"الصيدلاني السفاح " قتل طفليه وزوجته ودخن سيجارة قبل ان ينتحر
المدينة نيوز ـ متابعة زينة حمدان ـ بعد جريمة الرابية البشعة فتح برنامج صباح المدينة – الذي تقدمه الزميلة ضياء العوايشة ويبث عبر اذاعة صوت المدينة 88.7- وموقع المدينة نيوز ملفا تحت عنوان هل الأمن الاجتماعي الأردني في خطر؟!!
فالطفل ورد ما زالت المخيلات والتكهنات حول مكان اختفائه تجوب فضاءات المملكة، و الطفل يزن الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره لقى حتفه بجريمة تقشعر لها الأبدان .
فلا يخلو أسبوع دون أن نسمع عن وجود جثة متعفنة، وأخرى مقطوعة الرأس متفحمة، وطفل يغتصب، وفتاة تعتلي قمة بناية في محاولة للانتحار جراء ما تعيشه من ظروف مأساوية.
واخر هذه المأساة يوم أمس فالجريمة التي ارتكبها الصيدلاني حاتم الخصاونة بحق زوجته وأطفاله تدعو للوقوف أمام هذه المعطيات والتساؤول هل الأمن الاجتماعي بالأردن في خطر؟!!!
انتقام من الذات
الخبير الاجتماعي في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور محمود الخوالدة يرى أن ظاهرة تنامي الجريمة في المجتمع تعود لأسباب اقتصادية واجتماعية وتربوية وتستوجب التوقف عندها لمعالجة الخلل وإيجاد الحلول المناسبة .
وأوضح الخوالدة أن تدني المستويات الاقتصادية والفقر والبطالة إضافة إلى الخلل الدائم بالبرامج التنموية في المناطق الهامشية والنائية من أبرز أسباب ارتفاع الانحراف بمختلف أشكاله .
وأشار إلى أن نمط التربية التسلطية في الأسرة ينتج أبناء متسلطين ومنحرفين ودمويين بحسب ما تشير الدراسات الاجتماعية .
وأشار الخبير الاجتماعي إلى التحول في أنماط الجريمة في المجتمع بارتباط بعضها بالظروف البيولوجية والنفسية للفرد ، قائلا أن هذا التبرير لم يثبت علميا حسبما تؤكد الدراسات العلمية الحديثة التي ربطت اغلبها الجريمة في المجتمع بأسباب اقتصادية مبتعدة لحد ما عن المدرسة النفسية التي تربط الجريمة بالعامل النفسي والبيولوجي في الأغلب .
ودعا الخوالدة إلى إعادة الخدمة العسكرية للشباب وذلك لصقل شخصيتهم حيث أن الجيل الجديد بدأ بالانحراف وبحاجة إلى تدخل الحكومة في إعادة تربيته من جديد.
وعن جريمة الرابية ودوافعها قال الخوالدة انه بحكم القراءات والدراسات على الذين يرتكبون الجرائم ضد اطفالهم وزوجاتهم بان اغلبهم مورس الجنس ضدهم في فترة من فترات حياتهم الامر الذي يدفعه الى الشعور بالخجل والعار ومن ثم قتل الذات والاخرين وافراد الاسرة. واشار الخوالدة الى ان المهنيين اكثر جرأة في الاقدام على الانتحار من غيرهم من ذوي التعليم المتدني. وفي الوقت الذي قاطعت فيه الزميلة ضياء محدثها على الهاتف الخوالدة بان مثل هذا التحليل قد يجانب الواقع وقد يكون فيه اساءة لمرتكب جريمة الرابية، فقد عاد واكد قائلا " التحقيقات ستثبت ذلك لان العلم الذي يقول ذلك وليس هو".
وزارة التربية والاوقاف تتحملان المسؤولية
من جانبه قال أستاذ علم الاجتماع الأسري في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين أن جريمة الرابية نتيجة لما يعيش به الأردن من عوامل اقتصادية متدنية إلى جانب عدم تمكن الفرد من إشباع حاجاته الفطرية والمكتسبة وتقديم ما يتطلبه المجتمع منه من حيث الالتزامات الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية نظرا للظروف الاقتصادية، والتي كان من أهمها مؤخرا الأزمة الاقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها على المجتمع الأردني، إضافة إلى العولمة والتكنولوجيا الحديثة من انترنت وأجهزة خلوية.
وأوضح أن هذه الأمور تؤدي بالشخص إلى شعوره بالغربة في المجتمع الذي يعيش فيه مما يؤدي به إلى الإحباط النفسي والاجتماعي، وبالتالي إلى السلوك المنحرف وهو الإجرام.
وبين أن دور وزارة التربية والتعليم مغيب نهائيا عن الساحة كونها لا تقوم بالمشاركة بالحملات التي ينفذها المجتمع الأردني، كما أن الأسرة لها دور رقابي مؤقت على أبنائها لأنهم يقضون معظم أوقاتهم خارج المنزل.
وناشد الدكتور محادين مؤسسات المجتمع المدني أن تقوم بدورها الذي أنشئت من اجله وان تقوم بذات الوقت بإطلاق حملات لتوعية المواطنين حول أهمية التعاون مع الجهات الرسمية.
كما دعا الدكتور محادين الى معاقبة اي طبيب نفسي لا يقوم بابلاغ السلطات وبشكل رسمي كإجراء وقائي، مبينا ان هذه مسؤولية المجتمع المحيط بهؤلاء المرضى النفسيين. وقال محادين إن الطبيب النفسي هو عضو في مجتمع ويستمد هويته غير الأكاديمية البحثية من درجة قبول المجتمع له، مبينا أن هذا الطبيب يستمد الجانب الاعتباري من المجتمع الذي تقع على عاتقه المحافظة عليه وبالتالي عندما يصادف الطبيب النفسي حالة تشكل خطورة على المجتمع فيفترض به أن يخبر الجهات الأمنية ذات الاختصاص بذلك الخطر كإجراء وقائي واحترازي.
من جانبه قال أستاذ الفقه وأصول الدين في الجامعة الأردنية الدكتور هايل داوود إن "السبب الأول والرئيسي في ازدياد نسبة الجريمة في الأردن يعود للأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها المواطن"، مشيرا إلى أن "لدى المجتمع الأردني نسبة عالية من الفقر والبطالة".
وأضاف أن "الإسلام كان وما يزال يتحدث عن الفقر ومعالجته٬ ودعوة الأغنياء لمساعدة الفقراء من خلال الزكاة٬ كون هذه الروح التعاونية بين المجتمع ستؤدي إلى استقراره وأمنه وانضباطه".
وحمل الدكتور داوود على وسائل الإعلام وما تبثه للمواطنين من مواد إعلامية قد تحتوي بشكل مباشر أو غير مباشر على تحريض على العنف والجريمة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى مراقبة.
ودعا الحكومة وجميع الجهات المعنية وخصوصا وزارة التربية والتعليم و الجامعات ووزارة الأوقاف إلى الانتباه لحالات الفقر والبطالة التي تسود قطاعات كبيرة من الناس والتي أصبحت تشكل خطرا كبيرا على امن المجتمع.
ولفت إلى ضرورة التأكيد على التربية والتوجيه الديني وغرس القيم والمفاهيم الدينية لأنه في حال ضاقت الأوضاع الاقتصادية على المواطن فإنه قد يلجأ إلى الجريمة والانحراف.
وبين أن الجهات الأمنية تقوم بدور كبير، مشيرا إلى أن الإجراءات الأمنية لا تحتاج إلى جهد اكبر بل بحاجة إلى توعية تسبق الجريمة، لافتا إلى أن المطلوب هو تكاتف الجهود الرسمية ومنها الأسرة، التي لم تعد تقوم بواجبها الحقيقي في تربية أبنائها بعد انشغال كلمن الأب والأم في البحث عن لقمة العيش جراء الظروف الاقتصادية.
صدمة الرابية
وعن تفاصيل جريمة الرابية قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الرائد محمد الخطيب أنه وقعت صباح أمس الأحد في منطقة الرابية في عمان حادثة إطلاق نار داخل أحد المنازل أدت إلى مقتل 4 أشخاص من نفس الأسرة بينهم طفلان وإصابة طفلة في الثانية عشرة من عمرها.
وأوضح الرائد الخطيب أن غرفة العمليات في مديرية شرطة وسط عمان تلقت اتصالا من طفلة أبلغتهم بتعرضها وأسرتها لإطلاق نار على يد والدها الذي أطلق النار على نفسه أيضا.
وقال الواضح ان الاب اطلق النار على احد اطفاله وهو نائما الامر الذي ادى نهوض الثاني من النوم ومحاولة الهرب الا انه عاجله بعدة رصاصات قاتلة.
وتابع ان الام ( منى) حينما سمعت صوت اطلاق النار فهبت لتعرف ما جرى لتفاجا بزوجها يطلق النار على وجهها وبطنها وظهرها فارداها هي الاخرى قتيلة.
وبحسب الناطق الإعلامي فإنه تم التحرك على الفور من قبل دوريات النجدة والبحث الجنائي والمركز الأمني المختص إلى موقع الحادث واستدعاء الدفاع المدني حيث تبين وجود طفلة مصابة تم إسعافها على الفور وأربعة جثث تعود لرجل وامرأة وطفلين .
وأشار الرائد الخطيب أن التحقيقات الأولية بينت أن جثة الرجل تعود لصاحب المنزل الصيدلاني حاتم الخصاونة والذي كان قد أطلق النار على نفسه بعد أن قتل زوجته وطفليه 6و9 سنوات وأصاب ابنته 12 سنة التي ترقد حاليا على سرير الشفاء ولا زالت التحقيقات جارية للوقوف على ملابسات ودوافع الحادث.
وقال ان الاب تناول سيجارة ودخنها بعد ان اطلق النار على افراد اسرته وقبل ان يطلق الرصاصة الاخيرة على نفسه منتحرا، كما انه كان على خلاف مع عائلته لدرجة انها لم تكن تعرف مكان سكنه في عمان.
وأضاف أن الطفلة الناجية في العناية المركزة، وحالتها العامة حرجة، وفضل الخطيب عدم إعطاء تفاصيل إضافية عن الحادثة حالياً.
يذكر أن التقرير الأخير للمركز الوطني لحقوق الإنسان، دق ناقوس الخطر الذي يهدد بنية المجتمع الأردني عبر كشفه عن زيادة نسبة الجريمة في العام الماضي، وارتفاع حوادث الانتحار مقارنة مع عام 2007 إذ كانت 35 وارتفعت إلى 40 حالة في العام الماضي، وانتشار المخدرات حيث وصل عدد المدمنين إلى 3500 مدمن.
ولفت التقرير إلى زيادة ملحوظة في تواجد مروجي المخدرات على أبواب المدارس والجامعات، ما يؤشر على زيادة انتشارها بين الشباب.
وأظهر التقرير ارتفاعا في حوادث القتل، إذ سجل العام الماضي 104 جرائم قتل مقابل 98 جريمة في العام 2007.
وكانت الحكومة أقرت العام الماضي، وللمرة الأولى، بأن هناك مؤشرات تدل على انتشار مشكلة المخدرات في المجتمع وزيادتها، حيث ضبطت إدارة مكافحة المخدرات والتزييف 2860 قضية، وتعاملت مع 3500 مدمن.