافاً لقرار مجلس النواب كما هو شبه مؤكد ، فإن القانون سيعود إلى اجتماع مشترك للمجلسين قد لا ينعقد لأن اللجان المالية ستكون مشغولة بمناقشة مشروع موازنة السنة الجديدة 2014.

أضاع مجلس النواب ولجنته المالية وقتاً ثميناً وتسعين خطاباً في مناقشة موضوع مفروغ منه ، وهم يعرفون أن هذه الموازنةُ ُوجدت لتعيش ، لأن ظروف البلد الموضوعية تفرضها ، ولأن استبدالها غير وارد عملياً.

يضاف إلى ذلك أن مجلس النواب لا يأخذ بتوصيات وقرارات لجنته المالية ، بل يعود لمناقشة الموازنة من نقطة الصفر ، وهنا تبدأ موجة الخطابات الحماسية ، ليس في مناقشة اتجاهات الموازنة ، بل التهجم على الرئيس وتقديم مطالب مناطقية تعجيزية ، ورفع شعارات شعبوية للحيلولة دون إصلاح موضوع الكهرباء ولو أدى ذلك للمزيد من العجز في الموازنة والارتفاع في المديونية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات